الطلبة من أكثر المقتنين للأسهم في آخر عملية إدراج في بورصة البيضاء أصبح الشباب المغاربة بمن فيهم الطلبة، الذين لم يلجوا سوق الشغل بعد، أكثرا وعيا بالفرص الحقيقية التي يوفرها الاقتصاد المغربي، ما دفعهم إلى التوجه إلى نوعية جديدة من الاستثمار، خاصة ما يتعلق بالبورصة، إذ أصبحوا يشكلون ركيزة في عالم التداول والاستثمار. وأكدت نتائج آخر عملية اكتتاب عمومي لإدراج بنك "سي أف جي بنك" في بورصة البيضاء، أرقاما مهمة، تبين مدى اهتمام فئة الشباب بالاستثمار في البورصة، والتداول في الأسهم، الذي أصبح "موضة" في الفترة الأخيرة، تزامنا مع الطفرة التي يشهدها الاقتصاد الوطني على مختلف المستويات. وبين الاكتتاب العمومي الذي قام به بنك "سي إف جي" في الأيام الأخيرة، أن الطلبة شكلوا من بين المشاركين فيه نسبة 17.57 في المائة، متقدمين على مجموعة من الفئات الأخرى. وتقدم على الطلبة عمال القطاع الخاص فقط، في حين باقي الفئات كلها لم تتجاوز نسبة الطلبة المشاركين في الاكتتاب، إذ شكل موظفو القطاع الخاص، والذين يضمون في صفوفهم أيضا نسبة مهمة من الشباب، نسبة 43.72 في المائة، يليهم الطلبة بنسبة 17.57 في المائة، ثم موظفو القطاع العام والتجار والصناع التقليديون والمتقاعدون وغيرهم من الفئات بنسب قليلة. وبلغ عدد الموقعين على الاكتتاب من الطلبة 4 آلاف و19 شخصا، في حين سجلت الطلبات على اقتناء الأسهم أرقاما مهمة بدورها، الأمر الذي يبين حجم الاهتمام بمسألة الاستثمار في بورصة البيضاء في الآونة الأخيرة. ومن العوامل التي دفعت الشباب المغاربة إلى الإقبال، في الفترة الأخيرة، على الاستثمار في بورصة البيضاء، تحقيقها نسب نمو سنوية محترمة، إذ سجلت هذه السنة نسبة نمو بلغت 13 في المائة، ناهيك عن منح المغرب شرف تنظيم كأس العالم 2030، الأمر الذي عزز بشكل مباشر ثقة الشباب والمستثمرين عموما في الشركات المغربية، التي تنتظرها استفادة ورواج كبيران، خاصة في مجال العقار والسياحة والأشغال العمومية والبنوك وغيرها. ولم يعد الاستثمار في بورصة البيضاء مقتصرا على الخبراء في المجال فقط، بل إن البعض أصبح يدرج أمواله في البورصة عبر شراء أسهم شركات، والمراهنة على طول المدة والاستفادة من توزيع الربحية، عوض ادخار "الكاش" الذي يمكن أن يفقد قيمته في أي لحظة، خاصة مع ارتفاع نسب التضخم، واتجاه المغرب نحو التعويم الشامل في الفترة المقبلة. عصام الناصيري