الكذب… عقيدة حكام الجزائر

"الداء الجزائري"... فضيحة الحكام 8 المسؤولون الجزائريون لا يجدون حرجا في قلب الحقائق للتغطية على الإخفاقات صدر عن الخبيرين الفرنسيين "جان لوي لوفي" و"بول طوليلا"، أخيرا، كتاب جديد حول الجزائر عن دار النشر "بوكان"، لينضاف إلى عدد من الكتب التي تناولت الوضع بالجزائر. ويأتي هذا الكتاب ثمرة مهمة رسمية كلف بها الكاتبان وألزمتهما الإقامة بالجزائر لمدة خمس سنوات ونصف السنة. وتقدم "الصباح"، عبر حلقات، أهم ما جاء في الكتاب من اختلالات النظام الجزائري والفضائح التي يتورط فيها حكام البلد. عبد الواحد كنفاوي أمام الفشل في كل المجالات والإخفاقات التي تعرفها الجزائر، رغم الإمكانيات التي يتوفر عليها البلد، لا يجد حكام الجزائر أي إحراج في الكذب البواح لتغطية الشمس بالغربال، يصرحون بإحصائيات لا تمت إلى الواقع بصلة في محاولة لرسم صورة إيجابية عن الوضع الاقتصادي وجاذبية البلد للاستثمار والسياح وغيرها من المجالات. ويسرد الكاتبان تصريحات تعود إلى ياسين حمادي، وزير السياحة الجزائري السابق، التي أكد فيها أن عدد السياح الذين زاروا الجزائر، خلال 2022، وصل إلى 11 مليون سائح، في محاولة منه لتغطية الفشل الكبير الذي تعرفه الجزائر في هذا المجال، خاصة أن المغرب يحقق نتائج إيجابية، إذ تجاوز السياح الذين زاروه هذا الرقم. ويقدم المؤلفان تصريحات لسعيد بوخليفة، رئيس النقابة الوطنية لوكالات الأسفار، التي تفند مزاعم المسؤول الحكومي جملة وتفصيلا، وتعكس البون الشاسع بين الإحصائيات الرسمية والواقع، إذ أكد أن عدد السياح لم يتجاوز، خلال 2018، ألفي سائح، مشيرا إلى أن العدد لم يتجاوز 4 آلاف سائح سنويا، طيلة ثلاثين سنة الأخيرة. وهكذا يتضح حجم الكذب لدى المسؤولين الحكوميين، إذ هناك فرق شاسع بين 11 مليون سائح، التي صرح بها وزير السياحة، و4 آلاف سائح، المتوسط السنوي طيلة ثلاثين سنة، التي أكدها ممثل المهنيين. ولا يقتصر الكذب على الرأي العام، فقط، بل يمتد أيضا إلى المستثمرين، الذين يرغبون في الاستثمار بالمغرب. وأشار الكاتبان، بهذا الصدد، إلى أن إحدى المجموعات الفرنسية كانت ترغب في إقامة مصنع لصناعة السيارات، فطلب مسؤولوها من وزير الصناعة إمدادها بعدد الشركات التي تنشط في المجال بالجزائر، من مجهزين وشركات أجزاء السيارات، فأكد لهم أن هناك ما لا يقل عن 140 شركة، لكن بعد بحث معمق أنجزته مؤسسة بنكية فرنسية بالجزائر تبين أن 4 وحدات فقط هي التي تم تحديدها، والتي تحتاج إلى تأهيل لتكون في مستوى المتطلبات. وهكذا يتأكد أن الهوة بين الكذب والواقع عميقة جدا. لكن رغم هذه الحقيقة المرة، فإن المسؤولين الجزائريين لا يتوانون في توجيه الانتقادات للسلطات الفرنسية، لعدم ربط المجموعات الفرنسية علاقات غير كافية مع شركات المناولة الجزائرية. ويتضح من خلال بعض النماذج، التي أوردها المؤلفان في كتابهما "الداء الجزائري"، أن حكام الجزائر يعملون بنصيحة "اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك"، لأنهم يتعاملون مع شركائهم بالخارج على أساس الإحصاءات الكاذبة، التي يروجون لها لتلميع الواقع، التي لا يمكن تغطيتها، لأن هذه الأكاذيب والادعاءات تنكشف سريعا بالنظر إلى الظروف التي يعيشها الشعب الجزائري، رغم مقدرات البلاد الهائلة، التي تحول إلى حسابات سرية بالخارج. ليذهب الشعب إلى الجحيم فلا أحد من الجزائريين يصدق ما يتفوه به هؤلاء الحكام، الذين يتعاملون مع البلاد كأنها منجم يستغلونها لأغراضهم الشخصية وذويهم، وليذهب الشعب الجزائري إلى الجحيم.

الكذب… عقيدة حكام الجزائر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الضابطة القضائية تحقق في البناء غير القانوني بتطوان

انطلاق فعاليات المهرجان الدولي "نجوم كناوة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات