لم يكد زلزال الفساد المالي والإداري الذي ضرب المستشفى الجهوي ابن باجة بتازة، يمر، حتى تعرى واقع الإهمال وسوء التدبير، بهذا المرفق الحيوي، الذي يغطي احتياجات مدينة يفوق تعداد سكانها 152 ألف نسمة. وعلمت "الصباح" أن استياء عارما انتاب المرتفقين بسبب ما وصفوه بالإهمال والتقصير وسوء التدبير، سيما أنهم لا يجدون مخاطبا للتدخل وتصحيح الاعوجاجات التي باتت تهدد حياة المرضى. وأفادت مصادر متطابقة أن المستشفى شهد نهاية أسبوع أسود، إذ لقي أربعة مرضى مصرعهم خلالها، وعانت الأسر إثر ذلك من أجل تسلم شهادة تثبت الوفاة لإخراج الجثث قصد تشييعها ودفنها إكراما للميت. وتتعلق الحالة الأولى بما تعرضت له حامل، إذ ولجت المستشفى السبت قبل الماضي، (13 يناير)، حوالي العاشرة صباحا، وكانت مرفوقة بزوجها، وبعد فحصها أخبر بأن موعد المخاض لم يحن بعد، رغم استشعارها آلاما وأوجاعا، وإحساسها بحلول موعد الوضع، وظلت على حالها تنتظر إلى العاشرة ليلا، حيث ازدادت وضعيتها سوءا، ليتم إشعار الممرضين للطبيب المداوم فأدخلها غرفة العمليات ليجري لها عملية قيصرية، أخرج إثرها الجنين ميتا، وعند احتجاج الزوج على الإهمال والتقصير المفضيين إلى وفاة الوليد، حاول الطبيب تهدئته بعبارات القضاء والقدر، بينما كان الزوج يلوم التأخر لأزيد من 12 ساعة، على ولوج زوجته المستشفى وهي تتألم من شدة المخاض، كما أنها لم تلقى رعاية طيلة المدة. حالتان أخريان للوفاة شهدتهما مصلحة الإنعاش في صبيحة اليوم الموالي، (14 يناير)، إذ قدمت أسرتا الهالكين صباحا لتسلم جثماني الميتين، إلا أنهما اصطدمتا بتعذر إنجاز الوثائق، بسبب غياب الطبيبة، إذ لم تحضر إلا بعد ساعات طويلة بعد نداءات متكررة عبر الهاتف، ما أخر عملية الدفن إلى ما بعد العصر. أما بالنسبة إلى حالة الوفاة الرابعة، فأكدت مصادر "الصباح" أنها سجلت في قسم المستعجلات، وتعذر أيضا إنجاز شهادة الوفاة وإنهاء الإجراءات الإدارية لنقل الجثة إلى مثواها الأخير، بعد أن أكد الطبيب الذي كان حاضرا، أنه غير مؤهل لتحرير شهادة الوفاة، لأنه متدرب، ما أدى إلى انتظار حضور الطبيب المؤهل ساعات أخرى. المصطفى صفر