بـــدايـــة المـــشــوار

الشعيبية طلال...العصامية 2 ذاع صيتها وتعاطف معها فنانو ومتتبعو الفنون التشكيلية بالخارج في هذه الحلقات نلقي الضوء على مسار واحدة من الفنانات الرائدات في مجال الفن الفطري. الأمر يتعلق بالفنانة الشعيبية طلال الدكالية، التي شكلت علامة فارقة في الفنون التشكيلية، وتمكنت من إيجاد مكانة لها وسط عمالقة الفن المعاصر وعرضت لوحاتها في أرقى المعارض العالمية. أحمد ذو الرشاد (الجديدة) لعبت علاقة الشعيبية بابنها الحسين دورا مهما في بلورة شخصيتها ومسارها الفني. فبعد انتقالها معه إلى فرنسا، نقل معه لوحاتها الفنية الأولى، مما فتح أمامها آفاق الانتشار، إذ عرضها على أساتذته، الذين فتنوا بها واكتشفوا من خلالها، الشعيبية الفنانة الفطرية، التي كانت ترسم دون أن تعرف حقيقة ما ترسم، وتلك كانت أولى خطواتها نحو سلم المجد والشهرة. كان بيت الحسين طلال مقصدا وقبلة للفنانين والنقاد، يتردد عليه أساتذته وبعض النقاد المعاصرين لمختلف الفنون. وصادف ذلك في إحدى الزيارات وجود الناقد والفنان الفرنسي "بيير كودير" والرسام الألماني "فيرنر كيردت" اللذين جاءا لرؤية طلال رفقة محمد الشرقاوي وأندري الباز. واستغل الحسين الفرصة وقدم لهما بعض الرسومات التي كانت تقوم بها والدته، فأعجبا بها وشجعاه على عرضها على العموم. وتم تنظيم معرض فني لتقديم مجموعة من اللوحات والرسومات سنة 1966، وكانت تلك بدايتها في عالم الشهرة. وقد ورد في أحد تصريحاتها الصحفية، "أنا أكرر، انطلاقا من رسوماتي وألواني، فأنا ملونة في الأصل، ألواني ترمز للحياة والطبيعة. فأنا أرسم مشاهد من الحياة العادية وكذلك مواقف غريبة، رسوماتي تجعلني سعيدة. فأنا سعيدة جد بالرسم، بالمنزل». بسرعة وبفضل العمل الكبير الذي بذله ابنها الحسين طلال في التعريف بلوحاتها عبر تقديمها لأشهر النقاد العالميين، وبما أن بيتهما كان مفتوحا للفنانين والمثقفين، ذاع صيتها وتعاطف معها فنانو ومتتبعو الفنون التشكيلية بالخارج ولقيت معارضة ونفورا من بعض الفنانين والنقاد المغاربة الذين اعتبروا أعمالها مجردة من أي قيمة فنية، لكنهم خضعوا للواقع ورضخوا للانتشار الواسع للوحاتها وانساقوا مع المد الجارف للتأثير الإعلامي العالمي. بدأ نجم الفنانة الشعيبية طلال في البروز بشكل كبير وأقبل عليها هواة الفن التشكيلي ومحترفوه، وأصبحت تنظم حفلات وجلسات للرسم بمرسم ابنها طلال، إذ كانت "تجلس في كرسي وحدها والكل يراقب حركاتها ويستمع إلى نكتها ونوادرها". وعرفت الشعيبية طلال بعصاميتها واعتمادها على نفسها، إذ لم يسبق لها الولوج لأي مدرسة ولم تتعلم قواعد وأصول ومتاهات المدارس الفنية المعقدة، بل كل ما كانت تقوم به، يدخل في باب الفن الفطري أو الفن الخام، بعيدا عن التكلف والتصنع، وهذا ما جعل العديد من هواة الفن يقبل على لوحاتها لبساطتها وتلقائيتها. وأصبحت مقصد الفنانين الكبار واستلهم طريقتها وأسلوبها الفني، عدد من النساء العصاميات، وبدأت تتقاطر عليها قنوات الإعلام الوطنية والدولية. واستأثرت بمتابعة واهتمام الجميع وفاقت شهرتها، أشهر الفنانين والسياسيين والرياضيين العالميين المغاربة. وشجع هذا المد الجارف للوحاتها النساء على ولوج عالم الفنون التشكيلية، مثل الفنانة فاطمة حسن زوجة أحد الفنانين المعروفين في نهاية الستينات، وراضية بنت الحسين، أم الفنان المعروف ميلود لبيض. قطار الفن بدأت الشعيبية طلال في عرض أعمالها، كما تمت الإشارة إلى ذلك، انطلاقا من 1966 بالبيضاء ثم بقاعة سولتيس وبسور أنديبوندان بفرنسا، ومنذ 1973، أصبحت لوحاتها معروضة على الدوام بقاعة (عين الثور) (L’oeil du bœuf). وهكذا انطلق قطار الفن عند الشعيبية وجاب كل المحطات الكبرى عبر العالم بأسره، مما جعلها تصبح واحدة من أهم الفنانين والفنانات، اللواتي تسعى دور العرض إلى التشرف بالعرض لهم ولهن.

بـــدايـــة المـــشــوار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

4 ملايين شخص يعيشون على الدعارة

جثة متفحمة وأصفاد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات