ابن كتامة أصدر 7 كتب وله أخرى تنتظر الطبع ويحلم بمزيد من التفوق والشهرة يخيط الشاب محمد العزوزي الحروف بإتقان، صانعا كلمات وجملا يجيد حياكتها لإبداع نصوص رسمت تدريجيا خارطة طريق نجاحه، رغم كل مشاكل الطبع والنشر والتسويق. شعر وقصص وروايات ينسج خيوطها من بيئة جبلية ولد وشب فيها، وارثا صلابة شخصيته من جبالها الشامخة شموخ أهلها وصمودهم في وجه كل المحن. "ما أنا إلا تلك الأنا التي تريد أن تكون أنا وهو ما أريد أنا. تعيش الهامش وتعشق الجمال في الحياة إذا استطاعت إليه سبيلا".. هكذا قدم محمد ابن منطقة كتامة، نفسه في مقطع من نص "هواجس" متضمن في مسودة كتاب شذري تحت عنوان "في طريق البحث عن طريق" يفكر في إصداره السنة المقبلة، ليكون ثامن كتبه المتنوعة التي أصدرها. هذا هو محمد الشاعر والقاص والروائي، وقد سافر بلا حقائب ولا جغرافيا، في عالم سوريالي حلم فيه بنبراس ينير الطريق بعيدا عن العدمية والسوداوية، ودون اكتراث بمثبطات تشنق وجوده يصر عليه ولو تاه في أزقة نتنة ليمخر عباب بحر ويرمي بالحروف فيه مراقبا درجة صمودها أمام أمواج عاتية تتجاذبه فتزيد الحرف صلابة وطعما. لا يحتاج العزوزي المجاز في الدراسات العربية، في صرع النصوص، راقيا دجالا يتسيد، حيث الخرافات والأوهام حقلا خصبا لتخدير العقول للتسليم بالعجز والخنوع. ويرقي حروفا بطريقته في كتابات "لا تحتاج تعاويذ للفت انتباه قارئ يميز بين دجل رقاة يدعون صرع الجن ونقاد يصرعون نصوصا رديئة ويمارسون الرقية عليها بتعاويذ تتكرر بنفسها". بتلك العبارات يقارن محمد بين رقاة الدجل والنقد في كتابه الأخير "الرقية النقدية وصرع النصوص" ضمنه مقالاته وتأملاته في الأدب والكتابة والثقافة والمثقف، محاولا موقعة نفسه بينهم لتحديد "ملامح المثقف في مجتمع معين التي لا تتحدد إلا ضمن الأدوار التي يمكن القيام بها ووضع ممكنات لها ينبغي أن تكون ريادية وواعية وفاعلة" بتعبيره. هذا الكتاب النقدي ومجموعته القصصية "الطفل الذي مل من تأجيل ولادته" صدرا في نونبر الماضي، عن منشورات الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة، بعد نشره 5 كتب أخرى سارت في المسار نفسه الذي اختاره للكتابة في أجناس أدبية مختلفة تراوحت بين الشعر والقصة القصيرة والشذرة والمقال والرواية وقصة الطفل والقصة القصيرة جدا. وفي ذلك نشر محمد العزوزي مئات النصوص في جرائد ومجلات مغربية وعربية ومواقع ثقافية، فتحت نوافذ الشهرة مشرعة في وجهه ومكنته من الفوز بجوائز مختلفة استهلها بتنويه خاص في جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب، عن مجموعته الشعرية "أشياء آبقة من رؤيا"، قبل أن يفوز بجائزة ناجي نعمان الأدبية صنف الاستحقاق. واستحق هذا الشاب الجبلي، ذلك والعضوية الفخرية في هذه المؤسسة، واختير أيضا قبل 5 سنوات سفيرا فخريا للغة الإسبانية بالمغرب من قبل معهد سيزار إيخيدو سيرانو ومتحف الكلمة بإسبانيا، ما حفزه على مزيد من الإبداع والعطاء لتسلق سلم الشهرة والنجاح تدريجيا وبتأن لأن "من يسرع الخطو حيث الخطر، قد يسقط". يقول محمد إن له العشرات من مسودات الكتب الجاهزة للطبع، لكن إمكانياته لا تسمح بإخراجها للوجود في ظل صعوبات الطبع والنشر والتسويق، ما استشفه بعد طبعه على نفقته 5 كتب في السنتين الأخيرتين، 3 منها دواوين شعر تحمل عناوين "كأغنية ضالعة في الهشاشة" و"يوميات فائضة في الحلم والوقت" و"تواطؤات على لعبة الحب". من أشهر كتبه "حالات سطو في لاوضوح اللامحتمل" نصوص شذرية خرجت طبعتها الأولى للوجود قبل شهر عن مطبعة بلال بفاس ناشرة كل كتبه الأولى ومنها روايته "كتامة أو حكاية سفر من أجل حشيش" التي "صدرت منها إلى الآن طبعتان والثالثة في الطريق" يقول المبدع محمد العزوزي المستقر بمنطقة إساكن بين تاونات والحسيمة. بكتامة شب محمد ومنها استمد تفاصيل تجاذبات روايته عبر قصة يساريين تجمعهم المرجعية ويفرقهم الهدف بين راغب في الهجرة لأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وحالم بالالتحاق بتنظيم فلسطيني وعازم على السفر "لأشعل الحرائق في لفافات الحشيش وأشرب الماء بعيون شبه مغمضة وأنظر للسماء وأنا مخدر غير قادر على الحركة". حميد الأبيض (فاس)