تحويلات تقطع الماء عن ضواحي البيضاء
محنة سكان مناطق من إقليم النواصر جراء توقيف العمل بقناة قادمة من سد بن معاشو
لم تتأخر تداعيات خطط التقشف في التزويد بالماء الصالح ووصل صدى الاحتجاج إلى ضواحي البيضاء، ولم يجد سكان مناطق من تراب جماعة بوسكورة التابعة لإقليم النواصر بدا من الاحتجاج على الجماعة بسبب انقطاعات طويلة للماء خلال الأسبوع الماضي.
وعلمت “الصباح” أن مناطق في الشريط المحاذي للطريق السيار المداري شهدت تعليقا للتزود بالماء كما هو الحال بالنسبة لسكان جزء من المدينة الخضراء خاصة الشراقة البيرات جراء توقيف العمل بالقناة القادمة من سد بن معاشو، التي كانت تزود جمعيات تتعامل مباشرة مع المكتب الوطني للماء والكهرباء، لكنها أصبحت بدون ماء بعد أن تقرر تزويدها من القناة القادمة من أبي رقراق التي تمر عبر البيضاء أولا.
وحمل السكان المسؤولية للجماعة بالرضوخ لشروط شركات التوزيع وترك عشرات الجمعيات المحلية التي يستفيد من خدماتها آلاف السكان عرضة للعطش الذي تعانيه دواوير الجماعة، إضافة إلى مساكن حديثة البناء وتجزئات فيلات أصبح سكانها يجلبون الماء من الأحياء الجنوبية في تراب مقاطعة عين الشق.
ولم يتردد ولاة في سحب بساط التزويد بالماء من المنتخبين، إثر رصد تلاعبات في صفقات مد القنوات وتثبيت سقايات، إذ تدخلت سلطات الوصاية لإلغاء مشاريع، بسبب غضب سكان يرزحون تحت نير الجفاف، على منتخبين بسبب استغلال النفوذ والإخلال بمبدأ توزيع الماء بحسب حجم التجمعات السكانية.
وتواصل وزارات الداخلية والتجهيز والفلاحة استنفار جبهات محاربة العطش في ظل ارتفاع أصوات الغضب الداعية إلى إعطاء الأولوية القصوى إلى تزويد سكان الضواحي بالماء الشروب، وتكثيف عمليات التنقيب بواسطة الأثقاب الاستكشافية.
وتواصل اللجان الإقليمية للماء، عقد اجتماعات عمل تخصص لبحث وضعية هذه المادة الحيوية والوقوف عند مختلف المشاريع المنجزة أو التي توجد قيد الإنجاز من أجل مواجهة الوضعية الراهنة للموارد المائية، وبلورة حزمة من التوصيات تجلت أساسا في إحداث لجان يقظة تنكب على التصدي للحفر غير المشروع للآبار، وتشكيل لجان أخرى مهمتها السهر على مراقبة وتقييم الزراعات التي تتطلب موارد مائية كبيرة، إضافة إلى تشديد المراقبة على الأنشطة التي من شأنها تبذير المياه (على غرار غسل السيارات، والمسابح، والحمامات العمومية..)، مع اللجوء إلى تقليص صبيب الماء خلال الليل.
وشرعت اللجان الإقليمية في تنزيل مقتضيات منع سقي المساحات الخضراء والحدائق العمومية وتنظيف الأماكن العامة عبر استعمال الماء الشروب، وتعبئة الشاحنات الصهريجية لتزويد المناطق المتضررة بالوسط القروي بالماء الصالح للشرب، مع تنظيم حملات تحسيسية بالجماعات الترابية ومختلف الأحياء بغرض تبني سلوك سليم في ما يتصل بالاستعمال العقلاني والحفاظ على هذه المادة الحيوية، وذلك عبر إشراك المجتمع المدني.
ياسين قُطيب
