أثرت كارثة الزلزال، على نفسية الكثير من المغاربة، إذ مازالوا، إلى اليوم، يعيشون وسط خوف كبير، يمنعهم من العودة إلى روتين حياتهم الطبيعي. وفي هذا الصدد، قال زكرياء شيبوش، المختص في علم النفس ، إن الزلزال من أعنف الكوارث الطبيعية وأكثرها تأثيرا على نفسية الناجين منها، نظرا لحدة الصدمة التي تظهر مباشرة بعد الشعور بحالة الخوف الشديد والهلع لحظة وقوع الهزة الأرضية. وأوضح شيبوش في حديث مع "الصباح" أنه عند وقوع الزلزال، قد يعاني الشخص الاجهاد النفسي، ويقف مكتوف اليدين لا يقوى على الحركة، مع ظهور أعراض جسدية كثيرة منها رجفة الجسد وارتفاع حرارة الجسم في بعض المناطق، والتعرق الشديد وخفقان القلب، والاحساس بالدوار والغثيان، وثقل شديد في الارجل وعدم القدرة على الحركة، مشيرا "كل هذه الأعراض تشير الى أن الشخص، استنزفت طاقته بشكل سريع لحظة وقوع الصدمة وتلقي الخبر او مواجهة الحدث". وكشف المتحدث ذاته أنه غالبا ما تصاحب تلك الأعراض، أخرى نفسية تظهر في المقبل من الأيام، مثل الأرق، وعدم القدرة على النوم، والتوتر و الاحساس بالضيق، إلى جانب البكاء دون سبب والاحساس بحالة عدم الأمان، مشددا أنه في هذه الحالة لابد من اتباع بعض الطرق بعد استشارة طبيب مختص. وقال شيبوش إن أول الاجراءات التي وجب اتخاذها، سيما بالنسبة إلى الذين انتابهم الخوف، الحرص على تطوير استراتيجياتهم للتعامل مع الضغوط والقلق والخوف، وتتجلى في التواصل والتحدث مع الأشخاص المقربين ومشاركة المشاعر والتجربة، وأضاف أن "التواصل مع الآخرين يمكن أن يكون مهما للشعور بالدعم الاجتماعي". وينصح أيضا بالاسترخاء والتنفس للتحكم في التوتر والقلق، كما ينصح أيضا بالانخراط في العمل الخيري، إذ أكد شيبوش أن مساعدة الآخرين بعد الكوارث وسيلة للتخلص من الشعور بالعجز وزيادة الشعور بالرضى الذاتي. كما أن ممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن تساعد على تحسين المزاج والتخفيف من التوتر، مع أهمية التقبل والتخطيط للمستقبل بدلا من التركيز على الماضي، إذ ينصح بمحاولة التفكير في الخطوات المستقبلية وكيف يمكن تجاوز الظروف الصعبة، رغم الخسائر التي لحقت بالشخص أو بالمقربين منه. وكشف المتحدث ذاته أن تعلم كيفية التحضير للكوارث المستقبلية، يمكن أن يساعد على زيادة الشعور بالتحكم والاستعداد، واضفاء حالة من الاستقرار النفسي والاجتماعي، قبل أن يضيف "هناك عملية نفسية يمكن اللجوء إليها من خلال إدارة المشاعر والتحكم بالأفكار وعدم الخوض في سيناريوهات تخريبية، وذلك بتبني مبدأ المرونة، وذلك بتعزيز الفهم والإدراك للطبيعة المتغيرة للمواقف وضرورة التكيف والتعايش معها". وتابع شيبوش حديثه بالقول "لابد من التذكر دائما، لتخفيف من حدة التأثيرات النفسية للكوارث الطبيعية والزلازل، أن هناك من يعيش مأساة أكثر منك، وأنك في مرحلة اختبار وفي محطة تصادفك المحن لتتعلم منها وتحولها الى منح ولتبدع نمطا جديدا في حياتك". إيمان رضيف