النجم الأمريكي قال إنه يتمنى أن تحافظ مراكش على أصالتها قال مات ديلون، إن المخرج في العمل السينمائي هو كل شيء، موضحا أنه "إذا ما مثلت جيدا فلأن المخرج كان جيدا، بفضل التوجيهات التي يمنحها للممثلين". الممثل الأمريكي الذي حل، أول أمس (الثلاثاء)، ضيفا على فقرة "حوار مع…" ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، اعتبر أن الشخصية في السينما هي التي تعلمك عقدة الحكاية وتركيبها. وفي هذا السياق استحضر ديلون بعض الشخصيات التي قدمها، معتبرا أن حتى في اختياره للشخصيات الشريرة فإنها في الوقت نفسه تتمتع بصفات الإخلاص ومزايا إيجابية، كما هو الشأن بالنسبة إلى شخصيته في فيلم "كراش" الحائز على جائزة الأوسكار في 2004 والذي جسد فيه دور ضابط للشرطة فظ سرعان ما سيتحول بشكل مفاجئ إلى ناكر لذاته وبطل، لدرجة أنه سينقذ امرأة من سيارة محترقة كان قد أهانها سابقا وتحرش بها جنسيا. كما استعرض ديلون، خلال حديثه مع جمهور الماستر كلاس، جوانب من مساره الشخصي والمهني ممثلا ومخرجا وكاتب سيناريو، فضلا عن خلاصة تجاربه في هاته المجالات، إذ قال إن السينما مجال يعكس الحقيقة والواقع، بل هي بمثابة قوة حقيقية. وأضاف الممثل الأمريكي أنه اكتشف حب التمثيل في سن مبكرة، رغم أنه بدأ ملاكما في سن المراهقة، قبل أن يتلقى دروسا في معهد "لي ستراسبيرغ"، مهد "التمثيل الممنهج"، كما كان مدمنا على مشاهدة أفلام جيمس دين القديمة ومونتغومري كليفت ومارلون براندو، ولم يخف تأثره الواضح بهم. ولم يفت ديلون وهو يتحدث في ضيافة المهتمين بالسينما الحديث عن علاقته بالمغرب، الذي سبق أن زاره في مناسبات سابقة، ابتداء من مطلع الثمانينات، إضافة إلى حضوره في دورة 2002 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وكان من المفروض أن يحضر في أول دورة قبل أن يتعذر عليه ذلك بسبب انشغاله بتصوير فيلم آنذاك. وكشف ديلون أنه في زياراته السابقة لم يتمكن من اكتشاف مراكش على نحو أفضل، خاصة المدينة القديمة، التي تمنى ألا يكون قد لحقها تغيير كبير حتى تظل محافظة على أصالتها، مؤكدا أنه سيستغل الفرصة هاته المرة لاكتشافها والغوص في مجاهلها، كما اكتشفها من قبل من خلال مغامراته في الكازينو. كما تحدث النجم الأمريكي عن علاقته بالموسيقى، معتبرا أنها تحضر في حياته الشخصية والمهنية بشكل قوي، وأن ذوقه الموسيقي متنوع حد التناقض، وأنه يعشق بشكل خاص موسيقى الستينات، ويحرص دائما على أن تكون الموسيقى حاضرة في أعماله السينمائية ممثلا ومخرجا. وجدير بالإشارة إلى أن مسار الممثل مات ديلون السينمائي يمتد لأزيد من أربعة عقود، لعب خلالها أدوار البطولة في عدة أفلام سينمائية منها: "الغرباء" و"راستي جيمس" (1983) لفرانسيس فورد كوبولا، "صيدلية راعي البقر" (جوس فان سانت، 1989)، "الفردي" (كاميرون كرو، 1992)، "هناك شيء ما عن ماري" (بيتر وبوبي فاريلي، 1998)، "أشياء برية" (جون ماكنوتون، 1998)، "تصادم" (بول هاجيس، 2004)، "المنزل الذي بناه جاك" (لارس فون ترير، 2018) و"مدينة الكويكب" (ويس أندرسون، 2023). عزيز المجدوب (موفد "الصباح" إلى مراكش)