ينتابك الشوق وأنت تلج مدينة الحاجب، مدينة الحلم التي طالما بحث عنها كل عاشق للسكينة والطمأنينة لما تتمتع به بوابة الأطلس من طبيعة ساحرة زاوجت بين عيون ومنتزهات ذائعة الصيت أبرزها " منتزه عين الذهيبة، وعين خادم…"، ولوجها يمحو عنك كل مظاهر الاغتراب لتجد نفسك لأول وهلة بين أهلك وذويك، وسرعان ما تنصهر بينهم وتنتقل من زائر إلى صاحب بيت. هكذا، ومع ارتفاع درجات حرارة فصل الصيف، تتحول مدينة الحاجب إلى وجهة مغرية تجذب العديد من الزوار الساعين للاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة بأبهى حللها ورونق عيونها المائية الخلابة أبرزها "عين ذهيبة، وعين خادم، وعين بورغزاز، وعين مدني" تحيط بها فضاءات خضراء وتتوسطها تشكيلات صخرية طبيعية متميزة، ما أضفى عليها جمالا فريدا يصعب وصفه. كل هذه الفضاءات المتميزة بطبعها النادر الجذاب، أضحت موضوع اهتمام خاص من قبل السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني. ويعتبر منتزه "عين الذهيبة" من بين المنتزهات التي تم ترميمها على مساحة خمسة هكتارات بكلفة قدرها 18.200 مليون درهم بمساهمة مجلس الجهة وبشراكة الوكالة الجهوية، حيث شهد إعادة تأهيل وتحسين تضمنت إحداث ممرات للتنزه وممارسة رياضة المشي والركض، ومناطق للاستراحة، وبحيرة وأماكن للأطفال للعب والترفيه، ومرافق صحية، ومواقف للسيارات، ما مكن من جذب المزيد من الزوار والسياح. هذه التجديدات الهامة ساهمت في إثراء وتحسين جودة البنية التحتية وزيادة الخدمات المقدمة لزوار مدينة الحاجب. وبالقرب من "عين الذهيبة" توجد "عين خادم" كجوهرة طبيعية ساحرة تجلب سكان المنطقة والزوار على حد سواء، للاستمتاع بجمال مياهها الرقراقة وانسيابها، بينما يختار آخرون ممارسة السباحة والاستجمام في الأحواض المائية التي تؤثث المنطقة للتخفيف من معاناتهم، خاصة في مثل هذه الفترة المتسمة بدرجات حرارة مفرطة غير مسبوقة. حميد بن التهامي (مكناس)