الشباب يعقدون الأمل على توسيع قاعدة الحرية مقابل ربطها بالمسؤولية لا يعلو صوت في الأيام الأخيرة على نقاش الحريات الفردية، التي اهتم بها جل الشباب المغاربة في الفترة الأخيرة، بعد علمهم أن عرض القانون الجنائي على البرلمان لم يبق له الكثير من الوقت، ما جعل جل المجموعات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتناول هذا الموضوع بالنقاش. ورغم أن نظرة الشباب المغاربة ليست موحدة حول الحريات الفردية، إلا أن هناك تيارا كبيرا يساند التعديلات مهما كانت درجة قوتها وثوريتها، إذ يعتقد كثيرون أن التعديلات ستأتي بجديد لا محالة، خاصة أن الوزير الوصي في هذه الولاية، يعرف بتوجهه الحداثي، رغم أنه يمكن أن تفرض عليه بعض قواعد المحافظة. وبالنسبة إلى معظم الشباب، فهناك الكثير من الفصول التي يعتقدون أنها لم يعد لها مكان، حسب عدد من التدوينات والتفاعلات معها، من قبيل تجريم العلاقات الرضائية بين راشدين، وتجريم المثلية الجنسية، إضافة إلى تجريم الإفطار العلني، والسماح بتزويج القاصرات، ناهيك عن نقاط أخرى يطالبون بها بدرجة أقل، تتعلق بشروط الزواج والطلاق. وتناولت بعض البرامج في منصة "تويتش" بعض هذه المواضيع بالنقاش، معتبرة أنه حان الوقت للقيام بتعديلات كبيرة، خاصة أن هذه الفرصة يمكن أن لا تتكرر في السنوات المقبلة، مستشهدين بشخصية الوزير والجو العام الذي يؤطره مثقفون ورجال دين أصبحوا أكثر ليونة من قبل، ولم يعد المجتمع السياسي منقسما إلى محافظين وحداثين، إذ في وقتنا الحالي هناك محافظون لكنهم ينتمون لمدرسة مغربية في المحافظة، لديها هامش كبير للمناورة والقبول بالرأي الآخر، وتتبنى مرجعية إسلامية منفتحة، عكس التيارت السلفية والإخوانية، التي كانت تؤطر النقاش العمومي قبل سنوات. ورغم "الكليشيهات"، التي تعتبر أن الشباب لا يهتمون بالسياسة، وغير منخرطين في العمل السياسي، إلا أن الأمر مختلف في الواقع، إذ أن الكثير من الشباب المغاربة يعملون في المجتمع المدني، ويحافظون على مسافة مع الأحزاب السياسية، بسبب الصورة التي أصبحت عند المغاربة عامة حولها، رغم أنها تكون مجحفة أحيانا. وصوت الشباب في الانتخابات الأخيرة بكثافة، وهو ما أثار استغراب كثيرين، وظهرت فجأة كتلة انتخابية مكونة من الشباب، واتضح أنها تساند أحزابا لديها مشاريع موجهة لهم، إضافة إلى الأحزاب التي لها نفس حداثي، يغريهم بنسمات الحرية التي وعدوا بها، وتعتبر هذه التعديلات المقبلة امتحانا للحكومة وللسياسة في بلدنا، لأن أي تراجع أو نكوص سيزيد من توسيع الهوة، بين الشباب والسياسة. عصام الناصيري