شابات طفن شفشاون ووزان وطنجة بالأزياء التقليدية لبث الروح فيها من جديد في وقت كان الصناع التقليديون في قطاع الملابس والحلي، وغيرهم من العاملين في مجال التراث، يدقون ناقوس الخطر، بسبب تراجع الإقبال على مجموعة من الأزياء والحلي، عادت هذه الرغبة دون سابق إنذار إلى نفوس المغاربة، وخاصة الشباب، الذين أصبحوا مهتمين أكثر من أي وقت مضى بتراثهم وثقافتهم وحضارة أجدادهم. ويمكن رصد هذه الموجة الشبابية من خلال مؤشرات عديدة، أبرزها المشاركات الشبابية في إحياء شهر التراث، إذ ساهم الشباب في مدن مختلفة في إحياء مئات الأنشطة، التي لها علاقة بالتراث. ومن الأنشطة التي لفتت نظر الكثير من المغاربة، "مواكب الحايك"، الذي نظم بمختلف المدن المغربية، سواء تعلق الأمر بطنجة أو مكناس أو شفشاون وغيرها من المدن، وقبل أيام فقط نظمت جمعية سفراء البيئة والتنمية المستدامة، موكب "الحايك الوزاني"، انطلاقا من ساحة الاستقلال قرب "المكانة"، مرورا بحي الجموعة وصولا إلى مقر الزاوية الوزانية و ضريح مولاي عبد الله الشريف، وتخللت الموكب صيحات تردد الصلاة على النبي والزغاريد، احتفاء بهذا الموروث العريق، من قبل الشابات المشاركات. وليست الشابات الوزارنيات فقط من أثرن إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت صور موكبهن على نطاق واسع، بل ينطبق الأمر نفسه على شابات طنجة وشبابها، الذين قرروا ارتداء القفطان النسائي و"الجبادور" الرجالي، وتأجير حافلة سياحية مفتوحة على الهواء الطلق، وقاموا بجولة في المدينة، والهدف دائما من وراء هذه المبادرات، ترسيخ الهوية الوطنية بمختلف مكوناتها، والتصدي لبعض الجهات والشركات الأجنبية، التي تستغل عدم اهتمام جزء من المغاربة بتراثهم، إذ تقوم بسرقته وتسجيله باسمها في تحد للواقع والتاريخ. ويساهم شهر التراث في بث الروح من جديد في المقومات الثقافية والحضارية للمغرب، إذ تسطر الوزارة برنامجا وطنيا وبرامج جهوية وإقليمية، يتم خلالها تنظيم مختلف الأنشطة الثقافية، من ندوات فكرية وأخرى تعريفية بالتراث المادي واللامادي، إضافة إلى افتتاح متاحف، وتأهيل المباني التاريخية وغيرها من الأنشطة. وتحتفي وزارة الثقافة سنويا بشهر التراث، الذي يمتد ما بين 18 أبريل، الموافق لليوم العالمي للمباني والمواقع، و18 ماي الذي يخلد اليوم العالمي للمتاحف. وقد دأبت الوزارة على تسخير هذه التظاهرة لتنظيم العديد من الأنشطة، التي تستهدف تعزيز الوساطة الثقافية وتقريب مضامين وقضايا وانشغالات التراث الثقافي من عموم المواطنين. عصام الناصيري