ندرة الماء والبحث عن السبل لتعويضه والحفاظ عليه، مواضيع محيرة فرضت نفسها على مسؤولي وسكان بني ملال لتدبير أزمة مائية قادمة تجلت معالمها في الجفاف القاتل، الذي أصاب الزرع والبشر. التدابير الاستعجالية المزمع اتخاذها، محور لقاء بين والي الجهة ومختلف المصالح ببني ملال، جاء في إطار التعبئة التي تعرفها بلادنا لمواجهة الوضعية المائية المقلقة، نتيجة قلة التساقطات وتوالي سنوات الجفاف، تجلت في وضعية السدود التي بلغت مرحلة خطيرة في الآونة الأخيرة، إذ لا تتعدى نسبة الملء بالحوض المائي لأم الربيع مثلا 4 في المائة. وذكر الخطيب لهبيل، والي الجهة بمضامين دورية وزير الداخلية الموجهة للولاة والعمال، والتي شملت مجموعة من الإجراءات العملية لمواجهة الإجهاد المائي، متمثلة خاصة في عقد اجتماعات دورية في بداية كل شهر مع المتدخلين في مجال توزيع واستهلاك الماء، من أجل إعداد خريطة لتحديد كميات الماء المستهلكة، حسب الأحياء، وتحيينها من أجل ضبط تلك التي تستهلك كميات تفوق معدل الاستهلاك الفردي اليومي من هذه المادة الحيوية، واتخاذ تدابير إجرائية لمحاربة هدر الموارد المائية عن طريق الصيانة المستمرة للقنوات التابعة لشبكات إنتاج وتوزيع هذه المادة، وفرض إجراءات زجرية على المخالفين لقواعد استغلال الماء المؤطرة بالقوانين ذات الصلة، والمنع الكلي لاستغلال الماء لأغراض ثانوية، مثل سقي المساحات الخضراء والحدائق العمومية، وتنظيف الطرقات والمساحات العمومية باستعمال الماء، وملء المسابح العمومية والخاصة أكثر من مرة في السنة، والزراعات المستهلكة للماء، فضلا عن التنسيق التام والانخراط الفعلي لجميع المصالح المعنية، من أجل اتخاذ التدابير الإجرائية اللازمة للحد من تداعيات الاجهاد المائي على المواطنين والأنشطة الاقتصادية. ودعا والي الجهة جميع المصالح المعنية الى مضاعفة الجهود لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع، التي جاء بها البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2027-2020، والاسراع بإنجاز مشاريع تقوية وتأمين التزود بالماء الصالح للشرب بالعالم القروي، وإنجاز المشاريع الهادفة الى معالجة المياه العادمة، بالإضافة الى تكثيف الجهود لاقتصاد الماء بشبكات الري والتوزيع، لتحسين مردودية هذه الشبكات بالمدن والمراكز الحضرية بالإقليم والجهة. كما شدد على تنسيق عمل مختلف المصالح المعنية لإعداد برنامج زمني للقيام بحملات تحسيسية بربوع الإقليم، من أجل ترسيخ ثقافة الوعي لدى السكان بضرورة ترشيد استعمال الماء والحفاظ عليه، مع الحرص على تنفيذ الإجراءات المتخذة، المتمثلة خاصة في منع سقي المساحات الخضراء، انطلاقا من المياه التقليدية، والزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، ومنع غسل الشوارع والفضاءات العمومية بالمياه المعالجة، ومنع جلب المياه غير القانوني من الثقوب والآبار والعيون، و مياه قنوات الري، والحرص على ألا يتجاوز ملء المسابح العمومية والخصوصية مرة واحدة في السنة، بالإضافة الى تزويد السكان بالماء الشروب بواسطة الصهاريج المائية، وتجهيز نقط الماء لتوريد الماشية بالمناطق المتضررة من ندرة الماء. سعيد فالق (بني ملال)