كشفت مصادر مطلعة أن مبادرة نائبة برلمانية، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، والمقربة من الكاتب الأول، إدريس لشكر، بتوزيع رسالة موجهة للمغاربة المقيمين بإسبانيا، ممن لهم حق التصويت، تدعوهم فيها للتصويت لصالح الحزب الاشتراكي العمالي، تسببت في تصدع داخل هيآت حزب "الوردة". وقالت المصادر نفسها إن البرلمانية وقعت رسالة بصفتها الكاتبة الجهوية للحزب بإسبانيا، ما أثار نقاشا في وسائل إعلام إسبانية، اعتبرت هذا التصرف "تدخلا من حزب مغربي في الشؤون الداخلية لإسبانيا"، واستغلتها بعض التوجهات اليمينية لمزيد من الترويج بأن "بيدرو سانشيز يخدم مصالح المغرب أكثر من إسبانيا، وأنه المرشح الإسباني المفضل عند المغرب لترؤس الحكومة"، مشيرة إلى أن "الرسالة ألحقت ضررا بالحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي العمالي أكثر مما خدمته، خصوصا أنها دعت المغاربة للقيام بإنزالات في المهرجانات الخطابية التي ينظمها الحزب". وكشفت المصادر ذاتها أن الرسالة، التي وزعتها البرلمانية، التي تحمل جنسيتين، مغربية وإسبانية، "مبادرة خاصة لا علاقة للحزب بها، ولم تتخذ بشأنها قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أي قرار"، موضحة أن "الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي جمد اجتماعات المكتب السياسي منذ مارس الماضي، وبالتالي لا يمكن اعتبار هذه المبادرة اكتسبت شرعية من المكتب السياسي"، مؤكدة "أن صياغة تلك الرسالة، والترويج لها سلوك فردي، غير مدعوم من قيادة الحزب، التي تؤمن بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحتى للأحزاب". من جهته، قال عضو للمكتب السياسي لحزب "الوردة"، فضل عدم الكشف عن اسمه، في اتصال مع "الصباح"، إن تجميد اجتماعات المكتب السياسي منذ مدة طويلة، يفسر التخبط الذي يعيشه الحزب في ما يخص موقفه من قضايا وملفات مستجدة، وربط بين مبادرة البرلمانية وبين افتتاحية نشرتها جريدة الحزب على شكل بيان يشير إلى نشر حزب الجبهة العمالية الإسباني ملصقا انتخابيا مسيئا للمغرب. وقال المسؤول الحزبي: "إن هذه المبادرة المعزولة عن قيادة الحزب، توازي ما كتبته جريدة الحزب في افتتاحيتها الأخيرة والتي لم يناقش أعضاء المكتب السياسي مضمونها، ولم يطلعوا عليها" وزاد: "هذه المبادرات غير مفكر فيها وموسومة بالتسرع". وعزت المصادر ذاتها، هذا الارتباك في المواقف، والتي لها علاقة مباشرة بالانتخابات الإسبانية، إلى عدم التعامل مع العلاقات الثنائية بين الاتحاد الاشتراكي والحزب العمالي الإسباني بمنطق إستراتيجي دائم، وبذكاء في فهم اللحظة السياسية، واستيعاب تحدياتها، ما يبعد "حزب لشكر" عن تهمة التدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا، وهو الأمر الذي تناولته مجموعة من وسائل الإعلام الإسبانية، والتي تعاملت مع رسالة النائبة البرلمانية على أنه "تدخل غير أخلاقي في الشؤون الداخلية الإسبانية"، محملة مسؤولية هذا التدخل الى وزارة الخارجية المغربية، رغم أنها لا علاقة لها بهذه المبادرة، إذ استغلت بعض الجهات الهدية المجانية للبرلمانية، بفعل التسرع وعدم النضج السياسي. خالد العطاوي