معيار “أورو 4” يهدد شاحنات الوزن الثقيل

حذرت جمعية حافلات الوزن الثقيل والهياكل من الانعكاسات السلبية والعواقب الوخيمة على القطاع والصناعة المغربية إذا تشبثت السلطات المسؤولة عن القطاع بتطبيق معيار "أورو 4"، المرتقب دخوله حيز التنفيذ في يناير المقبل. وتطالب الجمعية بتأجيل موعد تطبيق هذا المقتضى. وأوضح مصدر من الجمعية في تصريح لـ"الصباح" أن تطبيق "أورو 4" يتطلب إعادة هيكلة جذرية لخطوط تركيب الحافلات، ما يفرض تخصيص استثمارات ضخمة، يصعب إنجازها في ظرفية غير ملائمة ومتأزمة يمر منها القطاع، إذ انخفض رقم معاملاته بناقص 50 في المائة، خلال السنوات الأخيرة. إضافة إلى ذلك، يضيف المصدر ذاته، فإن أي عملية تصديق على المواءمة لمعيار "أورو 4"، تتطلب إخضاع الحافلات إلى تجارب وسلسلة من المراقبات من أجل التأكد من استجابة الشاحنة للقوانين المعمول بها، غير أن كل المختبرات المؤهلة لإجراء هذا النوع من اختبارات التصديق توجد بأوربا، وعليه، فإن أي نوع من أنواع الشاحنات غير المسوقة والمختبرة بأوربا لا يمكن أن تحصل على التصديق لتسويقها بالمغرب. وأضاف المصدر ذاته أن الشاحنات المركبة بالمغرب يتعين إرسالها إلى أوربا من أجل التصديق عليها، ما سيكلف الشركات المغربية تكاليف باهظة ويضعها أمام مساطر معقدة، كما أن هذه العملية ستكون مكلفة بالنسبة إلى الشاحنات المستوردة من خارج الاتحاد الأوربي، مثل المستوردة من آسيا.وفي هذا الإطار، يعتبر المهنيون أنه يتعين إما اعتماد مختبرات دولية لكل البلدان الأخرى وليس الأوربية فقط، أو اعتماد معايير مغربية للتصديق، ما يتطلب تأهيل المختبر الوطني للمركز التقني لصناعات تجهيزات المركبات (CETIEV)، وذلك من أجل التمكن من إجراء الاختبارات بالمغرب. واكد الفاعلون في القطاع أن عملية التأهيل تتطلب الوقت الكافي من الاستعدادات والتجهيزات، ما يجعل تطبيق معيار" أورو 4" صعب التحقق في الموعد المحدد في يناير المقبل. واعتبر مصدر "الصباح"، بهذا الصدد، أن الحل الأمثل، يكمن في تأجيل موعد دخول معيار "أورو 4" حيز التنفيذ، ما سيسمح بتوفير الوقت المطلوب لإعداد التجهيزات اللازمة للاختبار والمراقبة من أجل التصديق بالمغرب، ويتيح للمهنيين الفرصة للبحث عن الحلول الأمثل من أجل الحفاظ على إنتاجيتهم وفرص الشغل التي يوفرها القطاع.وتشير تقديرات الفاعلين في القطاع من مستوردين ومجمعين إلى أن تطبيق "أورو 4" سيؤدي إلى رفع تكاليف الإنتاج بنسبة 20 في المائة، ما سيؤدي، في نهاية المطاف، إلى رفع سعر البيع النهائي، الذي سينعكس بدوره على كلفة النقل، ما سينتج عنه ارتفاع في التضخم سيهم كل القطاعات الاقتصادية. كما من شأن اعتماد "أورو 4" أن يؤزم وضعية ميزان الأداءات أكثر، ما دام سعر الحافلات المستوردة سيسجل ارتفاعا، متسببا في خروج العملة الصعبة من المغرب.وأوضح المهنيون أن الانعكاسات على البيئة، التي بررت اعتماد "أورو 4" تظل محدودة، ما دام أن تأثيرات قطاع النقل على البيئة لا تمثل سوى 8 في المائة من التلوث على المستوى الوطني. وتفيد معطيات الجمعية الفرنسية لمهنيي النقل، أن إخضاع المحركات لمعيار "أورو 4" يساهم في تخفيض استهلاك المحروقات بنسبة لا تتعدى ناقص 5 في المائة، وتخفض التأثيرات على البيئة بناقص 20 في المائة.وفي حال تشبث السلطات بتطبيق "أورو 4" في الموعد المحدد، فإن العديد من مهنيي النقل سيحجمون عن تجديد حظيرة حافلاتهم، بالنظر إلى أن الاستجابة للمعيار الجديد سترفع أسعار المركبات، ما يتنافى مع السياسة المعتمدة من أجل تجديد الحظيرة، كما أن بعض المهنيين سيلجؤون إلى استيراد الشاحنات المستعملة، ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج عكسية للأهداف المتوخاة من تطبيق "أورو 4"، خاصة الجانب البيئي منها.عبد الواحد كنفاوي

معيار “أورو 4” يهدد شاحنات الوزن الثقيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإسبان يطالبون بروكسيل بمنع تدفق الصادرات الفلاحية المغربية

بكوري: سنذهب إلى الانتخابات بـ"وجهنا أحمر"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات