تصيب جزءا كبيرا من النساء وتأخر ظهور أعراضها يعرض صحتهن للخطر تعاني نحو 190 مليون امرأة وفتاة على مستوى العالم من "الانتباذ البطاني الرحمي"، أو ما يعرف ببطانة الرحم المهاجرة، وفقا أرقام صادرة عن منظمة الصحة العالمية، ومع ذلك يجد الأطباء المختصون صعوبة في تشخيص هذا المرض، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر بين بداية ظهور الأعراض والتشخيص وتحديد العلاج، مما يؤثر على صحة الكثيرات. مشكلة صحية شائعة عدم اكتشاف المرض منذ البداية يعقد مسار العلاج تعرف مشكلة بطانة الرحم المهاجرة، على أنها من المشكلات الصحية الشائعة بين النساء والفتيات في العالم. ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنه من الصعب تشخيص هذه المشكلة، بسبب تأخر أعراضها وتشابهها مع أمراض كثيرة. ورغم أن العلامة الأولى للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، هي الألم في الحوض أثناء الدورة الشهرية، إلا أن أعراضا كثيرة قد لا تظهر بوضوح إلا بشكل متأخر، مما يؤخر التشخيص وعلاج هذه الحالة. وتصيب بطانة الرحم المهاجرة ملايين النساء والفتيات في العالم، ممن هن في سن الخصوبة، وقد ترتبط بمشكلات أخرى، أو تسبب تأخر الحمل لدى النساء. ولا يعرف تحديدا العوامل التي تؤدي إلى هذه المشكلة الصحية، وقد ساد الاعتقاد أن التغييرات الهرمونية يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة. ويقول الأطباء إن تشخيص بطانة الرحم المهاجرة صعب، لأن أعراضها تتشابه مع أعراض أمراض أخرى تمر بها المرأة خلال أيام الدورة الشهرية. وعقب التشخيص الصحيح، يتم اختيار الطريقة العلاجية المناسبة لكل حالة، وطبقا للهدف المراد تحقيقه، إما بهدف تخفيف الألم أو لمعالجة تأخر الحمل أو لخفض الآثار السلبية، والمضاعفات الخطيرة الناجمة عن بطانة الرحم المهاجرة، واحتمال تأثيرها على الأعضاء الداخلية المحيطة بها. ويرى استشاريو الجراحة النسائية والتوليد وعلاج تأخر الحمل، أن البطانة المهاجرة هي الخلايا التي تبطن تجويف الرحم من الداخل، وأن الاضطراب يحصل عندما تهاجر تلك الخلايا إلى مناطق أخرى في الحوض، ويمكنها أن تصيب المبايض أو قناة فالوب، أو الأنسجة المحيطة، كالأمعاء والمثانة. ويعتقد في الوسط الطبي أن آليات حصول هذا المرض ما تزال مجهولة حتى الآن، لكن ثمة تفسيرات تربط هذا المرض بالتفاعلات التي تقع خلال الدورة الشهرية. ومن الطبيعي أن تكون الدورة الشهرية مؤلمة في بداية البلوغ، لكن في حال استمر الأمر لسنوات، وصارت مصحوبة دائما بآلام، فإن هذا الأمر قد يكون مؤشرا على المرض. ويرى الأطباء أيضا، أن هذه المشكلة الصحية، يمكن أن تكون سببا في تأخر الإنجاب، لهذا ينصح بألا يستبعد الزوجان هذا العامل، في مسيرة البحث عن مشاكل تأخرهما في الإنجاب. ويعتبر هذا المرض حميدا، لكن يمكنه أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال لم يتم الانتباه إليه منذ البداية، وغالبا ما يكون العلاج مستمرا وعلى مدى طويل، ما دامت لم تتوقف الدورة الشهرية لدى المرأة المصابة، والإيجابي في الوقت الراهن أن العلاجات تؤدي إلى أعراض جانبية، أقل مما كانت عليه في السابق. عصام الناصيري الحمل يخلص منها الدكتور الحارثي قال إن استمرار الألم خلال الحيض من أعراضها تعد بطانة الرحم المهاجرة، من المشاكل التي يمكن أن تعانيها المرأة في أي مرحلة عمرية، وهي من الأمراض المزمنة، لكن تأخير التشخيص يمكن أن تترتب عنه مشاكل صحية كثيرة. في هذا الحوار يقدم الدكتور يوسف الحارثي، اختصاصي في طب أمراض النساء والتوليد والطب الجنسي وأمراض الذكورة، بعض التوضيحات حول بطانة الرحم المهاجرة، والأعراض التي تعانيها المرأة، مشيرا إلى أنه من الامراض الصامتة في بعض الأحيان، قبل أن ينتقل للحديث عن الحلول الممكنة للحد من تأثيرات التصاق جزيئات بطانة الرحم في بعض أعضاء الجسم. في ما يلي التفاصيل: < في بادئ الأمر، لابد من الإشارة إلى بعض تفاصيل العملية الفيزيولوجية الطبيعية للدورة الشهرية، إذ في كل دورة ينسلخ الغشاء الداخلي للبطانة، ما يسبب بعض الآلام للمرأة، يختفي عادة بعد نزول الحيض، لكن في حالة بطانة الرحم المهاجرة، تنسلخ البطانة ولكن جزيئات منها تصعد إلى بطن المرأة وتلصق في بعض أماكن أخرى من الجسم، ما يسبب مشاكل صحية كثيرة، باعتبار أن تلك الجزيئات تصير مع مرور الدورات الشهرية، على شكل بطانات ثانوية، يمكن أن تفرز دما لا يتقبله الجسم، ما يسبب التهابات كثيرة. < تعتبر بطانة الرحم المهاجرة، من الأمراض المزمنة، لكن مضاعفاتها كثيرة، وقد تؤثر على المرأة بدرجة كبيرة، علما أن هذا المرض يصيب حتى المراهقات في سن مبكرة، من أجل ذلك لابد من استشارة الطبيب إذا كانت كمية دم الحيض غير طبيعية، أو كانت المراهقة تعاني آلاما حادة في كل دورة شهرية، من أجل التأكد إن كانت تلك الآلام طبيعية بالفعل، أم نتيجة مشاكل صحية. < تعتبر بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض الصامتة، إذ يمكن أن تعانيها المرأة لسنوات، لكن دون تظهر الأعراض، بينما في حالات أخرى تعاني المرأة أعراضا كثيرة ومؤلمة، أو أعراضا بسيطة قد تتحملها ولكن دون أن تدفعها إلى استشارة الطبيب. وغالبا ما يكتشف المرض في صفوف النساء اللواتي يرغبن في الحمل، فبعد الفحوصات الطبية، يشخص الطبيب المرض، دون أن تكون المرأة تعاني أي أعراض غير طبيعية. < هناك بعض الأعراض التي يمكن أن تشعر بها المرأة المصابة، منها آلام خلال فترة الحيض. ولابد من الإشارة إلى أن الكثير من النساء يمكن أن يشعرن بآلام الدورية الشهرية، إلا أنها تختفي في اليوم الثاني من الحيض، لكن بالنسبة إلى اللواتي يعانين بطانة الرحم المهاجرة، تزداد تلك الآلام حدة خلال اليوم الرابع أو الخامس، وقد تظهر قبل نزول الحيض بيومين. ومن بين الأعراض أيضا، آلام الحوض المزمنة، إلى جانب شعور المرأة بألم خلال العلاقة الجنسية، يزداد حدة عند الإيلاج العميق، ما يؤثر على علاقتها الجنسية. وفي بعض الحالات تعاني المرأة آلاما خلال التبول، وفي الجهاز الهضمي. < من أكثر الأماكن التي تلتصق فيها جزيئات غشاء البطانة، والتي تسلخ خلال الدورة الشهرية، المبيض والأربطة الداعمة للرحم وقنوات فالوب، ومن الأماكن النادرة، الغشاء الخارجي للأمعاء والمثانة وعنق الرحم وغشاء الرئة أو القلب، علما أنه في بعض الحالات تستعمر هذه الجزيئات الرحم وتدخله، ما يسمى البطانة المهاجرة داخل الرحم، وهو من الأمراض التي يمكن أن تسبب مضاعفات كثيرة. < ليس هناك علاج نهائي، من أجل ذلك نشدد على التشخيص المبكر، وهو ما يحول دون الوصول إلى مراحل متقدمة من المرض، علما أن المرأة غالبا ما تتخلص من مضاعفات المرض، في الوقت الذي تصل فيه إلى مرحلة انقطاع الطمث. ورغم أن بطانة الرحم المهاجرة، لا تؤثر على الحمل، لكن يمكن أن تؤخره، وتؤثر بشكل سلبي على الخصوبة، من أجل ذلك ننصح النساء اللواتي يرغبن في الحمل بالإسراع في ذلك، تجنبا لأي مشكل. كما توصف للمريض أدوية منع الحمل، على أن تتناولها بشكل مستمر وليس لمدة 21 يوما فقط، وهو ما يمنع التصاق البطانة المهاجرة ببعض أعضاء الجسم، إلى جانب أدوية ضد الالتهاب. ولابد من الإشارة إلى أن الحمل يساعد على التخلص من جزيئات بطانة الرحم العالقة، وذلك بسبب انقطاع الحيض خلال تلك الفترة، وبالتالي فتلك الجزيئات تنكمش وتختفي مع مرور الوقت. أجرت الحوار: إيمان رضيف أدوية مسكنة للألم تلعب الأدوية المسكنة دورا مهما في منع إفراز البروستاغلاندينات، أي المادة الكيميائية المسؤولة عن الإحساس بالألم في الجسم. ويجب تناول المسكنات قبل بدء الدورة الشهرية ببضعة أيام، للتخفيف من الألم والالتهابات. ويصف الطبيب المسكن الأفضل للمريضة بحسب المرحلة المرضية التي وصلت إليها. ينبغي الالتفات إلى أن تناول هذه الأدوية أو التوقف عن تناولها أو تغييرها يجب أن يتم بموافقة الطبيب المعالج. كما ينبغي على المصابة بحساسية الأسبرين أو الربو أو الجيوب الأنفية، اختيار المسكنات بعناية، لأن جسمها يمكن أن يكون ردة فعل عند تناولها لهذه المسكنات. ويستحسن تناول الأدوية المسكنة مع كمية وافرة من المياه. إ. ر 4 فحوصات للكشف تشمل إجراءات الكشف عن بطانة الرحم المهاجرة، 4 فحوصات، ويتعلق الأمر بفحص الحوض، إذ يجري الطبيب يدويا فحصا طبيا لمنطقة الحوض، بحثا عن الأكياس أو الندوب خلف الرحم. والفحص بتصوير فوق صوتي، ويستخدم هذا الاختبار موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صور للجسم من الداخل. ولن يجزم هذا الاختبار بشكل قاطع بالإصابة ببطانة الرحم المهاجرة. وبالنسبة إلى الفحص الثالث فيتعلق الأمر بالتصوير بالرنين المغناطيسي، وهو فحص يستخدم المجال المغناطيسي وموجات الراديو لإنشاء صور مفصلة للأعضاء والأنسجة داخل الجسد. يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي، في بعض الحالات، على إعطاء معلومات عن موضع الإصابة وحجمها. ثم الفحص بتنظير البطن، وهي الطريقة الوحيدة الموثوقة لتشخيص المرض، وهو عبارة عن عملية جراحية، إذ يحدث الجراح جرحا صغيرا من السرة وفتحات صغيرة بجانبها، ويتم إدخال منظار البطن عبر الشق، ما يسمح للطبيب بمشاهدة الجزء الداخلي من البطن واستئصال الأنسجة. إ. ر لمعلوماتك < تعد الإصابة بمشاكل الخصوبة من المضاعفات الخطيرة لانتباذ بطانة الرحم. ووفقا للمتخصصين فإن ما بين 30 في المائة و40 من النساء المصابات به، يعانين صعوبة في الحمل. < يتساءل البعض هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل، وفي الحقيقة تعد الإصابة بمشكلات في الخصوبة، وصعوبة الحمل أو العقم، من المضاعفات الخطيرة والرئيسية لبطانة الرحم المهاجرة، ومع ذلك، فإن العديد من النساء المصابات بالمرض قادرات على الحمل دون صعوبة، خاصة في حال كانت مرحلة المرض خفيفة أو متوسطة، في غضون ثلاث سنوات ودون تلقي أي علاج محدد. < افترضت بعض الدراسات أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة، لديهن خطر أعلى للإصابة بأنواع معينة من سرطان المبيض، لهذا ينصحهن الاطباء باستخدام حبوب منع الحمل المركبة، والتي تستخدم أحيانا في علاج بطانة الرحم الهاجرة، لأنها تقلل بشكل كبير من هذه المخاطر.