المدارس الخصوصية غيرت طقوس سوق المستلزمات المدرسية موسم المكتبات تغير كثيرا عما كان عليه في السابق، ولم تعد فترة التزود بالمحافظ وما بداخلها يقتصر على شهر شتنبر، إذ غيرت المدارس الخاصة الطقوس القديمة التي كانت تحصر نشاط الكتبيين في الدخول المدرسي، فقد أصبحت محلاتهم متواصلة النشاط على امتداد أشهر السنة وإن بنسب متفاوتة. وبرر بعض المتوافدين على المكتبات قبل بداية شتنبر الأمر بمحاولة تجنب طوابير أسبوع الدخول الرسمي، وأن الحصول على الكتب مبكرا يتيح لهم فرصة مراجعة اللوائح، بالإضافة إلى إمكانية البحث عن بعض المتطلبات، التي يصعب العثور عليها أيام الازدحام. وأوضح صاحب مكتبة في تراب مقاطعة عين الشق بالبيضاء، أن الطلب على الكتب واللوازم المدرسية بدأ منذ بداية يوليوز الماضي خاصة بالنسبة إلى أولياء تلاميذ المدارس الخاصة، وهو ما مدد موسم النشاط التجاري لأصحاب المكتبات الذين أصبحوا يتنافسون في ما بينهم لتوفير متطلبات هذه المدارس، التي ترسل تلاميذها إلى العطلة الصيفية مزودين بلوائح الكتب والمستلزمات المطلوبة مباشرة بعد عملية إعادة التسجيل التي تبدأ أسابيع قبل ذلك، أي منذ النصف الثاني من ماي. وبخصوص الأسعار، كشف المتحدث في تصريح ل"الصباح" أن الكتب المستوردة المطلوبة من قبل المدارس الخاصة عرفت ارتفاعا في أسعارها بنسبة تصل أحيانا إلى 15 في المائة وأن هناك تفاوتا في المستلزمات الأخرى، بين ذات الجودة العالية المستوردة من الدول الأوربية، التي تطلبها بعض المدارس الخاصة تحديدا، وتلك التي تكون أثمانها متدنية لكن على حساب الجودة، خاصة تلك المستوردة من الصين. ويواجه الكتبيون منافسة الباعة العرضيين، أو بعض المحلات التي تغير نشاطها في هذه الفترة من السنة ما جعل أصحاب المكتبات يلجؤون إلى حيل تجارية، من قبيل اشتراط شراء كل مكونات لوائح المستلزمات المطلوبة بدون استثناء، إضافة إلى عروض التغليف المجاني للكتب. وفي الوقت الذي تثار فيه مسألة الكتب المستوردة التي تبيعها بعض المدارس، عبر أصحاب المكتبات عن ارتياحهم لأنهم سيبيعون فائض مقتنيات السنة الماضية، من كتب المقررات الرسمية، الموجودة بوفرة ماعدا مقرر التربية التشكيلية للسنة السادسة، لكن ذلك لا يمنع من احتجاجات بعض الأسر، بسبب طلبهم نسخ 2023، رغم أن كتب المقرر الوزاري لم تتغير منذ 2019. ويجمع زبناء مكتبات البيضاء على أن أسعار الكثير من المستلزمات الدراسية ارتفعت، خاصة منها الدفتر المدرسي، الذي عرف أخيرا ارتفاعا مهولا في ثمنه، ناهيك عن الزيادة في أثمنة المحافظ وغيرها من الأدوات المدرسية الأخرى، التي لا يمكن للتلميذ أن يلتحق بقسمه دون توفره عليها. ياسين قطيب