انعقدت، أخيرا، بالبيضاء، النسخة الرابعة من مؤتمر يوم المستهلك المغربي الذي تنظمه جريدة "كونسونيوز" بشراكة، هذه السنة، مع وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية. وعرف هذا الحدث السنوي الهام، مشاركة ممثلين من القطاعين العام والخاص، لإبراز أهمية الأوراش الاجتماعية في المغرب والدور الذي يمكن أن تلعبه الشركات الكبرى في هذا الإطار. ويأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي في سياق يتميز بورش الإصلاح الاجتماعي الذي أطلقه الملك محمد السادس، ومكنت النقاشات من تسليط الضوء على الإنجازات في هذا المجال، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها آثار أزمة "كوفيد 19"، مثل معدل التضخم الذي وصل 8 في المائة ومعدل البطالة البالغ 12 في المائة والزيادة الملحوظة في نسبة الفقر، حسب ما جاء في بلاغ توصلت "الصباح" بنسخة منه. و أكد نبيل توفيق، مؤسس يوم المستهلك المغربي، في كلمته الافتتاحية، أهمية المشاريع الاجتماعية الجارية وتأثيرها على حياة المواطنين، كما أبرز الدور الحيوي للقطاع الخاص في دعم مجهودات الدولة من خلال المشاركة الفاعلة في إقامة مجتمع تضامني ودامج. وتميزت التدخلات بتنوع وجهات النظر، إذ قدم المشاركون العديد من المعطيات الدقيقة عن المشاريع الاجتماعية التي تسمح بمناقشة مجموعة واسعة من المواضيع، وبالتالي تغطية جميع الأسئلة المتعلقة بالإصلاح الاجتماعي والدور المنوط بالشركات الكبيرة في هذا الصدد، مثل تعميم التغطية والتأمين الصحي والأطر القانونية المتعلقة بذلك، والاحتياجات المالية واللوجستية والبشرية المرتبطة بهذا الورش الكبير. كما تمت مناقشة تمويل الشركات والاستثمار العام والخاص والأثر الاجتماعي لكل من هذه الرافعات الاقتصادية، بالإضافة إلى نماذج عملية من الشركات لتوضيح كيف يمكن للعمل الاجتماعي أن يكون جزءا من عملية الإنتاج وتصميم المنتج نفسه. ولتقديم وجهة نظر محايدة للمحاور المناقشة، عرف اليوم الدراسي مشاركة خبراء في المسؤولية الاجتماعية للشركات، واقتصاديين، كما أغنت تدخلات الحضور النقاش.