قيمتها المالية تصل إلى 200 ألف درهم للمتألقين في البحث العلمي والابتكار دأب الشباب المغاربة على تقديم مشاريعهم الإبداعية في مختلف المجالات، سواء تعلق الأمر بالمشاريع الفنية والإبداعية، أو بالاختراعات التكنولوجية، أو في مجال البحث العلمي، إلى دول أخرى من أجل نيل جوائز تخصصها لهذا النوع من الإبداع، سواء في دول الخليج أو في الاتحاد الأوربي، غير أنه ابتداء من العام الجاري يمكنهم ترشيح إبداعاتهم وطنيا. وأنهت جائزة المغرب للشباب، التي وضعتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل رهن إشارتهم، مع زمن كان فيه الاعتراف بالإبداع المغربي خارجيا، وهو ما يؤثر على تصورات الشباب المغربي لوطنه، ويعطي شرعية للخطابات العدمية، التي تنبهر بكل ما هو خارجي، وتحتقر الوطن، بدعوى أنه لا يهتم بالشباب والمبدعين، وأن وصفة النجاح توجد خارج حدود المملكة. وستشرع وزارة الثقافة في توزيع جائزة المغرب للشباب، ابتداء من العام الجاري، بعدما تمت المصادقة على مشروع المرسوم رقم 2.23.361 بإحداث "جائزة المغرب للشباب"، خلال أشغال المجلس الحكومي، المنعقد في أكتوبر من العام الماضي. ويأتي هذا المشروع، حسب ما أعلنت عنه الوزارة الوصية، نظرا للمكانة البارزة التي تحتلها فئة الشباب في أولويات التنمية بالمغرب، وهي المكانة التي كرسها دستور المملكة، لاسيما من خلال الفصلين 26 و33، وتم تأكيدها في العديد من الخطب الملكية السامية. ومن المرتقــــب أن تجسد هذه الجـــــوائـــز الخطـــــابات، التــــــي طالمــــا كررها السياسيون والأحزاب في برامـــــجهم الحكــــوميـــة، والأمر نفســــــه بالنسبــــة إلى النمـــوذج التنمــوي الجديد، الــــذي خـــــص هـــذه الفئــــــــــة بمجموعــــة من التوصيات. وتهدف هذه المبادرة، حسب الوزارة، إلى خلق منافسة إبداعية ذات بعد وطني، مفتوحة للتنافس بين كافة الفئات الشابة، على غرار "جائزة المجتمع المدني"، و"جائزة المغرب للكتاب". وتمنح الجائزة سنويا للشباب المغاربة وللشباب الأجانب المقيمين في المغرب، تقديرا للإسهامات النوعية والمبادرات الإبداعية في مجالات البحث العلمي والابتكار التكنولوجي والإبداع الفني والثقافي، إضافة إلى مجال التطوع، ومجال المقاولة الذاتية. وحددت الوزارة قيمة المكافأة بالنسبة إلى الرتبة الأولى في 200 ألف درهم، و100 ألف درهم للرتبة الثانية، و50 ألف درهم للرتبة الثالثة. ومن المرتقب أن تساهم هذه الجائزة بشكل ما في وقف نزيف هجرة الإبداع والمشاريع الخلاقة، التي ينتجها المغاربة وتستفيد منها دول أخرى، إذ ستسمح هذه الجائزة بمنح قيمة لإبداعات الشباب، الأمر الذي سيشجع البنوك لتمويل تلك المشاريع، واحتضان الشباب من قبل صناديق التمويل والشركات الكبرى. عصام الناصيري