صناعته يدويا وبمهارة ترفع الطلب عليه يعد الزليج المغربي موروثا ثقافيا بامتياز، توارثه المغاربة أبا عن جد، وشكل امتدادا للأسلاف، لأكثر من 12 قرنا. فهناك مجهودات كبيرة لإيصال عراقة الفن المغربي، فضلا عن مواكبة تغيرات العصر، وذلك من خلال منح الزليج المغربي العريق طابعا عصريا. فمن أشهر أنواع الزليج المغربي، الزليج الفاسي الذي يتميز برونقه وجمالية ألوانه، سيما أن الكثير من الحرفيين، مازالوا يصنعونه يدويا بدقة ومهارة عالية، ما يجعل الطلب عليه كبيرا من قبل المغاربة والأجانب أيضا. وحسب ما يؤكده الحرفيون، فقد تغير الزليج الفاسي عبر التاريخ، وتحول من قطع فسيفساء بسيطة في زخرفها وألوانها إلى قطع بأشكال هندسية بديعة ومنمقة، تصل أحيانا إلى درجة التعقيد، وألوان متناسقة بين درجات الأخضر والأزرق والأحمر، وهو ما يؤكد أن الزليج الفاسي يشهد تطورا في شكله وألوانه على مر السنين. وما يميز زليج فاس عما يصنع في تطوان، مثلا، هو حجم القطع التي تتميز بأحجامها الصغيرة والدقيقة التي تأخذ شكل نجمات صغيرة ومعينات ومستطيلات تتشكل في ما بينها وتترتب بشكل هندسي دقيق. ولم يخفت الطلب على الزليج الفاسي، سواء داخليا أو خارجيا، لأن له زبناء أوفياء، لا يترددون في اختياره، رغم سعره الذي يعتبر كبيرا مقارنة مع الأنواع الأخرى من الزليج. إ. ر