“الثقاف” نتاج انعدام الراحة النفسية والجسدية

تتحدث الدكتورة أمال شباش، اختصاصية الأمراض النفسية والجنسية عن الأفكار الخاطئة في الممارسات الجنسية، والتي غالبيتها مرتبط بالعادات والتقاليد، مؤكدة أن الراحة النفسية والجسدية من أسس القيام بعلاقات حميمية سليمة. في هذا الحوار مع «الصباح» تستعرض الدكتورة شباش أهم الأخطاء التي تعترض العلاقات الحميمية والتي يمكن أن تؤثر في تطويرها. ما هي المراحل السليمة التي يجب اتباعها بين الزوجين خلال العلاقات الجنسية؟ عادة ما يرتكب الزوجان مجموعة من الأخطاء تكون أحيانا غير مقصودة، منذ الليلة الأولى في العلاقات الحميمية، أو المعروفة لدى الجميع بـ"الدخلة"، أولاها أنه جرت العادة على قضائها خلال الليلة الأولى من الزواج، والتي قد تحدث بعض الإشكاليات النفسية، نتيجة التعب اليومي بعد حفل الزفاف أو التعب القبلي أثناء التحضير لهذه المناسبة.كما أنه يمكن أن ينتج عن ذلك قلق، يساهم في تأثير الهرمونات، لهذا أنصح الأزواج الجدد أن يجعلوا "أسبوع الدخلة" عوض "ليلة الدخلة"، سيما أن بعض الأزواج لم يدخلوا بزوجاتهم رغم محاولات متكررة أثناء العلاقات الحميمية.كذلك تلعب المشاكل النفسية دورا رئيسيا في الانتصاب، سيما عندما يخالج الرجل الخوف من عدم الاستطاعة، وهذا ما يستدعي الراحة الجسدية والنفسية قبل الدخول في أي علاقة حميمية. هل العادات والتقاليد المغربية في الليلة الأولى بعد الزواج لها تأثير على العلاقات الحميمية؟ طبعا، سيما عندما تنتظر العائلات "السروال المزين بقطرة الدم"، وهي العادة السائدة التي تبرز عذرية البنت، وأود أن أشير بالمناسبة إلى أنه ثبت طبيا أن حوالي 20 في المائة من الفتيات المتزوجات لم تسل منهن قطرات الدم ليلة الدخلة، وليس أنهن غير عذراوات، وإنما للأمر علاقة ببعض السلوكيات والإكراهات الداخلية.هناك من يحاول مرات متكررة خلال الليلة ذاتها دون جدوى، وهذا ناتج عن التراكمات النفسية السلبية. عدد من الشباب يختارون إدخال الجهاز الذكري مرة واحدة أثناء الممارسة الحميمية هل لذلك تأثير على العلاقة بين الطرفين؟ من الأحسن أن تبتدئ العلاقة الحميمية بالمداعبة بين الطرفين، وبعد ذلك يمكن أن تسهل المراحل الموالية، ومن الأفضل عدم إدخال الجهاز الذكري مرة واحدة، إذ يفضل إدخاله بطريقة تدريجية حتى يحقق رغبة الطرفين معا. هل هناك خطورة القذف داخل الجهاز الأنثوي؟ ليست هناك أي خطورة في القذف الداخلي، وما يتم الترويج له هو من الأخطاء السائدة، سيما في الليلة الأولى من الزواج، إذ تروج العادات أن ذلك يمكن أن يكون سببا في "المرجة" في إشارة إلى نزيف المرأة بكمية كبيرة من الدم. ما رأيك في الحمل السريع الذي يلي مباشرة الزواج؟ من الأفضل عدم الإسراع في الحمل، سيما في الأسابيع القليلة التي تلي الزواج، إذ أن من أسس إرساء العلاقات الحميمية السليمة هو قضاء المدة الكافية للتواصل بين الطرفين. ما تعليقك على ما يعرف بمشكل "الثقاف"؟"الثقاف" أو المعروف لدى النساء بالتشنج المهبلي أو "الفاجينيزم" أو لدى الرجال بعدم الانتصاب من الظواهر السلبية السائدة في المجتمع، وهذا ناتج عن غياب الراحة الجسدية والنفسية. أي الوضعيات السليمة في العلاقة الحميمية؟ كل الوضعيات هي سليمة باستثناء ممارسة الجنس من المؤخرة، التي هي حرام دينيا ولا ينصح بها طبيا، عدا ذلك فكل الوضعيات مستحبة، وتختلف حسب الشريكين. ما هي التأثيرات التي يمكن أن تنتج عن هذه الحالات؟ يمكن أن تكون العادات والتقاليد سببا رئيسيا في التشويش والتأثير على العلاقات الحميمية، سيما الجهر بالعلاقة أو ما يعرف بـ"السروال"، إذ من الأفضل أن تكون اللقاءات الحميمية سرية، حتى يتسنى للطرفين الاستمتاع بها، ومن الأفضل قبل الدخول في العلاقة أن يتم الأخذ والرد بين الطرفين.من بين الأخطاء المتداولة سيما بين الشباب، هي تعلم العلاقات من الأفلام البورنوغرافية وهي ما تدفع الطرفين إلى التقليد الذي لا يتماشى مع الجميع، إذ أن كل علاقة لها خصوصيتها.أجرى الحوار: ياسين الريخ أجدادنـا أكثـر تحـررا في كتابها «الحب في حضارتنا الإسلامية» تقول الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي «...في كل حضارة إنسانية يفترض أن الحب والشهوة والجنس مصادر للمتعة ولتجارب مذهلة تمكننا من الإفلات خلال لحظات من واقعنا اليومي وتوسيع آفاقه والاستجابة لإيقاع الآخر وتجاوز الفردية وحدودها الضيقة. لكن قليلين هم السعداء منا (أي المسلمون) الذين يعيشون الحب والشهوة والجنس كتجربة داعية إلى التفتح والإغناء والسعادة، أما الأغلبية فتعيش الحب والشهوة أي العلاقة بالآخر شخصا (وليس شيئا) يثير الحب والشهوة واللذة الجنسية، مصدرا للعذاب والألم والصراعات والتمزق».هذا الموقف دفع الباحثة السوسيولوجية إلى التساؤل «هل توجد في حضارتنا الإسلامية اتجاهات أو نماذج أو ضوابط أو اختيارات تمنع السعادة في الحب والرغبة؟» أو بصيغة أخرى «هل الحب والشهوة والجنس مواضيع محرمة في الحضارة الإسلامية؟وبإطلالة بسيطة في العديد من الكتب التراثية، يتبين أن المسألة الجنسية لم تكن تشكل حرجا بالنسبة إلى أجدادنا، بل إن الأسماء المرموقة التي كتبت في هذا المجال أغلبها تنتمي إلى المجال الفقهي، وكان المبدأ الذي يحركهم ويجعل مسألة إعطاء النصيحة أو طلبها في مجال الجنس هو القول المأثور «لا حياء في الدين».كما أن كتبا مثل «ألف ليلة وليلة» و»الروض العاطر» وغيرها من متون التراث العربي الإسلامي، كانت تشجع الاستمتاع بالجنس، كما أن بعض الكتابات الفقهية كانت تشجع الانفعال الجنسي الإيجابي، وتتوسل في ذلك بالنصوص الدينية والمأثور من الكتاب والسنة.وغير بعيد عن السياق نجد أن الروائية السورية سلوى النعيمي في روايتها الشهيرة «برهان العسل» تستحضر متون الشيوخ من المؤلفين العرب للتأكيد على مشروعية ثورتها/فورتها، وتستحضر تفاصيل دقيقة أوردها «السلف» في كتبهم عن طرق وفوائد «الجماع» لو ذكرت بأسلوب أدبي معاصر اليوم لكان وقعها فادحا وصاعقا لمناهضي الإباحية.والطريف في ما تحاول أن توصله النعيمي في روايتها، التي جاءت أشبه ببحث في التراث الجنسي عند العرب، أن الكثير من الكتب الجنسية التراثية كتبتها أسماء من داخل النسق الديني، فجلال الدين السيوطي، وهو صاحب «تفسير الجلالين»، له 17 كتابا في «علم الباه» لا يتحدث أحد عنها أو يطبعونها ويخفونها، والتراث الموجود الذي يدعي البعض أنه هامشي، لم يكن كذلك لأن من كتبوا في هذا الموضوع كانوا في قلب السلطة الدينية والثقافية والسياسية.وتضعنا كتب التراث العربي القديم، التي تناولت موضوع الجنس والأدب الإيروتيكي، أمام قضية هامة، وهي مسألة التعبير الحر الذي كان متوفرا في تاريخنا القديم عن موضوع الجنس، في الوقت الذي تدخل فيه هذه القضية في وقتنا الراهن في باب المحظورات، أو المسكوت عنه. وارتكز خطاب العرب الشبقي على مجموعة مفاهيم وتصورات ترتبط بالجسد ارتباطاً وثيقاً. فالجسد لم يكن موضوعاً مسكوتا عنه بل كان ركناً أساسيا في الثقافة العربية، أعطاه الفقهاء بعدا لا نهائيا من خلال ربطه اللذة الجنسية بلذة جنات النعيم، على عكس المحاولات الراهنة لستر الجسد وحجبه داخل نقاب من الألبسة والمفاهيم.عزيز المجدوب

“الثقاف” نتاج انعدام الراحة النفسية والجسدية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوداد في مباراة أيت العريف

أخطاء على سرير الزوجية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات