خلاص المدينة في ممتلكاتها

نصر الله النائب الثاني لعمدة البيضاء قال إن المدينة تشتغل على ثلاثة مشاريع كبرى للتثمين يبسط الحسين نصر الله، النائب الثاني لعمدة البيضاء المفوض له في الممتلكات، الرؤية الإستراتيجية لتثمين هذا القطاع والاستثمار فيه، وسط الإكراهات الموجودة على مستوى إدارة الأرشيف والموارد البشرية. وقال نصر الله إن المدينة تشتغل على ثلاثةمشاريع كبرى توجد في المراحل النهائية، وتهم المجازر القديمة بالحي المحمدي، والخزانة البلدية بشارع الجيش الملكي، وملعب الأمل. أجرى الحوار: يوسف الساكت كثر الحديث هذه الأيام عن الممتلكات وتثمينها والاستثمار فيها، دون أن يعرف البيضاويون عما تتحدثون عنه بالضبط؟ > قبل الحديث في هذا الموضوع، يجب استحضار منطلقين أساسيين: المنطلق الأول، أن البيضاء لا يمكن أن تعول دائما وأبدا وإلى ما لا نهاية على منظومة الرسوم والضرائب في تعبئة المداخيل الذاتية وتحقيق التنمية المنشـــودة. والمعطى الثاني، هو أنه لا يمكن تثمين الممتلكات في غياب القطاع الخاص، أو بعض المؤسسات العمومية ذات الاختصاص. طيب، قبل الدخول في التفاصيل، ما نعني بالضبط بممتلكات البيضاء؟ > من الناحية القانونية، نقسم الممتلكات إلى ممتلكات منقولة (مكاتب، خزانات، أجهزة معلوماتية، أقلام، أوراق، تجهيزات مكتبية، أعمدة، تأثيث حضري...) وأخرى غير منقولة، أي الممتلكات العقارية (بنايات وعقارات)، وهي موضوع الاشتغال والتثمين، علما أن الممتلكات الجماعية بشكل عام، هي في الأول والأخير ممتلكات دولة موضوعة رهن إشارة الجماعات في إطار اللاتمركز، وهي تتبع جميع مراحل التصرف فيها من الألف إلى الياء. ولمزيد من التدقيق، يمكن تقسيم الممتلكات إلى نوعين: الملك الجماعي العام (إدارة الجماعة، فضاء أخضر، مرفق طرقي، شبكة الماء والكهرباء، أعمدة...) والملك الجماعي الخاص، التي تتصرف فيه الجماعة كما يتصرف صاحب الملك في ملكه، ويمكنها وضع مخطط للاستثمار فيه، أو بيعه، أو تفويته، أو تثمينه، حسب رؤية محددة. لكم تصريح سابق شهير، قلتم فيه إن إحصاء الممتلكات كما جرى في السابق إشاعة، هل مازلتم تحتفظون بالرأي نفسه؟ > طبعا، ويجب أن تفهم الكلمة في سياق إيجابي، لأن ما أنجز مهم جدا، ويجب الانطلاق منه لاستكمال عملية الإحصاء، أما التوقف عنده فهو غير كاف، وقد يصبح إشاعة. أوضح أكثر، ما أنجز في السابق، هو تجميع لما تناثر من وثائق على مستوى الجماعات السابقة ورقمنتها، لكن لا يمكن القول إنه إحصاء لمجموع الأملاك الجماعية، إذ لا نعرف مثلا عدد كيلومترات الطرق والشوارع بالجماعة وباقي الممتلكات المنقولة الأخرى، وهي معطيات مهمة تساعد المقررين والمنتخبين على وضع إستراتيجيات وتصورات. ما وقع، هو عملية إحصاء الممتلكات المنقولة في حدود عدد معين من هذه الممتلكات (3000 ملك) تم الاتفاق عليه مسبقا، علما أن هذا العمل لم يحين منذ ذلك التاريخ، وأكثر من ذلك لم يتم تسليمه رسميا للجماعة، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات. هل يمكن القول إن البيضاء تحتاج إلى إحصاء ثان؟ > استكمال الإحصاء، وليس إحصاء ثانيا، على وجه الدقة، ثم وضع آلية لتحيين المعطيات وقاعدة البيانات، وهي مهمة جدا لضمان استمرارية النظام وفعاليته على المدى البعيد. في ظل المتوفر لكم اليوم، هل يمكن الحديث عن بداية رؤية لتثمين الممتلكات؟ > هناك رؤية، وليس بداية رؤية. وأبدأ بالإشارة أولا إلى ما يسمى بقايا الأراضي والعقارات، وهو موضوع يجب أن ننتهي منه ونحسم فيه، لأن الجماعة تملك عددا كبيرا من العقارات منتهية الصغر غير قابلة للبناء، وعدم الإسراع ببيعها وتفويتها وفق المساطر القانونية الجاري بها العمل، هو هدر للمال العام. إن قرارا بهذا الوضوح، بعيدا عن المزايدات، يمكن أن يكون مصدر مداخيل مهمة للجماعة، كما يمكن لقرار تفويت عقارات الجماعة في التنطيق الخاص بالفيلات المنصوص عليه في تصاميم التهيئة، يمكن كذلك أن يكون حلا وموردا للمداخيل، "لأن الجماعة معندها مادير بزون فيلا". مع ملاحظة مهمة جدا في هذا الإطار، أن القانون لا يسمح لك بصرف مداخيل تفويت وبيع العقارات إلا في شراء عقارات أخرى جديدة، أو تحويلها إلى ميزانية التجهيز، ويمنع منعا كليا نقلها إلى ميزانية التسيير. وماذا عن العقارات للجماعة ذات القيمة الكبرى الموزعة على بعض المقاطعات؟ > فعلا، تملك الجماعة عقارات مهمة في شوارع محورية بالمدينة، مثل عبد المومن والجيش الملكي وعين الذئاب والحي الحسني وعين الشق، وهي عقارات بتنطيق مهم جدا، ينطلق من طابق أرضي إلى 12 طبقا علويا في بعض الأحيان. هنا يأتي حديثي في البداية عن المنطلق الثاني، وهو إشراك القطاع الخاص وبعض المؤسسات العمومية ذات الاختصاص في مشاريع التثمين والاستثمار في إطار "رابح رابح". كيف تشتغلون في ملف ترشيد استغلال الملك الجماعي العام، في وجود بنايات وإدارات ضخمة بخدمات ضئيلة؟ > يوجد هذا الملف ضمن التصور العام للتثمين، إذ يمكن إعطاء أمثلة بمقرات مقاطعات جماعية، مثل الصخور السوداء وسيدي بليوط، غير مستغلة بالكامل، ويمكن الاشتغال على ترشيد استغلالها بطرق مختلفة، مع ضمان جودة الخدمة المقدمة من قبل المقاطعة، وهناك أمثلة أخرى، سننطلق في برمجة العمل عليها. لكن، قد تواجهون مشكلا في التمويل، لأن أي مشروع تثمين يحتاج إلى ميزانية... > لا اعتقد أن الجماعة تحتاج في هذا الصدد إلى تعبئة مالية، في وجود عدد من الصيغ الأخرى، كما سبق الحديث، لكن المشكل الأساسي في اعتقادي يتعلق بالموارد البشرية. هناك إشكال كبير على هذا المستوى، ويكفي أن أقول لك إن النائب المفوض له قطاع الممتلكات، الذي هو أنا، يشتغل معه موظفان اثنان فقط، مطلوب منهما الاشتغال في مدينة تتوفر على عشرات الآلاف من الأملاك والملفات. والإشكال الثاني، مطروح على مستوى الوثائق والتصاميم والرخص والمقررات والأرشيف بشكل عام، وهي معضلة بكل معنى الكلمة، ومعرقل حقيقي في وجه أي تصور للعمل. هل يعني ذلك أنك سترفع الراية البيضاء؟ > أبدا، إننا نشتغل وفق الإمكانيات المتاحة ونجتهد بشتى الطرق لأداء هذه المهمة على أحسن وجه في إطار الالتزام، وخير دليل على ذلك، فقد اقتربنا من إخراج ثلاثة مشاريع كبرى، في إطار شراكة عام/خاص، سيكون لها وقع كبير على المدينة وصورتها وجاذبيتها السياحية، وعلى المداخيل أيضا. وحتى لا ندرج كثيرا من التفاصيل، أتحدث هنا عن مشاريع شراكة كبرى برؤية جديدة يصبح التراث والرياضة والثقافة وباقي المجالات الأخرى رافعات أساسية للتنمية، بعيدا عن النظرة الضيقة للتنشيط. هذه المشاريع توجد في المراحل النهائية من الدراسة والمساطر، وتهم المجازر القديمة بالحي المحمدي، والخزانة البلدية بشارع الجيش الملكي، وملعب الأمل، وأملنا أن تخرج إلى النور في الحلة التي نريد، وتحقق مكاسب مهمة للمدينة، إن على مستوى المداخيل، أو تحسين الصورة والجاذبية. في سطور < من مواليد البيضاء في 1966 < متزوج وأب لولدين < رئيس سابق لفريق حزب الاستقلال 2015-2021 < رئيس سابق للجنة الدائمة للتعمير وإعداد التراب والبيئة بمجلس المدينة < عضو مجلس مقاطعة الفداء حاليا < عضو مجلس مقاطعة عين الشق 2015-2009

خلاص المدينة في ممتلكاتها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بركان في اختبار قوي بمالي

‭"‬مدينة‭ ‬ذكية‭" ‬تتحرك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات