منظومة مريضة بسوس ماسة

انتشار الأمراض المعدية ووفيات لـ 612 مولودا و69 أما في سنة تعرف مختلف منشآت المنظومة الصحية بجل عمالات وأقاليم جهة سوس ماسة، وضعا مقلقا وعرضا صحيا مترديا، سواء على مستوى الخدمات الطبية أو البنيات أو التجهيزات، أو الخصاص المهول في الموارد البشرية والتخصصات، لا سيما بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، الذي حولته الوزارة الوصية منذ 2018 بمرسوم وزاري، إلى مركز استشفائي جامعي لجهة سوس ماسة. ويعيش على وقع التدبير العشوائي المزدوج بين إدارة أطر المستشفى الجامعي وأطر إدارة المستشفى الجهوي. المركز الاستشفائي...خصاص كبير يعاني المركز الاستشفائي الجامعي لجهة سوس ماسة، الذي يعتبر من بين أكبر المستشفيات على الصعيد الوطني، ويستقبل آلاف المواطنين والمواطنات المرضى من مختلف جهات المملكة الجنوبية الأربع، من ضعف في البنيات التحتية والتجهيزات الطبية والوسائل الضرورية للتطبيب والعلاج، هذا فضلا عن النقص الحاد والملحوظ في الموارد البشرية الطبية وشبه الطبية والإدارية، تمكن من ضمان السير العادي لهذا المرفق الحيوي الذي أصبح يعرف نزوحاً ملفتا للأطر الطبية (ترك الوظيفة العمومية، نتيجة ظروف العمل، ما يضاعف معاناة مرضى عمالة أكادير إداوتنان التي أغلب سكانها من الفئات الهشة، خاصة أن عدد الأطباء العموميين بتراب عمالة أكادير إداوتنان، بجميع تخصصاتهم لا يتجاوز 167 طبيبا وطبيبة، ولا يتجاوز أفراد الجهاز شبه الطبي للوزارة بتراب العمالة 548 ممرضا وممرضة. تردي الوضع الصحي تشهد عمالة أكادير إداوتنان، باعتبارها عاصمة الجهة، وضعا صحيا مترديا، حسب برلماني، ما يدفع العديد من المواطنين والمواطنات إلى الهروب إما إلى القطاع الخاص، أو خارج الإقليم بحثا عن التطبيب والعلاج، مما يضاعف من محنتهم ومعاناتهم النفسية والصحية والمادية. ورغم لجوء الوزارة إلى تغييرات في مديري الإدارة والتوقيفات التأديبية التي طالت عددا كبيرا من الموظفين الإداريين والأطباء العاملين بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني وغيره، بقيت وضعية المستشفى شاذة، تتصدر الانتقادات والاحتجاجات وغضب المرضى وأسرهم جل مستشفيات الجهة، من أكادير إلى إنزكان فتارودانت وطاطا واشتوكة وأولاد تايمة وتيزنيت وتافراوت وغيرها من المركز الحضرية. وأصبح مستشفى تارودانت يوصف بمقبرة الأمهات والرضع، ومستعجلات المركب الاستشفائي الجهوي بأكادير بساحة انتظار المجهول. ويتهم المرضى وعائلاتهم بعض الأطباء بالرشوة والابتزاز والادعاء بتعطل الأجهزة، لتوجيههم إلى مصحة خاصة يشتغلون بها. وفي هذا الصدد سبق للإدارة أن أوقفت طبيبين بالمستشفى، تورطا في ابتزاز مرضى بهدف إجبارهم على التوجه لإحدى المصحات الخاصة بدعوى وجود عطل في جهاز "السكانير" الخاص بالمستشفى العمومي. بعد أن كشفت نتائج البحث الذي أجرته لجنة تفتيش وزارية بأن الجهاز غير معطل، وأن تصرف الطبيبين يدخل في إطار الابتزاز. كما سجلت اللجنة أن الطبيبين يشتغلان في مصحة خاصة وقت دوامهما الرسمي بالمستشفى. وسجل تقرير لجنة التفتيش الوزارية وجود تواطؤ بين عدة جهات من أجل إجبار المواطنين الذين يقصدون مستشفى الحسن الثاني ودفعهم على التوجه إلى مصحات خصوصية يشتغلون بها. أرقام ودلالات فالجهة التي تتكون من عمالتين وأربعة أقاليم، على مساحة حوالي 59.071 كيلومترا مربعا، أي 8.3 من المساحة الإجمالية للمملكة، ويبلغ عدد سكانها حسب آخر إحصاء 2.936.429 نسمة، منها 1.831.047 سكان حضريون و 1.105.382 قرويون، لا يشتغل بها، في القطاع العام، حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2022، سوى 622 طبيبا بالقطاع العام، منهم 264 بعمالة أكادير إداوتنان و48 باشتوكة آيت باها و81 بإنزكان آيت ملول و129 بإقليم تارودانت، و33 بإقليم طاطا و67 بإقليم تيزنيت. ويبلغ عدد أطباء القطاع الخاص بالجهة ما مجموعه 899 طبيا، يشتغل منهم526 بأكادير، و43 باشتوكة، و197 بإنزكان آيت ملول و88 بتارودانت وأربعة بطاطا، و41 بتيزنيت. وتتجاوز نسبة التغطية الصحية المعدل الوطني، الذي يبلغ 7،1 أطباء لكل 10 آلاف نسمة، بينما تشدد منظمة الصحة العالمية على معدل متوسط يناهز 15،3 طبيبا لكل 10 آلاف نسمة، إذ يبلغ عدد أطباع القطاع العمومي والخاص 1521 طبيبا، أي بمعدل طبيب لكل 1930 فردا من سكان الجهة، ويرتفع المعدل إذا حصرنا الأمر في القطاع العمومي، أما إذا ارتبط الامر بالمعدل داخل كل عمالة أو إقليم، فإن نسبة التغطية كارثية. أمراض معدية وموتى بلغ أعضاء الجهاز شبه الطبي للوزارة بسوس سنة 2020 ما مجموعه 2170، منهم 245 ممرضا مساعدا بثمانية مستشفيات عامة ومستشفى متخصص ومستوصفات ومراكز صحية. ووصل عدد الفحوصات الاستشفائية بها ما مجموعه، 1.259.659 فحصا شبه طبي، و1.193.984 فحصا طبيا، واحتلت تارودانت الرتبة الأولى في الفحوصات الطبية ب521.054 فحصا، و242.838 بإنزكان و187.973 بأكادير و124.620 باشتوكة، و71.444 بطاطا و55.055 بتيزنيت. ولا تتوفر هذه البنيات إلا على 1543 سريرا 544 بأكادير و310 بإنزكان و56 باشتوكة، و305 بتارودانت و170 بتيزنيت و58 بطاطا، منها 30 بالمستشفى المتخصص بأكادير و1513 بالمستشفيات العامة (إحصاء 2020). ولا تتوفر الجهة إلا على 22 طبيب أسنان بالقطاع العمومي و325 بالقطاع الخاص. وما زالت الولادات بمستشفيات الجهة، تخلف وفيات في الأمهات والأطفال، إذ بلغ عدد الأمهات المتوفيات أثناء الولادة 69 امرأة منها 52 بأكادير إداوتنان، فيما بلغ عدد المواليد الموتى 612 مولودا، منهم 229 بأكادير و 187 بتارودانت و97 بإنزكان و35 باشتوكة و30 بتيزنيت، في آخر إحصاء. كما أن الجهة ما زالت تنتشر بها أمراض بدائية كأمراض الملاريا والتهاب السحايا وحمى التفويد والسل الذي أصيب به سنة 2020 ما مجموعه 1832 شخصا، فضلا عن السعال الديكي وبوحمرون الذي تدعي مصالح الوزارة بالجهة محاربته منذ عشرات السنين. محمد إبراهمي (أكادير)

منظومة مريضة بسوس ماسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"سيكيريتي" برتبة أطباء ومديرين

الجمعية المغربية للنسيج تدق ناقوس الخطر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات