معرض الكتاب… حصاد الثقافة

فعاليات التظاهرة مستمرة بتنظيم لقاءات وتقديم إصدارات جديدة تستمر، اليوم (السبت)، فعاليات الدورة 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، بتنظيم لقاءات وتقديم إصدارات جديدة. ومن المترقب أن يكون زوار المعرض على موعد مع تقديم عدة إصدارات منها "عبد الرحمان اليوسفي: دروس من التاريخ"، لادريس الكراوي، و"30 يوما للعثور على زوج" لفؤاد العروي، وأيضا ندوات منها "تجديد النظر إلى الشعر العربي (في الذكرى المائوية لميلاد نازك الملائكة)". وفي فقرة مسارات سيتم رصد تجربة ابراهيم الخطيب في النقد والترجمة، ومسار الأديبة والروائية خناثة بنونة. احتفاء خاص بـ"سيدة المسرح" فنانون وأدباء يستعيدون "ثريا جبران... الأيقونة" عن منشورات وزارة الثقافة اجتمع مثقفون وفنانون وسياسيون وغيرهم، مساء أول (الخميس)، بقاعة رباط الفتح بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 28، لتخليد ذكرى الراحلة ثريا جبران، واكتشاف إصدار جديد يسلط الضوء على ذاكرتها، من خلال مجموعة من المقالات والدراسات والشهادات، تبرز المسار الفني الحافل، الذي بصمت عليه الراحلة في خدمة الفن والإبداع في المغرب. وشهدت القاعة ذاتها، احتفاء بـ"سيدة المسرح المغربي"، من خلال تقديم كتاب بعنوان "ثريا جبران... الأيقونة" عن منشورات وزارة الشباب والثقافة والتواصل، أشرف عليه عدد من الفنانين والأدباء المغاربة، ويتعلق الأمر بالكاتب محمد بهجاجي والصحفي حسن نجمي، والشاعر نجيب خداري، والفنان التشكيلي عبد الله الحريري، والفنان المسرحي حسن النفالي، والمخرج عبد الجبار خمران. وقال مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن الإصدار الجماعي " ثريا جبران... الأيقونة" يعد شهادة في حق الراحلة باعتبارها فنانة مناضلة، ووزيرة سابقة للثقافة، نظرا للاهتمام الإنساني والاجتماعي الذي كانت توليه للفنان المغربي، مبرزا أن الوزارة تعمل على النهج نفسه تجاه الفنانات والفنانين المغاربة. وأضاف الوزير في كلمة له خلال الحفل، أن فكرة تأسيس مؤسسة بالنسبة إلى الفنان المغربي، مبنية في الأصل على الإرث الذي تركته الفنانة الراحلة جبران، خلال فترة تقلدها مسؤولية وزارة الثقافة. وعرف الحفل تقديم مجموعة من الشهادات في حق الراحلة، من الذين تعاملوا معها واشتغلوا إلى جانبها، والتي أبرزت الخصال الحميدة التي كانت تتصف بها الفنانة ثريا جبران على المستوى الإنساني، في تعاملها مع باقي الفنانين. كما سلطت الشهادات الضوء على الفترة التي قضتها ثريا جبران على رأس وزارة الثقافة، حيث كان لها الفضل في إنجاز العديد من الأوراش والمشاريع الثقافية، التي تسعى لتحسين وضعية هواة المسرح والفنان المغربي بشكل عام. يشار إلى أن كتاب "ثريا جبران... الأيقونة"، اشتغل عليه أعدت حوله 115 مساهمة من مقالات ودراسات وشهادات من عدد من محبي ورفقاء درب ثريا جبران، إضافة إلى 300 صورة من الأرشيف الشخصي والعائلي للفنانة الراحلة، الذي يؤرخ لفترات مميزة من حياتها المهنية والشخصية. إيمان رضيف أدونيس: العرب يعيشون بين هويتين كان جمهور الشاعر والناقد السوري "أدونيس"، صباح أول أمس (الخميس)، في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، على موعد معه، في لقاء نظم للحديث عن مؤلفه المشترك "Ainsi parle Adoniada» مع الفنان التشكيلي المغربي أحمد جريدة. واعتبر أدونيس أن مؤلفه المشترك "مشروع منخرط في هم ثقافي متشعب يهتم بالعلاقة بين الذات والآخر، نحن العرب والآخر الغربي منذ القديم. قال أدونيس في اللقاء ذاته إن العرب يعيشون اليوم بين هويتين، هوية الاستعادة لما مضى وهوية الاستعارة من الخارج، مشيرا إلى أن ما تكتبه المرأة العربية الشابة اليوم، أكثر أهمية مما كتبه الرواد. وتساءل أدونيس عن سبب الاستسلام الكلي للفنان العربي للمبادئ وللحدود التي رسمها عصر النهضة، مضيفا أنه حتى الأوربيون حاولوا أن يخرجوا من هذه الحدود، لكن "نحن العرب مازلنا تابعين للوحة كما رسمها عصر النهضة". ومن جانبه، قال أحمد جريدة، الفنان التشكيلي، إن «Ainsi parle Adoniada» يشبه المحيط، "يبدو فيه أدونيس مثل ملاح، تارة هادئا، وتارة في إعصار جامح وزوابع من المعاني، في الوقت الذي يبدع المعاني في كلماته أقوم بتحويل تلك المعاني إلى شكل، لأستودع بعد ذلك الرسوم بين يدي المتلقي". ومن جهته، اعتبر عبد الرحمان تنكول، ناقد وأكاديمي، أن الإصدار يعتبر "شعرا وعملا تشكيليا"، مؤكدا أنه يمزج بين الحكمة، والتصوف، والفلسفة ليحدث تساؤلا وقلقا لدى القارئ. إ.ر ولعلو ..."من قطب إلى آخر" احتضنت قاعة "رباط الفتح"، أول أمس (الخميس) بالمعرض الدولي للنشر والكتاب لقاء لفتح الله ولعلو، فاعل سياسي واقتصادي ووزير سابق لتقديم أحدث إصداراته بعنوان "من قطب إلى آخر". وقال ولعلو خلال اللقاء ذاته إن إصداره بمثابة تسليط الضوء وتحليل حول معطى جديد للجيوسياسي من خلال تناول أحداث تاريخية ووقائع اجتماعية واقتصادية للقطبين العالميين. وأوضح ولعلو أن كتابه يعد مقارنة للقطبين بالرجوع إلى القرن العشرين بين قوتين تنتميان إلى الحضارة نفسها ويتعلق الأمر بالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي سابقا، وأيضا في القرن الواحد والعشرين بين دول تنتمي إلى حضارات مختلفة (أمريكا والصين). واعتبر ولعلو أن من بين المحاور الأساسية لمؤلفه الجديد أن المقارنة بين القطبين خلال القرن العشرين كانت منطقية وإستراتيجية وانتهت خلال الثمانينات باختفاء الاتحاد السوفياتي سابقا، بينما خلال القرن الواحد والعشرين كان الأمر مختلفا عن السابق، موضحا "بالنظر إلى أننا في عالم معقد». وأكد ولعلو خلال اللقاء ذاته أن من بين المحاور التي تناولها مؤلفه الجديد قراءة وتحليلا لكيفية تجاوب المغرب ودول البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا وباقي الدول العربية، مع هذا المعطى الجديد المتمثل في هيمنة هذا القطب على العالم على الأقل خلال الأربعين سنة المقبلة. واسترسل ولعلو قائلا "إن العالم اليوم تهيمن عليه العولمة ليس فقط في الجانب الاقتصادي، بل حتى التكنولوجي والاستراتيجي والثقافي، ولهذا يتعين علينا نحن أن نجد أسئلة لمختلف التغيرات"، مضيفا أنه ينبغي على أوربا أن تأخذ بعين الاعتبار القطب الجديد حتى يكون هناك توازن على الصعيد العالمي. «أتمنى أن تنخرط أوربا معنا في إحداث قطب ثالث متوازن"، يقول ولعلو، مشيرا إلى أنه " دورنا اليوم حتى نتكيف ونتحد مع هذا المعطى". يذكر أن ولعلو سبق أن أصدر عدة أعمال في مجالات الاقتصاد والسياسة والمالية والعلاقات الدولية منها "الصين ونحن». أمينة كندي "الأدب الحديث بالجنوب"... الدينامية أجمع المشاركون في ندوة بعنوان "الأدب الحديث بالجهات الجنوبية" على أنه يعرف نوعا من الدينامية، حيث تم تسليط الضوء على مجموعة من الأسماء التي أغنت المكتبة الوطنية والعربية، كما فرضت نفسها في مكتبات أجنبية من خلال أعمال ناطقة بالفرنسية. ومن بين المحاور التي تطرق لها المشاركون خلال الندوة ذاتها اختيار كاتبات من الصحراء المغربية الإبداع الأدبي بالفرنسية، ما يطرح التساؤل إن كان أدبا فرنسيا أو أدبا عربيا ناطقا بالفرنسية، حسب المشاركين. وقال بوزيد العلي في كلمته خلال الندوة، التي احتضنتها قاعة شالة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب إن الكاتبة سعاد ماء العينين، التي صدرت لها أعمال سردية بالفرنسية، ولدت بفرنسا وعاشت بعد سنوات بالمغرب، إلا أن ما يميز كتاباتها أنها تكتب بالفرنسية وتفكر بالحسانية. وأوضح بوزيد أن العملين الإبداعيين "بين الضفتين" و"أزهار الرمال" كتبا بالفرنسية لكن أفكارهما نابعة من بيئة حسانية، موضحا "إن التيمات كلها تقريبا من صميم الصحراء بدءا من تسمين المرأة "التبلاح" ومرورا بالزي الحساني الملحفة ورمزيتها داخل القصص وانتهاء بأمور أخرى تتعلق بتمثلات أهل الصحراء حول المرأة بما فيها إحدى الصالحات، وأيضا دور المقاومة في الاحتلال الفرنسي». وتوقف المشاركون خلال اللقاء ذاته عند دور تطبيقات التواصل الاجتماعي والأنترنت في توجيه الناشئة، الأمر الذي قال عنه بوزيد العلي "أعتقد أنه في المناطق الجنوبية لا توجد مؤشرات يمكن اعتمادها في ما يتعلق بترويج الأدب عبر الوسائط الرقمية"، مضيفا "صحيح هناك مبادرات حقيقية في العالم الافتراضي لمجموعة من القارئات من مختلف الجهات اللواتي تابعت أنشطتهن وكنت ضيفا أيضا على تلك المبادرة، وهذا مهم للغاية فهو يشجع على القراءة لأننا لا نستطيع أن نضمن كاتبا جيدا إذا لم يكن قارئا جيدا». وشدد العلي على أهمية استثمار الأنترنيت، موضحا أن هناك ناديا افتراضيا في المغرب للطلبة والباحثين والشغوفين بالأدب الإسباني بتعاون بين معهد "سيرفانتيس" وجامعة ابن زهر ، حيث يتم وضع شروط للقراءة في مدة محددة وإرسال اسثمارات إلى المشاركين لتعبئتها في المدة المحددة لذلك والإجابة عن أسئلة تهم الكتب المقروءة. أ. ك برادة: النقد يقوي ملكة الإبداع < أعتقد أن نشر أعمالي الروائية السابقة، يتوخى الوصول إلى قراء جدد، لأن روايتي الأولى «لعبة النسيان» نشرت سنة 1987. وقد جرت مياه كثيرة منذ ذلك التاريخ. من هذه الزاوية، يمكن القول إن نشر روايات ينتمي كاتبها إلى جيل ستينات القرن الماضي، يقصد إلى ربط الصلة مع قراء جدد ينتمون إلى الفترة الزمنية الراهنة. وهذه أحسن وسيلة لاختبار قيمة تلك الروايات، وهل ما تزال قادرة على أن تجد تجاوبا لدى جمهور مغربي يعيش في سياق سياسي واجتماعي وثقافي مختلف عن القرن الماضي؟ ذلك أن الرواية الفنية تطمح إلى مخاطبة الشعور والعقل في أبعادهما الشاملة. < على الرواية أن تستوحي الموضوعات التي تخاطب القارئ على امتداد عقود زمنية طويلة، لذلك هي ليست أعمالا «كاملة»، فقد يستيقظ شيطان الرواية بأعماقي إذا كانت هناك تجربة متميزة، رغم أنني بلغت من السن عتيا. < طبعا يمكن المزاوجة بين الإبداع وممارسة النقد الأدبي. ذلك ان الروائي يتوفر على حس نقدي يتجلى من خلال اختياره للغة التي يكتب بها، والشكل الفني الذي يلجأ إليه، وأيضا يتجلى بوضوح من خلال الحوارات التي يدلي بها إلى الصحافة والتلفزيون والإذاعة. كل مبدع ينطوي على تصور معين للأدب ينعكس على اتجاهه في الابداع. بالنسبة إلي، درست الأدب في جامعة القاهرة وكان علي أن أكسب قوتي من التدريس في كلية الآداب. وعند ممارسة التدريس، لا بد من ممارسة النقد للتمييز بين النصوص والاتجاهات. لقد وجدت أن النقد يقوي ملكة الابداع، ويساعد على فهم تجليات الرواية في الآداب العالمية، لكن بطبيعة الحال، لا بد من التمييز بين ممارستنا النقد وممارستنا للإبداع. أجرت الحوار: إ.ر * روائي وناقد

معرض الكتاب… حصاد الثقافة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شبهة تبديد تطارد جهة سوس

صابحي وتكريم السينمائيين

مقالات ذات صلة