مقاطعة الامتحانات بنسبة 100 في المائة في 11 كلية وشهر من الإضراب يستمر أطباء المستقبل في إضراب مفتوح لأزيد من شهر، منذ انقطاع حبل الود بينهم وبين وزارتي التعليم العالي والصحة، بسبب القرار الوزاري القاضي بالرفع من عدد الطلبة سنويا، وتخفيض عدد سنوات التكوين، ما أدى إلى مقاطعة شاملة للامتحانات. ونجح طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، في شل 11 كلية للطب عبر مختلف جهات المملكة، إذ أوقفوا فيها الدروس النظرية والتداريب الاستشفائية، وقاطعوا الامتحانات التي كان من المقرر إجراؤها الأسبوع الماضي، بنسبة 100 في المائة، وهي أول مرة تنجح فيها المقاطعة بهذه النسبة في تاريخ كليات الطب. وتكمن خلفيات الصراع بين الوزارتين والطلبة الأطباء، في الضغط الذي تواجهه منظومة الصحة بعد القرار الملكي بتعميم الحماية الاجتماعية، إذ يحتاج القطاع إلى الآلاف من الأطباء الإضافيين لإنجاح المشروع، ما يستوجب إحداث تغيرات في مرحلة التكوين، من أجل الوصول إلى العدد المطلوب. وبما أن تكوين الأطباء كان يواجه مشاكل بالجملة قبل الإعلان عن المشروع الملكي، فإن زيادة عدد الطلبة بشكل سنوي وتخفيض سنوات التكوين، وتخفيض عتبة الولوج إلى تخصصات الطب، سيضعف التكوين أكثر، وسيزيد من المشاكل، الأمر الذي يرفضه الطلبة. ويواجه الطلبة الأطباء اليوم مشاكل كثيرة في ما يتعلق بالتداريب الاستشفائية، إذ هناك طلبة في بعض الجهات وصلوا سنتهم الثالثة من التكوين ولم يستفيدوا ولو من يوم تكوين واحد، خاصة في أكادير وطنجة. وهناك مشاكل أخرى مطروحة في ما يتعلق بسنة التخصص، الأمر الذي جعل الطلبة يقاطعون بشكل كامل امتحانات هذه السنة، في انتظار ما ستقوم به الوزارتان المعنيتان، فرغم أن الأطراف اجتمعت غير ما مرة في الفترة الأخيرة، إلا أن الحكومة لم تقدم للطلبة حلولا واضحة ومحددة في الزمن. ويشكو الطلبة أيضا من عدم منحهم أدوارا في المستشفيات الجامعية، إذ أن البعض يكتفي بالتدريب في المستشفيات الإقليمية، التي لا تتوفر على جميع التخصصات، وهناك من يتم تهميشه، أو الدفع به نحو المستعجلات لمساعدة الأطباء في الفترة الليلية، وهو ما يثير حفيظة الطلبة. وقرر الطلبة الأطباء النزول إلى الشارع اليوم (الجمعة)، في مسيرة وطنية بالرباط، من أجل الضغط على الوزارة، للتراجع عن قراراتها أو مراجعتها. عصام الناصيري