بوعمري: الاعتراف تتويج لمسار سياسي انطلق منذ التوقيع على اتفاق أبراهام الثلاثي شكل قرار الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بمغربية الصحراء، تتويجا لمسار سياسي انطلق منذ التوقيع على اتفاق أبراهام الثلاثي، بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، على عهد ولاية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب. وأجمع المحللون على اعتبار الاعتراف الإسرائيلي الذي تأخر لبعض الوقت، بسبب مواقف الرباط من بعض الأحداث التي عرفتها الساحة الفلسطينية، جراء ممارسات القوات الإسرائيلية، في جنين أو المسجد الأقصى، يشكل بداية عهد جديد في العلاقات بين البلدين، انطلقت بتبادل زيارات المسؤولين في الحكومتين، وتوقيع عدد من الاتفاقيات، وفتح مكاتب للاتصال في عاصمتي البلدين، وتكثيف المشاورات السياسية بين الدول الثلاث، من أجل تنفيذ مضامين اتفاق أبراهام. وأكد نوفل بوعمري، الناشط الحقوقي والمهتم بملف الصحراء، أن بلاغ الديوان الملكي، الذي أعلن فيه عن الموقف الجديد لإسرائيل من قضية الصحراء ومن مغربيتها، جاء تتويجا لحوار سياسي ودبلوماسي بين الطرفين، مشيرا إلى أن إسرائيل ستترجم الاعتراف بإشعار الأمم المتحدة وكافة الدول التي لها علاقات دبلوماسية معها. كما أعلن نتنياهو في رسالته، فتح قنصلية بالداخلة، ستنضاف إلى القنصليات، التي تم فتحها سابقا بالمنطقة، تعبيرا عن وجه من أوجه الاعتراف الدبلوماسي بمغربية الصحراء. وأوضح بوعمري في حديث مع "الصباح" أن موقف إسرائيل جاء نتيجة حوار سياسي، تزامن مع طبيعة الشراكة التي انطلقت بين الطرفين، تزاوج فيها الاقتصادي بالتعاون الأمني والعسكري، وهي شراكة مهدت لموقف داعم لمغربية الصحراء، لينضاف إلى المواقف الدولية المؤيدة لمبادرة الحكم الذاتي ولمغربية الصحراء. وذكر الباحث في قضية الصحراء، أن الموقف الأمريكي الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب سابقا، فتح الباب أمام دول أوربية وصل عددها إلى 15 دولة أعلنت بشكل واضح دعمها لمغربية الصحراء، وهي مواقف تؤكد قناعة الأمم المتحدة بطي الملف على أرضية مقترح الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن قرارات مجلس الأمن اتجهت بشكل واضح ومباشر نحو تبني الرؤية المغربية، باعتبارها طريقا وحيدا للمسار السياسي الأممي. ويرى الباحث الحقوقي أن الموقف الإسرائيلي لا يمكن عزله عن كل هذه الدينامية التي شهدها الملف، بفضل الاختيارات الإستراتيجية التي وضعها المغرب، في إطار سياسته الخارجية، التي يقودها الملك محمد السادس، وحدد ملامحها بشكل واضح، في خطاب المسيرة الخضراء في 2016، وخطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، الذي أكد فيه المنظار الذي ينظر به المغرب لعلاقاته مع الخارج، وهي الرسالة التي وصلت إلى مختلف الدول، التي تسعى إلى تطوير شراكاتها الاقتصادية مع المغرب. جاذبية الاستثمار في الصحراء بخصوص آفاق الاعتراف الإسرائيلي، أوضح بوعمري أنه سيمكن هذا البلد من الاستثمار بمنطقة الصحراء، خاصة مع قرار فتح قنصلية بالداخلة، والتي ستفتح الباب أمام الاستثمارات الإسرائيلية، للاستفادة من المؤهلات التي تتيحها المنطقة، بفضل تطور بنياتها التحتية والمشاريع الكبرى التي أنجزها المغرب بالداخلة وبئر كندوز، وهي مشاريع ستكون جذابة للجانب الإسرائيلي. وأكد بوعمري أن الموقف الإسرائيلي سيكون مؤشرا على دخول المغرب وإسرائيل في علاقة دبلوماسية أكثر متانة، ولن يكون لها أي تأثير على الموقف المغربي من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، موضحا أن المغرب سيظل يلعب دوره المعتاد في الملف، سواء على مستوى لجنة القدس، التي يترأسها الملك محمد السادس، أو بصفته أميرا للمؤمنين. برحو بوزياني