حكــايــات اللاعـب “زاز” : دخلت الجزائر بجواز سفر مزور

هل حاول الدليمي إقناعك بالالتحاق بالأمن؟ حاول مرة أخرى، عندما التقيت به في غشت 1964، وكنت حينها جالسا في مقهى النهضة بشارع محمد الخامس بالعاصمة، وكان معي في تلك الفترة كل من عبد العزيز علابوش وكان مسؤولا بمديرية مراقبة التراب الوطني، وإدريس البصري، الذي كان في الأمن ومسؤولا بوزارة الداخلية . كيف كان ذلك؟ كان مارا بسيارته "كوكسينيل فولسفاغن" لونها قريب من الأحمر، فوقف كل من علابوش والبصري لإلقاء التحية عليه، فأشار بيده في طلبي، ولم يكونا على علم بعلاقتي به، فلما ركبت معه السيارة تجاذبنا أطراف الحديث، واستفسر عن حالتي فأخبرته أنني تلقيت عرضا احترافيا بسيدي بلعباس، وأن فريقي الفتح الرياضي يرفض الترخيص لي، وآنذاك أخبرني أنه يريدني في مهمة وأنه سيتدبر أمر التحاقي بسيدي بلعباس. متى قررتما اللقاء المقبل؟ كان في شتنبر 1964، وحينها كان الدوري الجزائري قريبا من البداية، والتقيت به في منزله، فلما فتحت لي زوجته الباب تفاجأت كثيرا، لأنني كنت أعرفها، كانت جارتنا وكنا ندرس في المدرسة نفسها. ألم يتفاجأ بدوره أنك تعرفها؟ بالفعل تفاجأ بدوره، وعلى الفور طلبت منه أن يلحقني بالأمن، رغم أنها لم تكن تعرف عن مستقبلي شيئا، ولكن نظرا للعلاقة الأخوية التي كانت تجمع بيننا، وللنفوذ الذي كان يتوفر عليه "السي أحمد"، كانت تعرف أنه قادر على أن يمنحني منصبا مهما في الأمن، وطلب منها ألا تتدخل في هذا الأمر، وأنه يريدني في أمر أكثر أهمية. ما الحديث الذي دار بينكما؟ تحدثنا عن احترافي بسيدي بلعباس، وقال لي إنه سيتدبر أمر سفري إلى سيدي بلعباس، رغم اعتراض الفتح الرياضي على الأمر. كيف كان سيقنع الأمير مولاي عبد الله بمنحك الترخيص؟ اتفقنا على أن أسحب جميع أموالي من البنك، وأن أصدر ثلاثة شيكات لفائدة أشخاص وهميين، لأتابع بتهمة إصدار شيكات دون رصيد، ويشاع أمام الجميع أنني هربت إلى الجزائر خوفا من القبض علي. هل انطلت الحيلة على فريق الفتح؟ بالفعل، وراج بين الجميع أن حسين كيود "زاز" هرب إلى الجزائر لأنه متابع في قضية إصدار شيكات دون رصيد، وأنه التحق بسيدي بلعباس لتأمين مستقبله ومستقبل أبنائه. ما سبب قبولك هذه المغامرة؟ السبب الرئيسي أنني تلقيت تطمينات من الدليمي. كما قلت لك كانت علاقتي به مبنية على الثقة، وكنت أثق به إلى درجة كبيرة، كما أن هناك أمورا كثيرة كانت بيننا منذ فترة الشباب، لأننا كنا نقضي أوقاتا ممتعة فيما بيننا، علما أنني أتحدر من عائلة ميسورة، فأبي كان تاجرا معروفا بالرباط، وكانت لدي شقة بزنقة لامارتينيز التي تتقاطع مع شارع علال بن عبد الله بوسط العاصمة، وكنا نجتمع فيها ونقضي فيها لحظات جميلة، خاصة ما بين 1952 و1954. كيف لعبت في سيدي بلعباس وأنت لم تحصل على ترخيص الفتح؟ كان الأمر بسيطا جدا، لأن الدليمي كان بإمكانه أن يمنحني الوثائق التي أرغب فيها، فقرر أن أذهب إلى الجزائر بجواز سفر مزور. يعني أنك دخلت باسم آخر إلى الجزائر؟ بالفعل، دخلت إلى الجزائر باسم حسين محفوظ وهو الاسم الذي كنت أحمله قبل أن تبدأ إجراءات الحالة المدنية بالمغرب، ولم أكن معروفا بذلك الاسم من قبل، لأن الجميع كان يناديني باسم "زاز" من جهة، ولأن اسمي العائلي كان هو كيود من جهة ثانية، كما أن رخصتي بالفتح كانت تحمل اسم حسين كيود، وبالتالي فإن اللاعب حسين محفوظ غير معروف لدى المسؤولين عن الكرة بالمغرب، وعند بحثهم في السجلات لن يجدوا لاعبا بهذا الاسم في فريق الفتح الرياضي. أجرى الحوار: محسن صلاح الدين

حكــايــات اللاعـب “زاز” : دخلت الجزائر بجواز سفر مزور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محطات في تاريخ السينما المغربية : مخرجو التسعينات الأكثر جرأة

دراسة في القانون : دور الجمعيات المهنية والمدنية في الدفاع عن استقلال القضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات