«جمعية حبر» اختارت تنظيم معرض وورشات للرسم لجعل النساء يكتسحن المجال تعزيز المساواة بين الجنسين، لا ينبغي أن يبقى حبيس الندوات أو منحصرا في ميدان الحياة اليومية، بل يتعدى الأمر إلى أن يصبح رهانا يمتد إلى الفن والإبداع والترفيه. ولأنها استحقت دخول نادي "قافزين" عن جدارة، لما تميزت به مبادراتها غير المسبوقة، كان لا بد من تسليط الضوء على "جمعية حبر" بالبيضاء، تشجيعا لجنود الخفاء بها على ما بذلوه من مجهودات جبارة، بعد أن استطاعوا تسخير العمل الجمعوي لإطلاق مبادرات ذات أهداف وقيم نبيلة لابتكار طريقة، لزرع قيم التعايش والمساواة بين الجنسين وسط المجتمع المغربي، وإزالة التحديات والعراقيل الناشئة عن أحكام القيمة. ماهية المبادرة فتحت "جمعية حبر"، الأحد ما قبل الماضي، زمالة الكاريكاتير النسائي 2023 بشراكة مع مؤسسة "هاينريش بول المغرب" وبدعم من "فابير كاستل". وهي دورة تكوينية لفائدة النساء المغربيات اللواتي يعشقن رسوم الصحف والكاريكاتير ويرغبن في امتهان هذا الجنس الصحافي والإبداع فيه فنا من الفنون الجميلة. وستستفيد 12 مشاركة طيلة ثلاثة أشهر تحت إشراف فنانين ومتدخلين بارزين، من ورشات ولقاءات تواصلية تغني رصيدهن الفني والمعرفي، متمثلة في أنشطة حضورية وافتراضية عن بعد، ثم ستختتم الدورة بشهر إضافي تدريبي في أحد أعرق المنابر الإعلامية، لتمكين المشاركات من فرصة الاندماج في الحقل الصحافي، كما سيتم تنظيم معرض لرسوم الصحف في اليوم الختامي لتقديم المشاركات باعتبارهن فنانات رسميات. وتعتبر أشغال الزمالة التي مناسبة للاحتفاء بفن الكاريكاتير الصحافي النسائي في المغرب، فرصة أيضا لتكوين مجموعة من الشابات المغربيات، من أجل تنمية وتطوير مهاراتهن وتزويدهن بالمهارات والآليات اللازمة ليصبحن فنانات ناشطات في منابر وطنية ودولية لتعويض النقص الكبير في ولوج النساء لهذا المجال، وحتى لا يبقى هذا الفن النبيل محصورا على الذكور، باعتبار أن المغرب عرف في تاريخه الممتد رسامة صحافية وحيدة، كما هدف البرنامج لتشكيل نخبة من النساء النشيطات في قضايا التنوع الاجتماعي واللا مساواة بين الجنسين، من خلال أعمالهن لتوصيل صوت النساء عبر النساء. لكل مجتهد نصيب استطاعت "جمعية حبر" أن تبصم على حضور قوي ومتميز في ميدان العمل الجمعوي الجاد، بعيدا عن الشعارات الفارغة والتصنع والبحث عن "البوز"، ما أكسبها احتراما جعل صيتها يتجاوز البيضاء لتنال الاعتراف والإشادة على المستوى الجهوي والوطني والدولي، لدورها الكبير الذي تقدمه لفائدة الصالح العام. ورغم أن "جمعية حبر"، جمعية ثقافية حديثة النشأة تهتم برسوم الصحف والكاريكاتير، إلا أنها استطاعت من خلال تنظيم زمالة الكاريكاتير في نسختيها الأولى والثانية الحصول على العلامة الكاملة بعد تحقيقها نجاحا مميزا، إذ أن الدافع الأول من النسختين تعويض النقص الكبير للتمثيلية النسوية في مجال رسوم الصحف والكاريكاتير، إذ قبل النسختين لم تكن فقط إلا رسامة وحيدة. ومن المبادرات غير المسبوقة التي نجحت "جمعية حبر" في تنظيمها، النسخة الأولى من أيام الكاريكاتير النسائي 2022، بشراكة مع مؤسسة "هاينريش بول المغرب"، ومركز الفنون الأمريكي بالبيضاء، وبدعم من جمعية حقوق وعدالة، إذ تم إطلاق مجموعة من الأنشطة الفنية والعلمية ذات الإشعاع الوطني والدولي عبر تنظيم معرض لأعمال رسوم الصحف وورشات تستهدف شباب المجتمع المدني بالمركز نفسه، وكذلك تنظيم ندوات أكاديمية موجهة لطالبات وطلاب الجامعات بمشاركة الرسامات المتخرجات حتى تعم الفائدة، إضافة إلى معرض يحمل عنوان "نوبتك في الشقا" يدعو المجتمع المغربي لتحقيق المساواة بين الجنسين على مستوى أشغال البيت. محمد بها غرس قيم التعايش والتكامل اختارت الجمعية طريقة الدفاع عن المساواة بين الجنسين بأسلوب فني لغرس قيم التعايش والتكامل وسط المجتمع المغربي ونبذ الفكر الذكوري الذي يقضي على الكفاءات النسائية. وأوضح عبد السلام أطالب، منسق مشروع زمالة الكاريكاتير النسائي، أن هذه المبادرة التي تأتي في نسختها الثالثة تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للجمهور، حيث تتناول مجالا يهيمن عليه الرجال بشكل رئيسي. وأضاف أطالب في بلاغ ل"الصباح"، أن اللجنة المنظمة فخورة بأن تكون أول من يقدم مثل هذا التدريب الذي صمم خصيصا للنساء المغربيات، لاستكشاف عالم الكاريكاتير الصحافي. وتأتي مبادرة "زمالة الكاريكاتير النسائي" في وقت يعاني فيه المغرب كباقي دول العالم خصاصا كبيرا في التكوين في مجال رسوم الصحف والكاريكاتير، سواء على صعيد المؤسسات التعليمية التي تدرس الصحافة أو المؤسسات التي تدرس الفنون الجميلة باعتباره فنا وجنسا صحافيا.