منصة للتعبير عن آرائهم في القضايا الراهنة والانفتاح على صانعي القرار ما تزال الحكومات المتعاقبة في المغرب ومؤسسات صناعة القرار، غير قادرة على الوصول إلى فئة عريضة من الشباب، من أجل الاستعانة بآرائها في مجموعة من المخططات، إذ تكتفي جل المبادرات بإجراء استطلاعات أو لقاءات محدودة، لا تفي بالغرض في استقراء آراء هذه الفئة، التي تعتبر رهان المستقبل. وبما أن التواصل مع الشباب لا يجب أن يكون موسميا ومناسباتيا، ويحتاج أي مسؤول لقناة مفتوحة مع الشباب، من أجل استقراء آرائهم حول القضايا الراهنة، فإنه تقرر إطلاق منصة "يو ريبورت موروكو"، التي ترعاها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف). وفي الأسابيع القليلة الماضية، انتهت المنظمة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، من وضع اللمسات الأخيرة على المنصة، وإطلاقها في حفل رسمي بدار الشباب الهرهورة، وستكون فرصة للشباب المغربي للتعبير بحرية عن مختلف الأفكار والمقترحات والتظلمات حول كل القضايا التي لهم بها علاقة مباشرة، أو غير مباشرة. وتمكن المنصة الرقمية، التي طورتها "اليونسيف"، على المستوى العالمي، وتعمل في أكثر من 90 دولة حول العالم، من المشاركة في النقاش العام، حول القضايا التي تهم حياة الشباب ومحيطهم، بطريقة فعالة لا تتطلب المرور بالقنوات التقليدية البيروقراطية. وتكون مشاركة الشباب في هذه المنصة، على شكل استطلاعات تعرض عليهم، وتتم تعبئتها من قبل الشباب من هواتفهم في أي مكان وجدوا فيه، ويتم تجميع تلك المعطيات على أن يتم الاشتغال عليها وعرض نتائجها، من أجل التعرف على توجهاتهم، وجعلها بنك معطيات وبيانات قصد مساعدة الفاعل السياسي والمؤسساتي في عمله، وعدم التصادم مع الأمور التي يختلف معها الشباب، وإذكاء الآراء والتوجهات التي يميلون إليها بشكل أكبر. وحسب "ممثلة اليونيسيف" في المغرب، فإن المنصة سهلة الاستخدام لجذب اليافعين والشباب، وخاصة المراهقين، للتعبير عن القضايا المثيرة للاهتمام في الحياة اليومية، مبرزة أن المنصة مهمة في استقصاء آراء الشباب ووجهات نظرهم حول السياسات قيد التطوير، وأخذها بعين الاعتبار من قبل أصحاب القرار، باعتبارهم فاعلين إيجابيين ومنخرطين في تنمية البلاد. وتهدف المنصة إلى تعزيز روح المواطنة والمشاركة في الشأن العام، في وقت تسود في المغرب فكرة، مفادها أن السياسة وصناعة القرار حكر على بعض المؤسسات، وأنه ليس هناك انفتاح وفق ما تقتضيه المرحلة على مختلف الشرائح، خاصة إذا كانت تلك السياسات ستؤثر على حياتها في الحاضر أو المستقبل. عصام الناصيري