حرفة توارثتها الأجيال وإقبال متواصل عليها تعد دباغة الجلود من بين الحرف التقليدية التي تم توارثها عبر القرون ومازالت مستمرة إلى غاية اليوم، فهي واحدة من بين روافد الموروث الثقافي المغربي الأصيل. وتشتهر فاس، بحرفة الدباغة، كما تعد مقصدا للسياح بهدف التعرف عليها، خاصة مع توفرها على عدد من الدور المتخصصة فيها أبرزها "دار الدبغ شوارة"، حيث يعمل حرفيو الدباغة على شراء جلود الماشية، وتنظيفها وجعلها قابلة للتصنيع، لكن بطرق تقليدية ومواد طبيعية لتشكيل منتجات جلدية متنوعة. وفي المدبغة يستخدم الحرفي "الدباغ" ألوانا طبيعية من أجل الحصول على أجود أنواع الجلد لصناعة المنتجات التقليدية. ويتم تحضير الألوان داخل أحواض دار الدبغ الدائرية وتسمى ب"المركلة" باستعمال مواد طبيعية متنوعة منها: قشر البلوط والرمان والجير والنعناع والزعفران وغيرها من الأعشاب والملونات الطبيعية. وتلقى المنتجات التي يبدعها حرفيو الدباغة إقبالا كبيرا ومتواصلا، ليس فقط من زبائن داخل المغرب، بل حتى خارجه، إذ يقبل أغلب السياح أثناء زيارتهم للمغرب على اقتناء قطع مختلفة منها الحقائب والمعاطف والأحذية وغيرها. ويشمل مجال الدباغة كذلك إبداع الحرفيين في الإكسسوارات المغطاة بالجلود المصنوعة يدويا بعناية فائقة. وساهم حرص الحرفيين على جودة منتجاتهم في ارتفاع الإقبال عليها وكسب ثقة الزبائن، الذين يشيدون بالدباغة المغربية الأصيلة، ما أكسبها شهرة واسعة. أ. ك