حسابات فرنسا ومناورات الجزائر تشعل فتيل تفتيت دول إفريقيا وتدمير قدراتها واستقرارها أظهرت ردود فعال العواصم الكبرى رغبة في التعامل مع المغرب، باعتباره حصنا منيعا للاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا، في ظل انتصارات جديدة للرباط في مجلس الأمن، واتساع دائرة تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا، بمعزل عن محور فرنسا والجزائر، الرامي إلى تفتيت وتدمير قدرات دول شريط الصحراء الكبرى من مالي إلى السودان. وكشف أبو وائل الريفي، أول أمس (الأحد)، على "شوف تيفي» فصلا جديدا من تمزيق نسيج مجتمعات دول إفريقية واستهداف مقومات وحدتها سقط فيه فرقاء السودان، علما أن جهود المخطط المذكور تركز على منطقة الساحل في القارة الإفريقية، التي صارت مرشحة لصدارة العالم في مؤشر المناطق الأكثر سخونة، من حيث حجم التوترات وخطورتها بعد أن كانت منطقة الشرق الأوسط هي التي تحتل هذه الصدارة، ومع ذلك "لا يمكن النظر إلى ما يحدث من اقتتال داخلي بين القوات السودانية بمعزل عما تضج به منطقة الساحل من مخاطر، سواء شمال أو جنوب الصحراء، في ليبيا أو تونس أو مالي أو الصومال أو تشاد أو بوركينا فاسو». وأفاد الريفي في بوح الأحد أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية، التي تترتب عن هذه التوترات والحروب تعقد الأمر أكثر، بالنظر إلى مساهمتها في ارتفاع الهجرة غير النظامية بتداعياتها وتزايد نشاط شبكات الجريمة وتجارة الممنوعات بمختلف أنواعها، (المخدرات والبشر والسلاح)، إلى أن صارت هذه القضايا تحتل أولوية في العلاقات بين الدول والتجمعات الدولية، لأن رقعة تداعياتها تتسع بسرعة وتتمدد بدون حدود، ويصعب أن تتصدى لها قوة واحدة بدون تعاون الجميع. ويستفيد تجار الجريمة وشبكات الهجرة والمنظمات الإرهابية من الأجندة الفرنسية الجزائرية بعد تراجع دور باريس وترك المنطقة للفراغ، وعدم تأهيل مسبق للقوات النظامية لعدد من دول المنطقة وانشغال الكثير من هذه الدول بالصراعات البينية، ووجود أكثر من قوة أجنبية بشكل غير مباشر وتناقض مصالحها مما يجعل منطقة الساحل ساحة صراع بين الكبار، و"هو ما يحمل فرنسا مسؤولية كبيرة في ما ستؤول إليه الأوضاع في جزء من المنطقة بسبب سياساتها الخاطئة ومقارباتها الأنانية ومغامراتها التاريخية». ونبه المصدر ذاته أن فرنسا مازالت تلعق بالنار للحفاظ على كبريائها باعتماد سياسة الأرض المحروقة، وهي تعقد صفقات خفية مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للإفراج عن رهائنها، مقابل الفدية أو تمكينهم من المرور عبر الإعلام الفرنسي الرسمي، وأن تلك الممارسات توفر تربة خصبة وبيئة حاضنة للأنشطة المهددة لاستقرار الدول والسلام العالمي، و"لذلك وجب النظر إلى ما يحدث في المنطقة نظرة مختلفة عن اعتبارها حوادث متفرقة أو أحداثا لا تأثير لها على مستقبل المنطقة والعالم». وفي خضم ذلك تزايد الحرص الدولي على دعم العلاقات مع المغرب، بدءا من حكومة مدريد التي تقاوم النزعات المتطرفة ذات الميول اليسارية البائدة وتتشبث بتحالفها الإستراتيجي مع الرباط، مرورا بواشنطن التي أرسلت مدير مخابراتها في زيارة رسمية لتدعيم التعاون الأمني المغرب بعد إشادة من البنتاغون بواسطة دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي. ياسين قُطيب