شباب اقتحموا قطاعا محظورا إلى عهد قريب شرعوا في عرض ثمار عملهم كانت الصناعات التكنولوجية بشكل عام، والطائرات المسيرة أو ما يعرف بـ "الدرونات"، مجالا محظورا على الدول النامية، غير أن النفس الجديد الذي انطلق في المغرب صناعيا، ودخول الدولة في شراكات إستراتيجية مع القوى العظمى، حفز مجموعة من الشباب على تأسيس شركاتهم واقتحام هذا القطاع الواعد. وبدأت ثمار الأمل في المستقبل، الذي آمنت به مجموعة من الشباب، وتعبوا من أجل تأسيس شركاتهم بالمغرب، والعمل لسنوات في التطوير والتصميم، تمخض عنها أول درون مغربي الصنع مائة في المائة، يقف وراءه شابان طموحان، يرتقب أن يكونا أول فريق مغربي يطور تكنولوجيا عالية الجودة، متمثلة في تصميم وتطوير وصناعة أول درون مغربي، مكلف بمهام الاستطلاع، ويمكن استعماله من قبل قطاعات مختلفة، منها الفلاحة والتعمير وغيرهما. وتشارك الدرون المغربية في المعرض الدولي للطيران بباريس، إذ ستعرض شركة "أيرو درايف" المغربية أول منتوج لها، عبارة عن طائرة مسيرة مدنية، ضمن فعاليات معرض "لوبورجي" الفرنسي للصناعات الجوية والفضائية، الذي يعد أحد أهم المعارض العالمية في هذا المجال. وليس من السهل امتلاك صناعة الطائرات المسيرة، سواء تعلق الأمر بالدول أو الشركات الخاصة، إذ غالبا ما تسيطر الدول المصنعة على الأسواق، وتحاول قدر الإمكان احتكار المعرفة التقنية، خاصة أن هذه الطائرات يمكن تطويرها واستعمالها لأغراض عسكرية، وهو ما يثير تخوفات الدول المصنعة، ولا يتم نقل تلك التقنيات إلا بعد دراسة عميقة، إذ لحدود الساعة تعرف أمريكا والصين وتركيا وإسرائيل ودول أخرى، على أنها محتكرة هذه التكنولوجيات المعقدة، وتسيطر تقريبا على السوق الدولية، في ما يتعلق بهذا النوع من الصناعات. وظهرت هذه الصناعات في المغرب بعد توقيعه على مجموعة من الاتفاقيات الصناعية والعسكرية، التي سمحت له بالتفكير في تصنيع مثل هذه المنتوجات، غير المتاحة للجميع، ويعتمد على مجموعة من الشباب المقاولين خريجي جامعات مغربية مرموقة، من قبيل الجامعة الدولية بالرباط وجامعة بنكرير، إذ دخلت هاتان الجامعتان في المناخ الاقتصادي المغربي، وتحاولان مواكبة طموحات الدولة، في تكوين قاعدة من الشباب المبتكرين، الراغبين في تأسيس شركاتهم في صناعات معقدة. ولا يقتصر الأمر على شركات القطاع الخاص، بل ظهرت في الأيام الأخيرة، طائرة مسيرة عسكرية انتحارية، صنعت في المغرب من قبل فرع شركة إسرائيلية بالمغرب، وشارك في إخراجها للوجود شباب مغاربة، وهو ما يظهر شغفا كبيرا لدى المغرب وشبابه في امتلاك صناعات نوعية، ستغير ملامح التصنيع في المملكة. عصام الناصيري