طلب عروض لخوصصة خدمات الإنعاش والتخدير بطنجة يثير جدلا واحتجاجات أوقفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية صفقة عمومية لخوصصة قطاع الإنعاش والتخدير، تحمل رقم 09/2023 سبق للمركز الجامعي الاستشفائي محمد السادس بطنجة أن أطلقها، رسميا، وأثارت جدلا كبيرا في أوساط المهنيين. وتوصل المدير العام للمركز الجامعي، حسب مصادر "الصباح"، بتعليمات صارمة لصرف النظر عن طلب العروض الذي يهدف إلى طلب خدمات الإنعاش والتخدير من خارج المستشفى، وهي سابقة من نوعها بوزارة الصحة، واجهها نقابيون وهيآت تمثل تقنيي التخدير بحزم. وأعلنت الوزارة عن إبعاد هذه الصفقة العمومية، في صيغتين، الأولى تتحدث عن التوقيف النهائي، ثم صيغة أخرى تتحدث عن التأجيل، إلى حين التوصل إلى حل متوافق عليه مع جميع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية في قطاع الصحة على مستوى الجهة. وعقد مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة، سلسلة من لقاءات الحوار الاجتماعي مع النقابات الأكثر تمثيلية على المستوى الجهوي، تمحورت أغلبها على النقطة الخاصة بطلب العروض المتعلق بتفويت خدمات التخدير والإنعاش إلى القطاع الخاص، في إطار التدبير المفوض. والتزم مدير المركز الاستشفائي بتوقيف الإجراءات الإدارية القانونية، المتعلقة بطلب العروض المتعلق بتفويت خدمات التخدير والإنعاش إلى القطاع الخاص. وأعلنت إدارة المستشفى الجامعي، بعد أيام من تدشينه من قبل الملك ، عن طلب عروض تفويت خدمات التخدير والإنعاش إلى القطاع الخاص في إطار آلية التدبير المفوض. وحسب بوابة للصفقات العمومية، فقد وضعت إدارة المستشفى الجامعي بطنجة، بتاريخ 21 أبريل 2023، طلب عروض للاستعانة بمصادر خارجية لخدمات تقنيين في التخدير لصالح المركز الاستشفائي. كما حددت تاريخ انتهاء طلبات العروض في 18 ماي الجاري. وفي تفاعلها الفوري مع هذا التطور، اعتبرت النقابة الديموقراطية للشغل (ف.د.ش) مبادرة المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة "خطوة تكشف بشكل جلي زيف خطاب المسؤولين على القطاع وادعاءاتهم بالسعي الى النهوض بالقطاع الصحي وتثمين الموارد البشرية". وقالت النقابة، إن ما قام به مدير المركز الجامعي بطنجة "ليس إلا تكريسا للهجمة المسعورة التي تشنها وزارة الصحة على حقوق ومكتسبات رجال ونساء الصحة وبداية مسلسل فتح باب قطاع الصحة على مصراعيه أمام "الباطرونا"، ما يعنيه ذلك من فقدان الدولة لسيادتها على قطاع اجتماعي حيوي وحساس، وضرب خصوصية البيانات والمعلومات في قطاع الصحة ومن تدن في جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى". وعبرت النقابة الوطنية للصحة العمومية عن رفضها المطلق للمحاولات الهادفة إلى خوصصة القطاع وتفويته لأصحاب الرأسمال، ملتمسة من إدارة المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة السحب الفوري للإعلان السالف الذكر، على اعتبار أن مهنة التمريض تؤطرها عدة قوانين ومواثيق دولية معترف بها. يوسف الساكت