جرائم الأصول : دفنت وليدها درءا للفضيحة

وجدت حليمة نفسها في وضع لا تحسد عليه، بعد انقطاع العادة الشهرية، وأحست بشيء يتحرك في أحشائها بعد أن هجرها زوجها، فبدأت تفكر في طريقة للتخلص من الجنين، الذي سيخلق لها عدة مشاكل مع أفراد عائلتها وعائلة زوجها، الذي رفعت ضده شكاية إهمال أسرة تتكون من بنت وولد. وظلت تواري بطنها عن قريباتها، وتتفادى الكشف عن جسدها في حضرتهن ، وتوارت عن الأنظار مدة من الزمن، كانت تخطط خلالها للتخلص من الجنين، الذي تحرك في أحشائها. وفجأة ظهرت إلى العيان وكأنها لم تكن حاملا، وهو ما دفع بعض الفضوليات اللواتي كن يعلمن بحقيقتها، إلى إثارة الأمر وتسريب الخبر إلى مقدم الدوار.رأت حليمة النور في أحد الدواوير بدائرة سيدي بنور، وتدرجت عبر عدة مراحل، قبل أن تجد نفسها في بيت زوجها وعمرها لا يتجاوز الثامنة عشرة. ولم تكن محظوظة في طفولتها، كما كان حظ قريناتها، بل ظلت تعمل إلى جانب والدتها في أشغال البيت والحقول، إلى أن شبت وأينعت، فتقدم أحد شباب الدوار لطلب يدها، ولم يمض وقت طويل حتى وجدت نفسها في بيت زوجها تتحمل مسؤولية أكبر منها.وبعد مرور أقل من سنة وجدت حليمة نفسها حاملا في شهرها الثالث، قبل أن تضع صبية ملأت البيت صراخا وضجيجا. وسعدت بشكل كبير ببنتها وكان زوجها لا يقل سعادة عنها. ووضعت صبيا ثانيا، ووجدت نفسها غارقة في أمور البيت وتربية البنت والولد، خاصة أنها لا تزال عديمة التجربة.وكبرت المسؤولية على الأب ووجد صعوبة في تلبية حاجيات بيته، ووجدت حليمة نفسها مكرهة على مسايرة، الإكراهات المادية الصعبة وبدأت المشاكل تطفو على سطح حياتهما الزوجية، ويوما عن يوم، بدأت الهوة تتسع إلى أن كبرت. واضطر الزوج بعد عجزه عن مواصلة الحياة مع زوجته، إلى الانسحاب. وتعبت حليمة من الانتظار، واضطرت إلى العودة إلى بيت والديها والخروج إلى العمل في الحقول لتلبية حاجيات ابنيها. وكانت مثار اهتمام الرجال، سيما أنها ما زالت في ريعان شبابها، تمتلك كل مقومات الإعجاب والإثارة. وظلت مثار تتبع الشباب على الخصوص، ولم تكن تجد إحراجا في الكلام الفاحش، الذي كان يشنف أسماعها، بل كانت تجد فيه متعة كبيرة تعوضها مؤقتا، على الحرمان والنقص العاطفي، الذي تعانيه جراء هجر زوجها.وظلت وحيدة وبعيدة عن دفء الفراش وحميمية النقاش لسنتين، وكان شاب يصغرها بسنة يسكن بجوارها يتتبع خطواتها ويترقب قدومها، وكان يرسل إليها الإشارات. وظلت مهتمة به إلى أن حصل أول لقاء وتلته لقاءات عديدة، وحصل الاتفاق وربط معها الاتصال. وكان بمثابة قطرات المطر التي أحيت الزرع بعد طول جفاف، وارتوت أرضها وأينعت من جديد واخضر عودها، واستحلت ذلك وداومت على اللقاءات التي كانت تتم في سرية تامة. وحملها من الشاب جعلها تفكر في التخلص من الجنين، فاختفت عن الأنظار إلى حين الوضع، حيث دفنت الصبي، وعادت إلى ممارسة حياتها بشكل طبيعي. ووصل خبرها إلى القائد، الذي أمر بمثولها أمامه. وأنكرت أي علاقة لها بما وصل إلى علمه، لكنه عرضها على طبيب المركز، فأكد أنها حديثة الوضع. وبعد استنطاق واستجواب، انهارت وصرحت أنها كانت على علاقة مع شاب تسبب في حملها. ولما اقترب أوان وضعها، اختفت عن الجيران، لكن الجنين ولد ميتا، فخافت من تبعات ذلك، ودفنته في أحد أركان المنزل. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

جرائم الأصول : دفنت وليدها درءا للفضيحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرائم هزت البيضاء : ليـــلـــة الملــثـــمـــين

محكيات أحمد الطالبي : جوازي في يدي والرحلة إلى فرنسا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات