حقق شغف التحليق مع الغربان في قصة أقرب للخيال وفاز مع ناديه بكأس العرش للطيران الشراعي الحر بسيدي إفني حلق الشاب زهير العز كثيرا مع الغربان في سماء إقليم بولمان. واكتشف روعة جبال وطبيعة فاتنة كشف عنها نافضا غبار التهميش والإقصاء عن سياحة جبلية استهوت زوارا من الداخل والخارج. ورسم لنفسه بذلك خارطة طريق نجاح يثبت خطواته على دربه منذ سنين علا فيها سهم شهرته خاصة بعد تأسيسه وزملائه ناديا للطيران الشراعي تفوق في تظاهرات واختبارات. قصة نجاح هذا "الغراب البشري الطائر" خارقة تستحق الاستنساخ من شباب حالم قد لا تفرمل طموح نجاحه مثبطات المجتمع والطبيعة، بعدما "حقق شغف التحليق مع الغربان في قصة أقرب للخيال" بوصف صديقه حفيظ تيلولوت في استرجاعه خطوات تثبيت زهير اسمه واحدا من مشاهير الإقليم في الطيران الشراعي الحر، الذي اختاره هواية وهدفا للوصول وتثبيته. أشواط مهمة في المجال، قطعها زهير طالب الجغرافيا المتفوق في دراسته بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس بفاس. ويسير وزملاؤه في نادي جرف الأطلس، في الطريق الصحيح بعد فوزهم بكأس عرش الطيران الشراعي الحر المنظمة في غشت بسيدي إفني، دون أن يحبطهم قرار نزع اللقب منهم بداعي إشراكهم طيارا ينتمي إلى القوات المساعدة. وفي انتظار بت الجامعة في استئناف القرار، يواصل العز ومن معه، التحليق عاليا بحثا عن نتائج ونجاحات أخرى لن تمحوها محاولات فرملة إقدامهم واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس لأجل رياضة أحبوها وكانت قاطرة ناجعة للتعريف بمؤهلات بولمان السياحية وتسويق صورة ناصعة عنها بدأ جمالها يستهوي قادمين لاكتشافها من مختلف المدن وحتى من الخارج. يقود الشاب فريق الغربان نحو المجد بعدما فاجأ منظمي تلك التظاهرة واشتهر بمهارات أعضائه ودقة طيرانهم وتحليقهم وفي الهبوط، مستغربا قرار اللجنة التأديبية بحرمانهم من التكوين وممارسة هذه الرياضة طيلة 6 شهور. ويؤكد أن طموحهم لن تكبحه مثل هذه القرارات وحتى حجز المعدات ومحاولة طرد غربان النادي بالقوة من موقع التداريب، بصورة لم تخل من شطط. ويطمح زهير ذو 26 ربيعا، للوصول للعالمية وتنظيم تظاهرات وطنية ودولية تزيد من إشعاع هذه الرياضة وبولمان الساكن حبها في فؤاده، بعدما أصبح ذلك حلما يراوده موازاة مع تفوقه الدراسي وولوجه سلك الماستر في تخصص المناخ. ويؤمن بقدراته في إثبات الذات وتحقيق كل الأحلام سيما في الطيران الشراعي الحر الذي انخرط فيه هاويا واحترفه وحقق فيه نجاحات. بدأت حكاية هوس هذا الشاب بهذه الرياضة، من الحي الجامعي سايس بفاس لما كان يتابع دراسته الجامعية. في قرارة نفسه، فكر في الطيران والتحليق بعيدا فيه. جمع قماش مظلات شتوية متلفة، وأخفاها في حقيبته وفي نيته صنع مظلة. ولما زار مدينة بولمان حيث ولد وترعرع وتتلمذ، شرع في ترجمة الحلم واقعا بإمكانيات بسيطة وبطريقة أقرب إلى البدائية. كان لا بد من جمع معلومات دقيقة عن كيفية صنع مظلة يحلق بها ويحقق حلما راوده سنين ومنذ الصغر. ولأجل ذلك استأنس بالمنصات التعليمية وبقنوات في يوتوب، ففهم مما نشر فيها، عن أساسات صناعة المظلات الطائرة، مطلعا على تجارب علمية وحسابات دقيقة. والنتيجة صنع أول مظلة في 2015 استعملها في أول تحليق في مشهد ألهم زملاءه. كان ذلك التحليق بسيطا، إلا أنه كان بداية في طريق النجاح بعدما عاينه بعض محترفي الطيران الشراعي الحر بفرنسا، الذين ألهمتهم قصة زهير مع صناعة المظلة وتربية الغراب، وظهورهما محلقين في المسار نفسه. لقد صوروا فيلما حول قصته الملهمة في شريط حاز جائزة أحسن فيلم وثائقي في مهرجان سينمائي بفرنسا، لتتقاطر عليه طلبات التعاون ومبادرات الدعم. الكثير منهم قدموا له دعما ماديا ومعنويا وزودوه بمظلات ومعدات الطيران وساعدوه في تطوير مستواه، قبل حصوله على شهادات دولية في المجال ومن أشهر الأندية الفرنسية المتخصصة في الطيران الشراعي الحر. لقد فتحوا في وجهه نافذة الشهرة والتألق والنجاح، ما استثمره في التعريف بالمواقع ومنصات إقلاع يزخر بها إقليم بولمان ووثقها في مديرية الطيران. ويقول زهير العز "لقد صنفت تلك المواقع والمنصات مواقع مرخصة لممارسة رياضة الطيران الشراعي الحر، واستقطبنا إليها أبطالا وهواة مغاربة وأجانب، اكتشفوا حقيقة مواقع ذات تيارات هوائية فريدة تساعد على تحقيق ارتفاعات كبيرة للطيارين". وما كان لتلك المواقع أن تكتشف، لولا هذا الشاب الشغوف الذي "عشق موهبته حتى الثمالة" بتعبير صديقه حفيظ تيلولوت. حميد الأبيض (فاس)