حركة شبه عادية في شوارع العاصمة

حركة شبه عادية في شوارع وأحياء العاصمة، وحده بعض الفتور والبطء في انطلاق الأنشطة الاعتيادية لسكانها ما يمكن تسجيله في اليوم الذي حددته 28 نقابة من أصل 33 موعدا لإضراب وطني، احتجاجا على سياسة رئيس الحكومة وما خلفته من احتقان اجتماعي بادرت أحزاب سياسية إلى التنديد به وأعلنت دعمها ومساندتها للمضربين. أول القطاعات التي استأثرت باهتمام سكان المدينة وجوارها، هو قطاع النقل، مخاوف كبيرة انتابت سكان تمارة وسلا من مغبة غياب وسائل النقل، وحدها الحافلات سجلت نفسها في قائمة الغياب، قبل أن تعاود للظهور في شوارع الرباط مستأنفة مهمتها في نقل الراغبين إلى وجهاتهم، بينما اصطفت قافلة طويلة من سيارات الأجرة الكبيرة على طول القنطرة الرئيسية بين الرباط وسلا، فيما راجت أخبار عن اندلاع خلافات وملاسنات بحي اليوسوفية بالعاصمة في الساعات الأولى من الصباح عندما حاول "الخطافة" أخذ مكان أصحاب الطاكسيات معتقدين أنهم منخرطون في الإضراب. "الإضراب؟ لا ما غاديش ندير الإضراب؟ ياك داروه على التقاعد، وأنا عندي شي تقاعد؟" يقول سائق سيارة أجرة صغيرة بالرباط، دون أن ينسى تشغيل عداده منطلقا نحو مركز المدينة".في المقابل، عيون بعض النقابيين الداعين إلى الإضراب تمركزت في ساعة مبكرة من الصباح في المقاهي الواقعة في الشوارع الرئيسية، تتصفح الجرائد وترصد حركة الشارع، فيما انتشرت تعزيزات أمنية في محيط مقر البرلمان، تحسبا لأنباء حول وقفات دعت إليها حركة "20 فبراير" وبعض الداعمين للإضراب رفعت درجة اتأهب، وحملت عناصر من الوقاية المدنية إلى التوقف غير بعيد عن شارع محمد الخامس في بعض الأزقة المتفرعة عنه، قبل أن تنطلق قرابة منتصف النهار مسيرات "رمزية"، عززها العاطلون من حاملي الشهادات العليا، فيما تجمهر بضعة عشرات من المنخرطين في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قرب مقر نقابتهم مرددين شعارات تندد بسياسة حكومة بنكيران الاجتماعية. قلة عدد المحتجين، عزته فتيحة الإبراهيمي، عضو المكتب الإقليمي بالرباط للكونفدرالية الديمقراطية للشغل وعضو المكتب الوطني لقطاع الجماعات الترابية، إلى التقنية التي اختارتها نقابتها للإضراب، إذ "طلب منا الالتحاق بمقر الكونفدرالية في الرباط وعدم تنفيذ أي وقفة احتجاجية تفاديا لما يمكن أن ينجم عن ذلك"، مؤكدة من جهة أخرى نجاح الإضراب بنسبة بلغت 98 في المائة في قطاع الجماعات الترابية والتدبير المفوض بالرباط، "خاصة في المقاطعات التي عرفت الحركة داخلها شللا مطلقا، قطاع النظافة أيضا، يمكن القول إنه متوقف بنسبة 78 في المائة هذا اليوم". شلل في الجماعات المحلية والداخلية تنقذ المواطنين شلل كبير عرفته مصالح المقاطعات الجماعية بالدار البيضاء أمس (الأربعاء)، إثر الإضراب الوطني الذي دعت إليه المركزيات النقابية، وتراوحت نسبة الإضراب بهذه المؤسسات، بعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، بين 70 و80 في المائة، حسب ما أشار إليه مصدر نقابي في حديث لـ"الصباح"، الذي أبرز أن الإضراب شمل المصالح التي لها علاقة مباشرة بالمواطنين، سيما مصالح تصحيح الإمضاءات، واستقبال الطلبات والتوجيه، في الوقت الذي همت النسبة التي اشتغلت المصالح الإدارية التي لها علاقة مباشرة برئاسة المجالس أو الكتابة العامة أو رؤساء المصالح.وأغلقت مقاطعات سيدي بليوط وأنفا والمعاريف، أبوابها في وجه المواطنين، ما عطل أغراضهم، وعزا المصدر ذاته ذلك، إلى الانخراط الكبير للموظفين في التمثليات النقابية، في الوقت الذي اختار عدد منهم سيما الممثلين النقابيين الجلوس بالمقاهي المجاورة لهذه المصالح للتخطيط للمرحلة المقبلة من مسلسل الاحتجاج، المنتظر حسب المصدر ذاته أن يشمل وقفات احتجاجية وإضرابات متتالية لإيجاد حلول عاجلة للمشكلات الاجتماعية التي تعرفها عدد من القطاعات.وأوضح الممثل النقابي في الحديث ذاته، أن الإضراب الوطني الذي عرفه عدد من المصالح الإدارية وبعض المؤسسات الخاصة، أمس (الأربعاء)، كان بمثابة بداية مرحلة احتجاج كبير ستشهده الجماعات المحلية خلال السنة الجارية، احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية لعدد من موظفيها، في ظل الارتفاع الصاروخي للأسعار واستقرار الأجور، إلى جانب الرفع من سن التقاعد.من جهة أخرى، كانت الحركة عادية بالمؤسسات التابعة للداخلية، الموزعة بين الملحقات الإدارية والدوائر الترابية والعمالات، وعرفت إقبال المواطنين بكثافة سيما في مصلحة تصحيح الإمضاءات، أو المصالح الأخرى المتعلقة بالحالة المدنية أو جوازات السفر أو بطاقة "راميد"، أو بعض الأغراض الاجتماعية والاقتصادية والتقنية سيما المتعلقة بالرخص.ياسين الريخ

حركة شبه عادية في شوارع العاصمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إضراب "نقل المدينة" و"الطرامواي" يربك البيضاويين

الجيش يسوق القطارات ومجانية في الطرق السيارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات