شباب يفتحون جسرا أمام الكفاءات المغربية للعودة من أجل المساهمة في نهوض المملكة دائما ما يتناول الإعلام والمنتديات الفكرية موضوع هجرة الأدمغة، ويوصف بأنه معضلة كبرى تستنزف المملكة من طاقاتها الإبداعية المكونة، لكن في الآونة الأخيرة أصبحنا أمام هجرة عكسية للأدمغة، والكفاءات المغربية الشابة حديثة التخرج من الجامعات الفرنسية، والتي ترغب في المساهمة في النهوض بالتنمية داخل المملكة، فضلا عن وجود مناخ اقتصادي يشجع إلى حد كبير على العودة. ومن أجل تيسير هذه العودة، هناك من يقوم بخطوات عملية لإنجاحها، ومن النماذج الرائدة في هذا الصدد، المنتدى السنوي "آفاق المغرب"، الذي تنظمه جمعية الطلاب المغاربة بالمدارس العليا والجامعات بفرنسا المعروفة بـ "AMGE، والتي تجمع مئات الطلبة المغاربة وغير المغاربة، بالمقاولات المغربية وأخرى مستقرة في المغرب، وإضافة إلى مقاولات إفريقية، بهدف توقيع عقود عمل معها والانتقال إلى الضفة الأخرى من المتوسط والقارة الإفريقية، أو على الأقل إطلاعهم على الفرص المتاحة في المغرب، وتزويدهم بآخر المعطيات التي تمكنهم في المستقبل من اتخاذ قرار العودة. ويرتقب أن تعقد الدورة السابعة والعشرون من المنتدى السنوي "آفاق المغرب"، في فضاء "شامبيريت" بباريس، في الرابع من يونيو المقبل، تحت شعار "قم بتوسيع آفاقك، استهدف إفريقيا"، وسيكرم المنتدى للسنة الرابعة على التوالي إفريقيا، بدعوة عدد من شركات القارة، بهدف تسهيل لقائهم مع الطلبة وحديثي التخرج والمديرين الباحثين عن فرص عمل جديدة. ويرتقب أن يستقبل المنتدى ما يقارب 60 شركة، و2500 زائر، ويتم إجراء حوالي 500 مقابلة، بحضور مئات مديري الموارد البشرية من المغرب وخارجه، وهو ما يجعل المنتدى أكبر منتدى للتوظيف في أوربا الموجه لإفريقيا. وستجد الشركات التي ستزور المنتدى، أمامها أمام مئات المواهب الراغبة في التوظيف أو التدريب، والتي تتوفر على تكوين عالي الجودة، إذ أن جل الخريجين تلقوا تكوينهم في المدارس والجامعات الفرنسية المرموقة. ويبدو أن جمعية الطلاب المغاربة بالمدارس العليا والجامعات بفرنسا، المعروفة اختصارا بـ "AMGE، استوعبت فكرة إعادة الكفاءات إلى بلدانها الأصلية، من أجل المساهمة في النهوض بالتنمية داخلها منذ أزيد من عقدين، غير أن الظروف اليوم أصبحت أكثر نضجا من أجل توسيع أنشطتها، وتشجيع الطلبة وحديثي التخرج من جهة، والمقاولات المغربية والإفريقية من جهة ثانية، على دخول أكبر عدد من الكفاءات العالية إلى أرض الوطن. عصام الناصيري