معرض الفلاحة… تألق نساء التعاونيات

مشاركة مكثفة في الدورة 15 وإقبال غير مسبوق على منتوجاته إعداد: حميد بن التهامي (مكناس) وتصوير (عبد المجيد بزيوات) أسدل الستار، أمس (الأحد) بالعاصمة الإسماعيلية، على فعاليات الدورة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة، الذي نظم على مدى ستة أيام بفضاء المعلمة التاريخية الشهيرة "صهريج السواني" في جو حماسي، بمشاركة العديد من العارضين القادمين من مختلف جهات المملكة وبلدان أجنبية، وكذا الفاعلين الاقتصاديين والمهتمين بالمجال الفلاحي. وتميزت هذه السنة بحضور غير مسبوق للعديد من التعاونيات والجمعيات الفلاحية، التي تحولت إلى سوق مميز لعرض منتوجها والتعريف والبحث عن فرص لتسويقه وطنيا ودوليا. كما اعتبر قطب سوق هذه المنتوجات المحلية نقطة ساخنة استقطبت أكبر عدد من الزوار الوافدين عليه من كل صوب بحثا عن منتوجات تستجيب لطلباتهم وبأثمنة مناسبة . و لعل ما يطغى على التعاونيات العارضة منذ انطلاق فعاليات الملتقى لهذه السنة، الحضور النسائي المكثف والوازن من مختلف الأعمار والمستويات والمناطق الجغرافية للمملكة، بعدما حقق لهن هذا القطب من الوحدات الإنتاجية (جمعيات وتعاونيات) دخلا قارا يمكنهن من مواجهة تكاليف الحياة وإعالة أسرهن. في هذا السياق صرحت رئيسة تعاونية "تاكمات أزياد" و رئيسة مجموعة ذات النفع الاقتصادي بجماعة أزيار بإداوتنان عمالة اكادير، المتخصصة في إنتاج زيت الأركان للتغذية ومواد التجميل وأملو البلدي، أن التعاونية مكنت من توفير مناصب شغل لأزيد من 600 امرأة، جلهن من الوسط القروي ، كن يعانين الهشاشة والتهميش، لكن لديهن تجربة مهمة في المجال ويحاولن اكتساب مهارات أخرى من أجل النهوض بالتعاونية، خاصة أن التنافسية شديدة على مستوى إنتاج وتسويق زيت الأركان ومشتقاته. كما اعتبرت أن هذه الإستراتيجية حققت أهدافها المرجوة، المتمثلة في تحسين وضعية المرأة القروية داخل النسيج الأسري، مؤكدة أن المعرض يشكل إضافة نوعية لعمل التعاونية خاصة وأنها تمكنت من الظفر بعقود واتفاقيات شراكة مع مؤسسات مغربية وأجنبية لتسويق منتوجها، مضيفة في تصريحها لـ"الصباح" ، بأن هذه الأهداف تشمل أيضا تنمية روح المبادرة لدى النساء وتمكينهن من تطوير قدراتهن الذاتية عبر برامج محو الأمية والتكوين والتأطير والتوعية، موضحة أن المنتوج الذي تسهر النساء على إنتاجه بالتعاونية يسوق بشكل منظم، ويحقق لهن دخلا قارا يساعدهن على مواجهة متطلبات الحياة. من جانبه، أبرز رئيس تعاونية مناحل آيت باعمران لتربية النحل بسيدي إيفني بجهة كلميم وادنون، بأن تعاونيته وجدت طريقها للأسواق الممتازة المحلية بمختلف مناطق المملكة وطورت عملها وأصبحت تصدر لأكبر الشركات العالمية للتجميل ذات العلامة المتميزة، مشيرا إلى أن الدولة تشجع على إحداث مثل هذه الجمعيات والتعاونيات وتدعمها خاصة عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووكالة التنمية الاجتماعية مع الاتحاد الأوربي والتعاون الوطني، مضيفا أنه يبقى على هذه الوحدات أن تنظم نفسها أكثر لتكون في مستوى المنافسة التي تتطلب احترام معايير الجودة كمدخل أساسي إلى الأسواق المحلية و الدولية.ومن اللافت للنظر أيضا، أن العديد من هذه الوحدات الإنتاجية يديرها خريجون جامعيون اختاروا الانخراط في مشاريع حققت لهم و لأسرهم استقرارا ماديا محترما، ويراهنون على قدراتهم وكفاءاتهم على الاندماج الفعلي في الحياة العملية متخلصين بذلك من شبح البطالة. و أجمعت عدد من رئيسات التعاونيات على أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إضافة إلى مؤسسات مانحة للقروض التي تم إحداثها في السنوات الأخيرة، مكنت من توفير كل الشروط الأساسية لإحداث مثل هذه الوحدات الإنتاجية وتشجيعها ومساعدتها على إيجاد أسواق تساهم في تأهيل كافة المنخرطين . وإذا كان المعرض الدولي للفلاحة فرصة لعرض نماذج ناجحة في مجال النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والمشاريع المدرة للدخل، الهادفة لمحاربة الهشاشة وتحسين وضعية المرأة، خاصة في العالم القروي، فإنه يشكل بالمقابل مناسبة لأخريات للاطلاع على هذه التجارب وإبداء الرغبة في تأسيس مثيلاتها. وأوضح جواد الشامي، المندوب العام للملتقى الدولي للفلاحة في هذا الصدد، أنه تم خلال هذه التظاهرة التعريف بمختلف أنواع المنتجات المحلية، داعيا إلى بذل مجهودات كبرى من أجل تعزيز حضور هذه المنتوجات في السوق وضمان استمرار عرضها محليا ودوليا بشكل منتظم، يكون في الوقت ذاته مستجيبا ومحفزا للطلب وترقية الوحدات الإنتاجية، مع وضع علامة تثمين الجودة التي يتوخاها الجميع. قطب تربية الماشية يستهوي الزوار إقبال غير مسبوق و"كسّابة" يؤكدون وفرة أضاحي "العيد" ويتوقعون زيادات في الأسعار بعد ثلاث سنوات من التوقف الاضطراري بسبب جائحة كورونا، عاد الملتقى الدولي للفلاحة في نسخته الخامسة عشرة بالعاصمة الإسماعيلية في حلة جديدة ومتميزة عن الدورات السابقة، ما مكن من تسجيل إقبال غير مسبوق للزوار من الجنسين ومن مختلف الأعمار على العديد من الأروقة، على رأسها قطب تربية المواشي الذي أثار فضولهم برؤية ما يعرض من قطيع يضم أصنافا وأنواعا مختلفة من المواشي، وكذا للتعرف على الأسعار المرتقبة لبيع الغنم والماعز قبل حلول عيد الأضحى، وذلك بالنظر إلى التخوفات التي سادت خلال فترة سابقة بالعديد من مواقع التواصل الاجتماعي حول السيادة الغذائية، ما جعل كثيرين يطرحون أسئلة حارقة بشأن وضعية رؤوس الأغنام بعد عملية الاستيراد التي قررتها الحكومة أخيرا. ووفق ما عاينته "الصباح" ، فإن القطب يضم سلالات مختلفة من الأغنام، من قبيل "الصردي"، سلالة تيمحضيت، سلالة الدمان، السلالة البيضاء، سلالة أبي الجعد"، والتي تختلف في الحجم وفي اللون، كما تختلف في السعر حسب النوع.، فيما يبقى صنف متميز من الأغنام وصل سعره إلى 20 ألف درهم كما هو الحال بالنسبة لكبش عرضه صاحبه للزوار، لكنه أكد أن هذا الثمن يمثل قيمة "الحولي" فقط وأنه غير موجه للبيع أو الاستهلاك أصلا وإنما يوجه لتحسين النسل لا غير. ورأى بعض "الكسابة" بأن المنتوج الوطني يوجد بوفرة وفي صحة جيدة، لكنهم اعترفوا بارتفاع الأسعار بسبب واقع استيراد المواد العلفية والبيطرية خلال الأشهر القليلة الماضية في ظل تداعيات الأزمات الدولية من قبيل كوفيد19 والجفاف وحرب أوكرانيا.. موضحين أن شروط الأضحية لا تتوفر في المواشي المستوردة، مبرزين أن عيد الأضحى سيقتصر فقط على رؤوس الأغنام المحلية بجميع جهات المملكة على حد تعبيرهم. كما عاينت "الصباح" التئام زوار القطب وتجمعهم حول حلبة خاصة وضعتها إدارة المعرض في تقليد خاص، حيث يتواجه فيها مربو الغنم لعرض مواشيهم والتنافس بينهم، هذه العملية التي تجري باعتماد الوشم، الذي يكون في مرحلة أولى على الصعيد المحلي ثم يلتقي الحاصلون على الرتبة الأولى في المعرض والذين يخصصون حيزا للعرض للتنافس الثنائي بالحلبة بشكل يومي. هذه المنافسة التي تنظمها اللجنة الوطنية للانتقاء والوشم (أنوك) والتي تنطلق محليا على مستوى مربي الأغنام حسب التجمعات، والحاصل على الرتبة الأولى يشارك في المسابقة التي يحتضنها المغرب، بحيث تعتمد المنافسة على دقة السلالة. وتحدد أصناف المنافسة بين الحاصلين على الرتب الأولى في التجمعات المحلية بكل جهات وأقاليم المملكة ليتنافسوا بينهم حول مسابقات متعددة، منها المتعلقة ب"النعجة" و"الخروفة" و" الخروف" و" الفحل"، والتي تشمل كل سلالة على حدة، حيث يفوز في الأخير عن كل سلالة أربعة من مربي الأغنام. وتخلق هذه المنافسة الشريفة نشاطا خاصا ودينامية بقطب المواشي، بحيث يجتمع المئات لمشاهدة العروض والمسابقات المقدمة على هذا المستوى. مباراة أحسن رؤوس الماشية تجدر الإشارة إلى أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بشراكة مع الفدراليات البيمهنية للحليب واللحوم الحمراء والجمعية الوطنية للأغنام والماعز، نظمت مباريات لانتقاء أحسن رؤوس الماشية المعروضة برواق المواشي، حسب الأصناف والسلالات. وقد أشرف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أول أمس (السبت) بمكناس، على توزيع الجوائز على الفائزين في 30 مباراة تم تنظيمها، والتي عرفت مشاركة 178 مشاركا ومشاركة من بينهم 73 مربي الأبقار لإنتاج الحليب و30 من مربي الأبقار لإنتاج اللحوم الحمراء و46 من مربي الأغنام و25 من مربي الماعز و4 من مربي الإبل. وللإشارة كذلك، فقد أشرفت على هذه العمليات لجن تقنية مشتركة وطنية ودولية متخصصة في تربية المواشي. وقد بلغ عدد الرؤوس المعروضة في رواق المواشي حوالي 600 رأس منها 140 رأسا من الأبقار الحلوب، و 90 رأسا من أبقار إنتاج اللحوم، و 200 رأس من الأغنام، و 130 رأسا من الماعز و8 رؤوس من الإبل..

معرض الفلاحة… تألق نساء التعاونيات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ضبط كيلوغرام من"الكوكايين" بمكناس

رسالة عتاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات