الاتجار في الرخص الإدارية وعدم مواكبة مشاكل المواطنين بعد انكشاف فضائح الرخص الإدارية المزورة، التي طفت على السطح في الشهور الأخيرة، من السنة التي ودعناها، والتي مازالت قيد البحث من قبل ضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والنيابة العامة، ظهر تقرير جديد للمجلس الأعلى للحسابات، عرى واقع التدبير لمقاطعات طنجة. ويرى المجلس الأعلى للحسابات أن مجالس مقاطعات طنجة لا تواكب ولا تتتبع الانشغالات اليومية للمواطنين، رغم العدد الكبير للموظفين العاملين بها، مقارنة مع مجلس الجماعة. ولعل ضعف مجالس مقاطعات طنجة، بدأ يبرز كذلك من خلال النقط المدرجة بجدول أعمال دوراتها، نظير المقاطعة المعلومة، حيث أدرج رئيسها نقطة فريدة خلال الدورة المقبلة تتعلق بتسمية الأزقة. وهو ما سيسمح له بإنهاء الدورة بسرعة فائقة لينتقل مباشرة بعدها إلى مدينة ماربيا حيث يقضي جل أوقاته في إطار عطلة مفتوحة بضيافة "أصدقائه الكبار". ويشتكي سكان المقاطعة نفسها، من تغول محلات التدليك التي صارت تفتح أبوابها بكل أحياء عاصمة البوغاز، ناهيك عن محلات "الشيشة"، التي لم تستطع السلطات التغلب عليها. أما بمقاطعة بني مكادة، التي تعتبر أكبر مقاطعة بالمغرب فمازال "البلوكاج" سيد الموقف، إذ انقلبت الأغلبية المسيرة على رئيسها "الاستقلالي"، وصارت أكثر انتقادا له من المعارضة، مطالبة إياه بالتنحي بعدما تحولت المقاطعة إلى ساحة سماسرة لا يستطيع المواطن الولوج إليها إلا عبرهم، قبل الوصول إلى الرئيس، المشغول بقضايا وملفات أخرى باتت تتردد على طرف كل لسان بمدينة البوغاز. وفي ظل هذا الركود الذي تعيشه هذه المجالس التي يصفها البعض بمجالس تصريف الأعمال، يتساءل الطنجاويون عن دور الوالي الجديد يوسف التازي، بعد مضي شهرين على تعيينه، إذ ما زال يراقب من بعيد، ويجمع المعطيات، دون أن يظهر كثيرا، في انتظار أن يوجه لهم الضربة القاضية. ويظهر ذلك، من الحركة الانتقالية، التي أجراها الوالي الجديد، قبل متم العام الماضي بنحو 15 يوما في صفوف رجال السلطة، أبرزت رغبته في العمل في صمت، ومنح الثقة للأطر العليا العاملة بولاية طنجة. وشملت الحركة الانتقالية قائد الملحقة الإدارية الثالثة بكزناية، إذ تم تنقيله إلى الملحقة الإدارية التاسعة، فيما تم نقل قائد الملحقة التاسعة، بصفته مساعدا لرئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة طنجة أصيلة. وتم تنقيل قائد الملحقة الثانية بالمدينة القديمة، قائدا للملحقة الإدارية التاسعة مكرر، فيما تم تنقيل قائد الملحقة التاسعة مكرر إلى الملحقة الثالثة بكزناية، وتنقيل رئيس دائرة طنجة، إلى دائرة أصيلا، وتنقيل باشا منطقة المرس أشناد، إلى باشوية كزناية، والعكس صحيح. ع. ك