شباب سبقوا المنتخب إلى محتضن الكأس وروجوا للقيم والثقافة المغربية عكس الصورة النمطية المتداولة حول الشباب صناع المحتوى على الأنترنت، الذين يتهمون بنشر التفاهة والانحلال على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك فئة تلعب أدوارا مهمة، وتقوم بدورها كما يجب، سواء تعلق الأمر بتغطية الأحداث، أو بإعطاء صورة مشرفة عن بلدها الأم. وعكس النسخ السابقة للأحداث الرياضية القارية والدولية، التي يشارك فيها المنتخب الوطني لكرة القدم، تنقل مجموعة من الشباب المغاربة من صناع المحتوى، على حسابهم الخاص، ولم يلجؤوا إلى مؤسسات الدولة لتغطي نفقات تنقلهم وإقامتهم. وتنقل عشرات الشباب، بعضهم معروف ويتابعهم الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر ما تزال حساباتهم تنمو ولم تصل مستوى كبيرا من الشهرة، إلى الكوت ديفوار، والهدف تغطية كل ما هو مغربي، حتى قبل بداية المباريات. وبفضل هؤلاء الشباب، تعرف جزء كبير من جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، على حياة الجالية المغربية في هذا البلد الإفريقي، إذ قام هؤلاء الشباب بإنجاز فيديوهات ومقابلات مع أفراد الجالية المغربية في المدن الإيفوارية، سواء مع التجار أو المستثمرين أو أصحاب الشركات والعاملين في قطاع مختلفة. وتعرف الجمهور المغربي على مساهمة المغاربة في تنظيم الحدث القاري، إذ تعرفوا على دورهم في صيانة الملاعب والأرضيات والإضاءة وكل ما يتعلق بالترتيبات التي تسبق انطلاقة الحدث الكروي الأهم في القارة الإفريقية. واتضح أن شركات عديدة مغربية تعمل في المدن الإيفوارية، سواء في ما له علاقة بالملاعب والرياضة عموما، أو القطاع السياحي أو التجاري، إذ تعرف الجمهور المغربي على الأحياء المغربية التجارية في كوت ديفوار، والتي تشبه إلى حد كبير أسواق فاس ومراكش، إذ يبيع تجارها الألبسة التقليدية والأحذية وغيرها من السلع. وإلى جانب التغطية الحية لما قبل صافرة البداية، سينقل هؤلاء الشباب أدق تفاصيل الحدث الكروي والمشاركة المغربية، كما سيساهمون في توفير جو حميمي مع المشجعين، الذين سينتقلون لدعم المنتخب. ولعبت هذه الفئة أيضا دور سفراء الثقافة والقيم المغربية، إذ أصبح هناك وعي لدى جل صناع المحتوى المغاربة، بضرورة تمثيل المغرب أحسن تمثيل، من خلال التصرف مع باقي الشعوب برقي وحب كبيرين، وعدم التصرف بشكل يسيء إلى صورة المغرب. ونقل الشباب أيضا الثقافة المغربية، من خلال الأغاني واللباس واللغة وغيرها من عناصر الهوية، والتي تفاعل معها الإيفواريون بشكل إيجابي، إذ تظهر المقاطع المصورة جوا من الحب والود المتبادل بين الشعبيين. عصام الناصيري