مهرجان تحتضنه أورير يستعيد طقوسا متجذرة في المجتمع الأمازيغي تتواصل، اليوم (السبت) وغدا (الأحد)، فعاليات النسخة التاسعة لمهرجان "إيموران"، التي يحتضنها شاطئ الجماعة القروية لأورير تحت شعار "إيموران ذاكرة وتنمية". المهرجان الذي انطلق أمس (الجمعة) حقق رواجا اقتصاديا بعد أن حج إليه التجار بكثرة وعرف إقبال سكان المناطق المجاورة، لتحقيق رغبتهم في التسوق وزيارة الصخرة والاستمتاع بالسهرات، لكن الأسطورة هي المحرك الأهم للمهرجان "الموسم" الذي يعتبر امتدادا لموسم "الموكار" إيموران التاريخي، الذي تحتفل به قبائل إداوتنان منذ أزيد من 5 قرون. وتشكل هذه المناسبة موعدا سنويا تحج إليه مجموعة من الراغبات في الزواج.على بعد 14 كيلومترا شمال أكادير، حيث تنتصب صخرة قرية "إيموران"، التي تزورها عشرات الفتيات الراغبات في الزواج تبركا بموقع عميق داخل الصخرة تمتد لـ 50 مترا تسمى "تامسوفت"، ويعتقد الأهالي أن تلقف رذاذ سبع (7) موجات منها للفتاة يجلب حظ الزواج والعريس في القريب العاجل. وتعددت الروايات حول صخرة "إيموران"، فهناك من يعتقد أن الاسم مشتق من "مورون" وهو برتغالي ذكر اسمه في كتاب سانتاكروز، الذي تحدث عن معارك خاضها البرتغاليون منذ 1505 مع أهالي البلدة، فيما تسير بعض الروايات إلى أن اسم المكان اشتق من كلمة "موران" (بتشديد الراء، يعني البطل)، وهو شاب قوي البنية طويل القامة معروف آنذاك في المنطقة يهاب الناس سلطته وقوته وفتوة عضلاته، وما بين الارتباط بالحب والعشاق، وبين تخليد بطولة الانتصار في حرب لم تكن تبدو متكافئة عند اندلاعها. ويرتبط اسم القرية، التي تعتبر قبلة للراغبات في الزواج على مدار العام، بصخرة تبدو على شكل شبه جزيرة، لها عمق بداخل البحر يبلغ طوله 50 مترا. وخلال الموسم السنوي، الذي يمثل مناسبة للتسوق والرواج والزواج، في هذا الموسم الذي يحتفي به سكان المنطقة منذ خمسة قرون، يقصده الزوار للتمتع بالشمس وجمال الصخر والبحر والرمال والسباحة. ووفق المؤرخ أحمد صابر، العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة أكادير، فإن أسطورة صخرة إيموران تعود إلى أنها النقطة نفسها التي حاول البرتغاليون الاستقرار بها عام 1505، مباشرة بعد احتلالهم قلعة أغادير، أي حي فونتي القديم الذي أطلقوا عليه اسم سانتا كروز. وقال صابر: "للمكان شأن كبير، بعد أن سقط فيه جنود برتغاليون كانوا يملكون أسلحة نارية عكس أهل البلاد"، مضيفاً أن الموقع "يحظى بتقدير خاص يحج إليه أهل المنطقة، للاحتفال بذكرى ذاك الانتصار على البرتغاليين، والذي جاء إثر جهاد موفق". وأوضح المؤرخ أن "سر القُدسية التي تنسب إلى تلك النقطة يعود إلى ذلك الحدث التاريخي، وزادتها القدسية ذاتها التي تفسر بإقبال الفتيات الراغبات في الزواج، وبالأحرى العوانس منهن للتبرك بالموجات السبع لموقع إيموران". وتابع أحمد: "موقع إيموران، ارتبط بتقدير خاص في الموروث الشعبي، بما واكبه من غرائبية وأساطير ليس أقلها توافد الفتيات في سن الزواج، طيلة أيام السنة، على زيارة فجوة كبيرة بالصخرة ذاتها من أجل التبرك". وصار يقام في المكان موسم سنوي، يوم الجمعة الأولى من شتنبر من كل عام، يفد إليه حجيج النسوة ممن يتطلعن إلى الظفر بشريك حياتهن، علّهن يتخلصن من الحظ السيئ أو "النحس". عبد الجليل شاهي (اكادير)