براءة الطفولة في معرض الكتاب

أزيد من 60 ألف زائر للمعرض بالبيضاء وندوات وورشات لتشجيع القراءة أنهى المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، أمس (الأربعاء)، فعاليات نسخته الأولى بتسجيل زيارة 60 ألف زائر، أغلبهم من الأطفال وأولياء أمورهم تابعوا ندوات ثقافية وورشات ولقاءات مع مسؤولين، إضافة إلى اقتناء الكتب، خاصة أن المعرض عرف مشاركة 255 عارضا، منهم 75 عارضا مباشرا، و180 عارضا غير مباشر يمثلون 33 بلدا، وقدموا لزوار التظاهرة عرضا وثائقيا يتجاوز فيه عدد العناوين 35 ألفا بمجموع نسخ تتجاوز 100 ألف نسخة. إنجاز: خالد العطاوي اختار المنظمون فضاء المعرض بدقة، ف"كل الطرق تؤدي إليه"، كما أن طبيعته شجعت مؤسسات تعليمية لتنظيم رحلات للأطفال، فأصبح الفضاء بمثابة فسحة لاكتشاف عالم الكتب لدى الناشئة. ولا يخفي المنظمون سعادتهم بالإقبال الكبير على المعرض، حتى أنهم استأنسوا بشغف الأطفال وحبهم للمعرفة، وهدفهم المساعدة على استكشاف أروقة وزيارة مختلف الورشات المبرمجة داخله، حيث اصطف التلاميذ، أول أمس (الثلاثاء)، بشكل منتظم في انتظار إشارة المؤطر للظفر بفرص دخول المعرض واستكشاف عوالمه. شغف الأطفال بالكتب وسط جلبة الجموع وضحكات الأطفال، تسارع صفوف اليافعين للدخول من بوابة المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالبيضاء، من أجل استكشاف أروقته وزيارة مختلف الورشات المبرمجة داخله، حيث تصطف صفوف التلاميذ بشكل منتظم في انتظار إشارة المؤطر للظفر بفرص دخول المعرض واستكشاف عوالمه. ويروي المنظمون لحظات استقبالهم للأطفال، خاصة أن عددا من المؤطرين يشرفون على "رعاية كل مجموعة من التلاميذ، وأعينهم لا تغفل عن مراقبتهم داخل زحمة الأروقة، إذ تحدثت إحدى المؤطرات عن أسباب زيارة المعرض، قائلة: "كل سنة نبرمج أنشطة تهدف إلى تحسيس الأطفال بأهمية القراءة، وبمناسبة تنظيم المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، أحضرنا عشرات التلاميذ من أجل زيارة الأروقة، والاطلاع على الإصدارات القصصية الجديدة ومحاولة خلق عادة ربط الطفل بالكتاب". أما أحد التلاميذ فلوح بالعديد من القصص وقع عليها اختياره، دون أن يخفي إعجابه بتنظيم المعرض وحسن الاستقبال في أروقة الكتب، وهي الأحاسيس نفسها التي تقاسمتها معه زميلته التي عبرت عن فرحتها بعدما حقق المعرض التطلعات التي كان يرسمها قبل دخولها إليه، إذ حصلت على كتب بلغات أجنبية كما كانت تمني نفسها. تفتح أروقة العارضين أبوابها للزوار الصغار، فهم مجندون وفي كامل الاستعداد للقائهم، وتقديم المساعدة ومرافقتهم في اختيار الكتب التي يريدونها، آملين تحقيق رغباتهم واحتياجاتهم، وهو ما كشف عنه أحد العارضين في أحد أروقة المعرض، حيث تعرض الكتب والقصص منتظمة ومرتبة بشكل يثير جاذبية القارئ. فضاءات التنشيط الثقافي لم يقتصر تنظيم المعرض على عرض الكتب والقصص، بل شكل فرصة لتنظيم مجموعة من الورشات الإبداعية والفنية والعلمية وساعات الحكي والتشخيص والأداء، الرامية إلى تثمين علاقة الأطفال والشباب بعالم الكتاب والقراءة وتحفيز مخيلاتهم وطاقاتهم الإبداعية، وتقريب المعارف الكبرى من إدراكهم وتعزيز تمثلهم لمحددات الهوية المغربية والانفتاح على القيم الإنسانية المشتركة. كما تضمن البرنامج الثقافي ندوات متخصصة في مجال كتاب الطفل والشباب، بمشاركة عدد كبير من الكتاب والباحثين والمبدعين والخبراء والتربويين والناشرين والرسامين المشتغلين في المجال داخل المغرب وخارجه، بهدف تبادل الخبرات الدولية في المجال، كما أتاح المعرض للجمهور فرصة اللقاء والتفاعل المباشر مع رسامين ذوي صيت عالمي، أبدعوا بأناملهم أبرز شخصيات وأبطال قصص "مارفيل" الشهيرة. وأقيم المعرض بفضاء "أنفا بارك" في مساحة تم تصميمها بتصور جمالي وسينوغرافيا وظيفية تستجيب لأذواق الجمهور من الأطفال والشباب، إذ تتضمن مساحة المعرض سبع قاعات كبرى للعرض الوثائقي، إلى جانب فضاءات للتنشيط الثقافي، وفضاء خاص بأشهر أعمال ورسومات مبدعي عالم "مارفيل». وسعى المنظمون لبلوغ هدف نبيل يتحقق به طموح تكريس القراءة، باعتبارها سلوكا إيجابيا يوميا في حياة الأطفال والشباب، وأيضا دعامة من دعامات المشروع التنموي. ورشات وندوات للأطفال الصحة النفسية شهد رواق منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، "الإيسيسكو"، في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، تنظيم ورشة تفاعلية مع أطفال من مختلف الأعمار، حول موضوع الصحة العقلية والرفاهية. وتخللت الورشة أنشطة تفاعلية لتبادل المعرفة، أدارتها هبة التوهامي، وتولت تأطيرها فاهميدة فايزة، رئيسة قسم التنمية البشرية والتمكين الاجتماعي بمؤسسة "الإيسيسكو". وتضمن اللقاء مجموعة من الأنشطة التي تساعد على جعل الطفل أكثر جرأة على مستوى مشاركة مشاعره وأحاسيسه، والاهتمام بصحته النفسية، وحمايتها. وانطلقت الورشة بتعريف يهم المشاعر وكيفية التعبير عنها، كما تم استخدام الأسلوب التفاعلي، من خلال لعبة الأدوار، والرسوم التوضيحية، والغناء، لتشجيع الأطفال على الحديث والتعبير عن مشاعرهم بشكل فعال. "نجتمع اليوم في ورشة عمل تفاعلية لفائدة الأطفال، لأننا نعرف جميعا أنهم مقبلون على سن حرج، وهي فترة المراهقة، فضلا عن أنهم في مرحلة عمرية لا يستطيعون فيها بعد التحكم في مشاعرهم، أو حتى فهمها"، تقول هبة التوهامي، متدربة في المؤسسة، قسم التنمية البشرية والتمكين الاجتماعي. بدورها ترى فاهميدة فايزة أن الاهتمام بالصحة النفسية للأطفال يجب أن يكون أولوية لما له من دور أساسي في بناء شخصياتهم لتكون متزنة وسعيدة. وفي تصريح خصت به "يوميات المعرض"، تقول فايزة: "ركزت اليوم على تعليم الأطفال كيف يعبرون عن مشاعرهم وعما يحتاجونه وما يزعجهم بشكل مناسب يحررهم من الضغوطات التي قد يشعرون بها جراء كتمها، فضلا عن حثهم على احترام مشاعر الآخرين، وتقديم ما يقدرون عليه من مساعدة بعضهم البعض، قصد تدريبهم على التعامل بشكل صحيح مع مشاعر الآخرين كذلك". التنمر المدرسي احتضن رواق منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، "الإيسيسكو"، ورشة تفاعلية مع تلاميذ من مختلف الأعمار، حول موضوع التنمر في المدارس. وأدار اللقاء حسن الحجامي وأطرته الكاتبة والمتخصصة في علم النفس التربوي، رشيدة الناصيري، وتضمن شهادات لتلاميذ تعرضوا أو عاينوا واقعة التنمر المدرسي في أوساطهم التربوية، مع التركيز على توجيههم إلى كيفية التعامل مع هذه الظاهرة، فضلا عن الإشارة إلى دور الأسرة ومشكل التواصل القائم بين اليافعين وآبائهم. وأثارت الورشة انتباه عدد كبير من الأطفال، فضلا عن حضور الآباء والأمهات للمشاركة في النقاش، خاصة أن الأمر يمس أطفالهم بشكل مباشر، ويؤثر على صحتهم النفسية، وتكوين شخصياتهم في المستقبل. وتضمنت الورشة مجموعة من التمارين، مثل وصف الصور والفيديوهات، فضلا عن توجيه رسائل خطية للأطفال ضحايا التنمر وكذلك المُتنمرين. ويأتي تنظيم هذه الفعالية ضمن مشروع أطلقته منظمة "الإيسيسكو"، لإنتاج قصة مصورة موضوعها العنف في المدارس. الثورة الرقمية شهد فضاء الندوات بالمعرض ندوة فكرية حول "الشباب وقضايا الهوية والتنمية والعولمة" من أجل مناقشة أهمية القراءة، باعتبارها وسيلة توعوية وتثقيفية ترمي إلى رفع الوعي المجتمعي ودعمه بالقيم الإيجابية وبناء الشخصية الفردية، وكذا تعزيز الفكر النقدي. وناقش المشاركون إشكالية أساسية تهم القيم في عصر العولمة، وأهم التحديات المطروحة أمام الشباب المغربي، المتعلقة بالهوية في غياب الدراسات والأبحاث العلمية في هذا الحقل، بحضور إدريس الكراوي، رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة، وعبد المقصود الراشدي ممثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وتسيير الناقد حسن بحراوي. واعتبر عبد المقصود الراشدي ممثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أنه ومنذ الاستقلال، بدأ الاهتمام بهذا الموضوع، "واليوم انضاف إليه موضوع العولمة"، مضيفا أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يولي أهمية كبيرة لهذه الفئة، التي يعتبرها الرأسمال البشري، باعتبارها استثمارا في المستقبل، يستوجب تجسيد خطابه في مؤسسات وفضاءات خاصة، تترجم احتياجاته. وعرج الراشدي على التفاوتات المجالية والفروقات التي تنتج عنها، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المجالية. "تعزيز القيم الأخلاقية ستساعد بلادنا على نبذ التطرف وكل السلوكات السلبية"، يقول الراشدي مشيرا إلى موضوع التكنولوجيا والقيم وانعكاساتها على الشباب، وأبرز ضرورة إدماج هذه الفئة في جل التطورات التكنولوجية مع تكثيف كل الجهود والوسائل الممكنة، من أجل التوعية بتمثلات القيم، في مقدمتها المدرسة.

براءة الطفولة في معرض الكتاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال تاجر مخدرات بالخميسات

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات