تحتل مكانة مهمة في مجال الصناعة التقليدية يعتبر النقش على النحاس من الحرف المغربية العريقة، التي مازالت تفرض نفسها بقوة، إذ لم تنجح التغييرات التي عرفها المجتمع المغربي في إزاحتها. ويحتل النقش على النحاس مكانة مهمة في مجال الصناعة التقليدية، فهو يستخدم في ديكور المنازل وفي إبداع أواني المطبخ وتزيين فضاءات استقبال الضيوف، كما تقدم قطعه هدايا في مناسبات كثيرة مثل الثريات و"الأباجورات" وغيرها. ولصناعة النحاس والنقش أسواق وأحياء خاصة في المدن العريقة مثل فاس ومكناس والرباط ومراكش، إذ تعد أكبر المراكز المصدرة لمنتجاته داخل المغرب وخارجه. وتعد ساحة الصفارين بفاس أشهر الأماكن، التي تضم صناع النحاس، الذين يقسمون المهام في ما بينهم، إذ يتكلف كل فريق بمهمة خاصة به. فهناك فريق من الحرفيين يقوم بصهر قطع النحاس، وآخر يعيد تشكيلها، وفريق ثالث يقوم بتلميع الأواني ومختلف القطع النحاسية حتى تصل إلى المكلفين بزخرفتها بنقش الرسومات والأشكال الرائعة عليها. وفي سوق الصفارين بالمدينة العتيقة لفاس، تنقش الأواني النحاسية وتبدع أنامل الصانع التقليدي في تشكيل أباريق وصحون يقبل على اقتنائها الزوار من داخل المغرب وخارجه. ويعد إبريق إعداد الشاي المغربي المعروف بـ "البراد" والصينيات من أشهر القطع التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، كما أن الحرفيين يبتكرون كل سنة تشكيلات متنوعة وجذابة تمزج في كثير من الأحيان بين الأصالة والطابع العصري. أ. ك