التهاب الشغاف… بكتيريا تهدد القلب

يؤثر على وظائفه وعوامل تزيد من خطر الإصابة به يعتبر التهاب الشغاف، من المشاكل الصحية التي يمكن أن تصيب الكثير من الأشخاص والتي تؤثر على وظائف القلب، علما أن نسبة انتشار المرض في ارتفاع مستمر. في هذه الورقة، نقدم توضيحات كثيرة حول المرض، منها أسباب الإصابة به، والأعراض التي قد تظهر على المريض. ومن المحاور أيضا، عوامل الخطر وسبل الوقاية منه، في ما يلي التفاصيل: تلـف الصمامـات سببه الفطريات والبكتيريا ويصبح المرض قاتلا إذا لم يتم علاجه على الفور يوصف التهاب الشغاف بأنه التهاب يصيب الشغاف أو الطبقة الداخلية للقلب أو صمامات القلب. وتحدث هذه الحالة عادة بسبب الفطريات أو البكتيريا أو الجراثيم الأخرى، التي تمر عبر مجرى الدم، من أجزاء مختلفة من الجسم، بما فيها الفم، وتلتصق بالقلب. وإذا لم يتم علاجه على الفور، فقد يضر بصمامات القلب ويؤدي إلى مشاكل تهدد الحياة. ويمكن أن تستعمل أدوية المضادات الحيوية للعلاج في هذه الحالة، لكن في بعض الأحيان قد تكون الجراحة مطلوبة، وقد يكون الطبيب غير قادر على تحديد السبب الدقيق لالتهاب الشغاف، لأنه ناتج عن العديد من الأسباب الصحية المختلفة. ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعانون بسبب صمامات القلب الميكانيكية، أو صمامات القلب التالفة، أو الصمامات التاجية التي تم إصلاحها، أو حالات قلبية أخرى، هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الشغاف. ويمكن أن يتلف التهاب الشغاف صمامات القلب إذا لم يتم علاجه على الفور. ويرى الأطباء أن السبب الرئيسي لالتهاب الشغاف، وجود مشكلة في القلب، مثل أمراض القلب الخلقية أو الصمامية مع فرط نمو البكتيريا. ورغم أن هذه البكتيريا تعيش غالبا داخل الجسم أو خارجه، إلا أن تناولها أو شربها قد ينقلها إلى مجرى الدم أيضا ، وقد تسمح الإصابات على الجلد أو الفم بدخول البكتيريا إلى الدم. وغالبا ما يقضي جهاز المناعة على البكتيريا قبل أن تسبب أي مشكلة، ولكنه يفشل في بعض الحالات. وعندما يكون الشخص مصابا بالتهاب شغاف القلب المعدي، تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم، ثم تذهب إلى القلب، حيث تنمو وتؤدي إلى التهاب أنسجة القلب، وقد تسبب البكتيريا أو الفطريات الأخرى أيضا التهاب الشغاف. ولا يعتبر الأكل والشرب الوسيلتين الوحيدتين لدخول الجراثيم إلى الجسم، إذ يمكن أيضا أن يعرض الشخص نفسه لها من خلال سوء نظافة الفم أو مرض اللثة، أو إجراء جراحة الأسنان التي تقطع اللثة، أو عن طريق الأمراض المنقولة جنسيا، أو باستخدام إبرة ملوثة، ومن خلال قسطرة بولية ثابتة أو قسطرة وريدية. ويكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الشغاف إذا كان مصابا بمرض في القلب، أو سبق له إجراء جراحة استبدال القلب، أو حصل على صمام قلب اصطناعي، إضافة إلى وجود شروط أخرى، مثل الحمى الروماتيزمية، التي تضر بصمام القلب، وتناول الأدوية عن طريق الوريد بانتظام، وأخيرا الفئة الني تعافت من مرض بكتيري حاد، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب السحايا. عصام الناصيري لمعلوماتك < التهاب الشغاف هو التهاب يصيب البطانة الداخلية لحجرات القلب وصماماته، وقد يكون سببا في الوفاة. ويطلق على هذه البطانة اسم الشغاف. ويمكن أن يؤدي إلى إتلاف صمامات القلب أو تدميرها عند عدم علاجه سريعا. < يحدث التهاب الشغاف، عادة، نتيجة عدوى، إذ تدخل البكتيريا أو الفطريات أو غيرها من الجراثيم عبر مجرى الدم لتصل إلى المناطق التالفة في القلب. وتشمل العوامل التي تجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الشغاف استخدام صمامات قلب اصطناعية أو تلف صمامات القلب أو الإصابة بعيوب أخرى في القلب. < يمكن أن تختلف أعراض التهاب الشغاف من شخص إلى آخر. وقد تتطور حالة التهاب الشغاف ببطء أو فجأة، وذلك وفقا لنوع الجراثيم المسببة للعدوى، وهل هناك مشاكل أخرى في القلب. رقــــــــم 5 عوامل خطر يمكن أن تتسبب العديد من العوامل المختلفة في دخول الجراثيم إلى مجرى الدم مؤدية إلى التهاب الشغاف. وتزيد إصابة أحد صمامات القلب بفشل أو مرض أو تلف، من فرص الإصابة بتلك الحالة. ومع ذلك، قد يحدث التهاب الشغاف لدى أولئك الذين ليست لديهم مشاكل في صمامات القلب. وتشمل عوامل خطر الإصابة بالتهاب الشغاف، التقدم في العمر، إذ يكثر ظهور التهاب الشغاف غالبا بين البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة. ومن العوامل استعمال صمامات القلب الاصطناعية، والتي عادة ما تلتصق بها الجراثيم، أكثر من التصاقها بالصمامات الطبيعية. ويمكن أن تؤدي بعض الحالات الطبية، مثل الحمى أو العدوى الروماتيزمية إلى تلف أو تندب في صمام واحد أو أكثر من صمامات القلب، ما يزيد من خطر التعرض للعدوى، ما يسبب التهاب الشغاف. كما تزيد فرص الإصابة بالتهابات القلب في حالة ولادة الشخص بأنواع معينة من عيوب القلب، مثل اضطراب نظم القلب أو تلف صماماته. ومن العوامل سوء الحالة الصحية للأسنان، إذ أن الفم السليم واللثة السليمة ضروريان لصحة جيدة، إذا كان الشخص لا يستخدم فرشاة الأسنان والخيط بانتظام، فقد تنمو البكتيريا داخل فمه، ويمكنها أيضا الدخول إلى مجرى الدم من خلال جروح اللثة، علما أنه قد تسمح بعض الإجراءات المتعلقة بالأسنان التي تتسبب في جرح اللثة للبكتيريا بالدخول إلى مجرى الدم. إيمان رضيف نــصــيـــحــة الحفاظ على صحة الفم تساعد بعض الخطوات على الوقاية من التهاب الشغاف، منها معرفة مؤشراته وأعراضه، إذ ينصح بالتوجه إلى الطبيب على الفور إذا ظهر على الشخص أي عرض من أعراض المرض، خصوصا الحمى المستمرة، أو الإرهاق مجهول السبب، أو أي نوع من الالتهابات الجلدية، أو الجروح المفتوحة أو القرح التي لا تشفى تماما. وينصح بالعناية بصحة الأسنان واللثة، والحرص على إجراء الفحوص الدورية بانتظام، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المحافظة على نظافة الأسنان وصحتها عامل مهم في الحفاظ على صحتك العامة. وإذا كان الشخص معرضا لخطر الإصابة بالتهاب الشغاف، ينصح بأخذ المضادات الحيوية قبل ساعة من إجراء أي معالجة للأسنان، سيما بالنسبة إلى الذين أصيبوا بالتهاب الشغاف، أو كان لديهم صمام قلب اصطناعي، أو خضعوا لزراعة القلب في بعض الحالات، او المصابين بأنواع معينة من أمراض القلب الخلقية. إ.ر يـؤدي إلـى تدميـر أنسجتـه البروفيسور الحطاوي قال إن إصابة القلب بالبكتيريا تشكل خطورة أكد البروفيسور مصطفى الحطاوي، اختصاصي أمراض القلب والشرايين أن إصابة القلب بداء التهاب الشغاف تؤدي إلى إتلاف أنسجته، مؤكدا أن تعرضه للبكتيريا يشكل خطورة كبيرة. وأضاف البروفيسور الحطاوي أن نسبة الوفاة نتيجة التهاب داء الشغاف تعد مرتفعة جدا. عن تعريف التهاب الشغاف وأنواعه والأشخاص الأكثر عرضة له وكيفية علاجه وخطورته، يتحدث الحطاوي لـ"الصباح" في الحوار التالي: ما هو داء التهاب الشغاف؟ > إن داء التهاب الشغاف، هو مرض يكون في غالب الأحيان بكتيريا. وتنتج عنه إصابة جزء من القلب يعرف بالشغاف بالجراثيم. والشغاف هو الغلاف الباطني لعضلة القلب. ما هو الدور الذي يلعبه الشغاف؟ >إن عضلة القلب تكون مجوفة، ووسط تجاويفها يوجد غلاف داخلي للقلب تتجلى أهميته في أنه من بين أهم العناصر الكفيلة بقيام القلب بوظائفه الطبيعية وبشكل جيد، من خلال دوران الدم في كل أنحاء الجسم. ويعتبر الشغاف غلافا ناعما جدا، ما يسمح للدم بدخول القلب دون أي احتكاك وبسهولة كبيرة. ويساعد الشغاف كذلك في حماية القلب من الإصابة بالبكتيريا. هل هناك أنواع منه؟ > يمكن أن يكون داء التهاب الشغاف دون جراثيم، وهي حالة تندرج في إطار أمراض باطنية يمكن أن تصيب أي جزء من القلب، والتي تبقى حالة نادرة ومن أعراض الإصابة بها. لكن أزيد من 90 في المائة من الحالات يكون فيها الالتهاب ناتجا عن جراثيم تصيب الشغاف. والقلب خلق بوسائل حماية ضد الجراثيم قوية جدا، ما يجعل نسبة الإصابة بها نادرة جدا. ولهذا هناك أشخاص معرضون أكثر للإصابة به وليس الجميع. ما هي الحالات التي يكون فيها الشخص عرضة للإصابة به؟ > هناك حالتان للإصابة بداء التهاب الشغاف. الحالة الأولى، حين يكون الشغاف في حد ذاته مريضا، وبعد أن يفقد نعومته وتظهر عليه خدوش، ما يسمح للجراثيم بأن تلتصق لتتكون إصابة بكتيرية داخل القلب وتلحق بجميع مكوناته، مثل الصمامات والعضلات. أما الحالة الثانية فهي نادرة جدا يمكن أن يكون الشغاف سليما، إلا أن من يتعاطون إلى حقن وريدية غير معقمة ويتعاطون للمخدرات يعرضون القلب إلى الآلاف من الجراثيم، التي تتكاثر بسرعة وتمر إلى الشق الأيمن للقلب، حيث يكون الضغط ضعيفا جدا. وينضاف إلى المدمنين من يستعملون الوشم بواسطة حقن غير معقمة. أين تتجلى خطورته؟ > تعتبر إصابة القلب بالبكتيريا خطيرة جدا. إن إصابته بها لا تشبه إصابة عضو آخر من الجسم، لأن الجراثيم حين تلتصق بالشغاف تنمو وتكبر وأول ما تقوم به إتلاف أنسجته. وتعد نسبة الوفاة نتيجة داء التهاب الشغاف مرتفعة جدا، إذ يصنف ضمن الأمراض الخطيرة. ما هي أعراضه؟ > بما أن داء التهاب الشغاف يعتبر مرضا جرثوميا فتكون من أعراضه ارتفاع درجة الحرارة ولا تتجاوز 39 درجة، والتي غالبا لا يتوجه المصاب إلى الطبيب للكشف إلا بعد أسبوع أو عشرة أيام. وحين يتم تسجيل إصابة سابقة للشخص في غشاء شغاف القلب يكون أكثر عرضة للالتهاب. ولابد من الإشارة إلى أن ارتفاع الحرارة عادة يكون مصاحبا بتدهور الحالة الصحية مثل فقدان الوزن والشهية وتغير لون الوجه. أما إذا لم يعان الشخص أي مشاكل في شغاف القلب، فتظهر السماعات الطبية أصواتا غريبة. كيف يتم علاجه؟ > يتلقى المصاب بالتهاب الشغاف العلاج في المستشفى ولمدة طويلة جدا تصل إلى أزيد من شهرين، خاصة إذا تطلب الأمر الخضوع للجراحة واستعمال الأدوية في الآن ذاته. ويعتبر الهدف من العلاج تعقيم القلب بعد إصابته بالجراثيم، وهي عملية صعبة جدا. هل تتطلب جميع الحالات الخضوع إلى عملية جراحية؟ > يتم الخضوع إلى الجراحة بناء على تحديد عدد الأنسجة، التي تم إتلافها بواسطة الجراثيم، كما يمكن أن تكون مستعجلة أو بعد مدة من التشخيص. ويختلف العلاج من حالة إلى أخرى، فالبعض يتطلب فقط أدوية، وحالات أخرى تتطلب الأدوية والجراحة. لهذا فدرجة تلف الأنسجة هي التي تتحدد طريقة العلاج. أجرت الحوار: أمينة كندي - اختصاصي في أمراض القلب والشرايين. - رئيس قسم أمراض القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش. - شارك في عدة مؤتمرات طبية داخل المغرب وخارجه.

التهاب الشغاف… بكتيريا تهدد القلب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نفقات العرضيين تورط رئيس جماعة

معرض الفرس... "التبوريدة" في خدمة التنمية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات