"أنفا بارك"... من منتزه إلى فضاء للمعارض ضعف بنيات الاستقبال بالبيضاء يدفع إلى استغلال الحديقة في أغراض أخرى تعتبر حديقة "أنفا بارك" إحدى أهم المنتزهات الخضراء بالبيضاء، إذ يقصدها الآلاف من الزوار من أجل قضاء وقت ممتع في فضاء جميل وأخضر، سواء كان غرض الزيارة ممارسة الرياضة، أو مرافقة الأطفال من أجل اللعب والتسلي، أو بغرض استنشاق هواء نقي في فضاء مليء بالنباتات والأشجار. ويلعب منتزه "أنفا بارك" هذا الدور منذ افتتاحه قبل سنتين، غير أنه في الآونة الأخيرة، أصبح منتخبو البيضاء يخصصونه لأغراض أخرى، من قبيل تنظيم المعارض، وهو ما لم يلق إعجاب جل زواره، إذ أصبحوا غير قادرين على الاستفادة من جميع مرافقه. فضاء للمعارض فوجئ الزوار الذين يرتادون حديقة "أنفا بارك" بشكل متكرر في الأيام الأخيرة، بتحويل المنتزه إلى فضاء لتنظيم معارض البيضاء، في سابقة من نوعها، إذ لم يسبق أن عرفت أنشطة مشابهة، إذ نظم فيها على مدار أكثر من أسبوع معرض كتاب الطفل، الذي كان يعول سكان البيضاء على إقامته في المكان الذي كان ينظم فيه المعرض الدولي للكتاب قبل نقله إلى الرباط. وبما أن فضاء المعارض الذي يجاور مسجد الحسن الثاني، لم يعد قابلا لاستقبال تظاهرات دولية من حجم معرض كتاب الطفل، فإن منتخبي البيضاء قرروا نقل المعرض إلى "أنفا بارك"، إذ أن الفضاء القديم لا يتوفر على مرافق في مستوى الحدث، وكانت التظاهرات الدولية التي تنظم فيه تتعرض كل سنة لوابل من الانتقادات، بسبب ضعف الخدمات والمرافق المقدمة داخل الفضاء. ووجد مسؤولو البيضاء في حديقة "أنفا بارك" مكانا مثاليا لتنظيم هذه النوعية من الأحداث، بالنظر إلى جاذبيتها، سواء تعلق الأمر بمحيطها الذي يضم مباني جميلة وحديثة، تشرف المدينة والمغرب عامة، وتترك انطباعا جيدا عند الزوار، أو بالفضاء في حد ذاته، الذي يتوفر على مرافق صحية في المستوى، ويتوفر على كراس للاستراحة ونافورات ومساحات خضراء، وأماكن للأكل ومزود بالأنترنت ومناطق ألعاب وغيرها. ولم يقتصر الأمر على معرض كتاب الطفل بل لجأ مجلس البيضاء مرة أخرى، إلى تنظيم معرض العقار بالفضاء نفسه، في وقت متزامن، ما أثار غضب كثيرين، إذ أن المعرضين أخذا حيزا كبيرا من الفضاء، ولم يعد المنتزه كما ألفه الزوار، الذين يقصدونه للاسترخاء وقضاء أوقات ممتعة، رفقة أطفالهم أو أصدقائهم، دون أن يشعروا بوجود أنشطة تعكر صفوهم. وضع مقلق تطرح الأسئلة حول وتيرة تنظيم المعارض داخل فضاء "أنفا بارك"، إذ تسود المخاوف من أن يتحول من مكان للراحة والهروب من قلق وتوتر مدينة مزدحمة، إلى فضاء مزدحم يشبه باقي فضاءات المدينة، خاصة وأن المنتزه استقبل عددا كبيرا من الزوار ومن مدن مختلفة، جاؤوا من أجل حضور تلك المعارض واقتناء الكتب والتعرف على عروض العقار. ولم يقتصر الأمر على الازدحام بل إن المعرضين حرما زوار الحديقة من ممارسة بعض الأنشطة، بسبب بناء خيم كبيرة في بعض الملاعب المخصصة لممارسة بعض الرياضات، كما أنه تم إغلاق بعض المسارات المخصصة للجري بمتاريس حديدية، ما أثار استغراب الزوار. وفي وقت كان المشرفون على الحديقة يمنعون بعض الممارسات من قبيل إحضار الأكل وغيرها من السلوكات التي يمكن أن تساهم في تلويث المكان، فإن منظمي المعارض أقاموا مطاعم بالفضاء، ووفروا لزوارهم أماكن للأكل، ما حول المنتزه إلى ما يشبه سوقا أسبوعيا أو ساحة لبيع الأكلات الخفيفة. وعاينت "الصباح" في جولة قامت بها داخل الفضاء، أن بعض الأشخاص اقتنوا الطعام وغادروا الأماكن المخصصة لزوار المعرضين، وتوجهوا إلى المناطق المزروعة بالعشب وجلسوا لتناول وجباتهم، وهو ما أثار مشاعر الاستياء، إذ أن تلك المساحات الخضراء، فقدت جماليتها وجاذبيتها بسبب الضغط عليها طيلة أيام، من قبل عدد كبير من الزوار. عصام الناصيري