علمت "الصباح" أن فضيحة تفجرت، نهاية الأسبوع الماضي، في مقاطعة الباهية بمراكش، مضمونها قيام موظفين بالمقاطعة بالتخلص من وثائق ضحايا الزلزال بالمدينة الحمراء، في حاوية الأزبال. واكتشفت وثائق الضحايا بالصدفة، إذ عثر عليها أحد المواطنين المتضررين، في الوقت الذي كان فيه سكان حي الملاح، الذين هدمت منازلهم في الزلزال، ينتظرون الاستفادة من دعم إعادة الإعمار. وقالت مصادر "الصباح"، إن عثور أحد الراغبين في الاستفادة على وثائقه وأخرى للعشرات من جيرانه في حاوية الأزبال، التابعة لمقاطعة الباهية بمراكش، تسبب في أزمة غير مسبوقة، إذ وصل الخبر إلى حي الملاح، ما دفع عشرات السكان إلى التجمع أمام المقاطعة على وجه السرعة، وتسببوا في فوضى في محيطها. وأوضحت المصادر ذاتها، أن تلك الوثائق رسمية وتضم معطيات شخصية لعشرات السكان، ويتعلق الأمر بالبطائق الوطنية للمتضررين وأرقام هواتفهم، إضافة إلى مجموعة من الملتمسات التي تضم توقيعاتهم، ناهيك عن بعض الشكايات التي تقدم بها أشخاص حرموا من الاستفادة. وفوجئ سكان حي الملاح الذين ما يزالون يعانون التشرد، ويعيش جزء منهم عند عائلاتهم أو مع الجيران، أن موظفي المقاطعة تخلصوا من وثائقهم في القمامة، بعدما أوهموهم بأن ملفاتهم قيد الدراسة، وسيأتيهم جواب حول ما إذا كانوا من ضمن الفئات التي تستحق الدعم أم لا. وما زاد من حدة الصدمة، الوعود التي قدمتها وزيرة الإسكان، وعمدة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، التي وعدت السكان في الأيام الأولى للزلزال، بأن الدولة لن تتخلى عنهم، وأنهم سيكونون من ضمن المستفيدين. ولم يتقبل المتضررون فعل إدارة المقاطعة، متسائلين عن الجهة التي أمرت بالتخلص من وثائقهم الرسمية في القمامة، وكيف للمقاطعة أن تتسلم وثائق وتوهم السكان بالاستفادة، وبعد ذلك لا تخبرهم بمآل ملتمساتهم وطلباتهم، وترميها مع الأزبال دون مبالاة. واضطرت السلطات إلى التدخل لضمان الأمن، بسبب الاحتقان والأزمة التي سببها فعل إدارة المقاطعة، إذ حل الباشا وعدد من أعوانه بالمكان، وحاول أن يهدئ من روع السكان، ووعدهم بالنظر في الموضوع، خاصة أنه يتابع ملفاتهم، ويستقبل لجانا ممثلة للسكان، للنظر في الحلول الممكنة لاحتواء أزمتهم. ع. ن