كــيـــد الـنـــســاء

محاكمات غير عادية 6 شهادة طبية برأت أبا من تهمة اغتصاب خطيبة ابنه هي قضايا غير عادية، ليست بسبب موضوعها أو خطورة الجرم المرتكب أو حساسيتها، وغيرها من الأسباب التي يمكن أن تطبع المحاكمة وتجعلها تخرج عن المألوف. المثير في هذه القضايا أن بطلاتها نساء، إما ضحايا أو مذنبات، تفنن في طريقة تدبيرها بنكهة خاصة اختلط فيها المكر والذكاء، لأجل الدفاع عن حقوقهن بشتى الوسائل، كما تمكن من شد الانتباه إليهن، وظلت قاعات المحاكم وذاكرة قضاة ومحامين وباقي ممتهني العدالة شاهدة عليها. كريمة مصلي «كيد النساء» لا يتعلق بعرض سينمائي، بل هو واقع معيش يتجاوز تفاصيله ما عالجه الفيلم من حيل وكيد النساء. القضية بدأت وقائعها بشكاية رفعها شخص ضد والده يتهمه فيها باغتصاب خطيبته، بعد أن وضع لها مواد مخدرة، وهو الكلام نفسه الذي أكدته خطيبة الابن، مضيفة أنها توجهت رفقة حماها وأخته وحماتها لزيارة طبيبة، بغية عرض مشكل عليها، وفي طريق العودة طلب الأب من خطيبة ابنه التوجه برفقته إلى الصيدلية لاقتناء دواء لها، وبعد أن ترك باقي أفراد الأسرة في المنزل، عرج الرجل، كما تقول الفتاة في شكايتها، على صيدلية وعاد محملا بدواء، ليطلب من خطيبة ابنه مرافقته إلى منزل ثان له، من أجل جلب بعض الأغراض منه. دلفا معا إلى الداخل وهناك طلب منها أن تتناول الدواء الخاص بها، قدم لها حبة واحدة وكوب ماء وبمجرد تناولهما فقدت الوعي، وبعد أن استفاقت من غيبوبتها أحست بألم في جهازها التناسلي، استطلعت الأمر فوجدت دما على فخذيها وتبانها. القصة التي اجتمع فيها الانتقام مع الجحود كادت أن تنتهي بمأساة، خلال التحقيق بكت الفتاة كثيرا ولم تفلح، كما تروي، كلمات حماها المعسولة ولا تهديداته له في إخبار خطيبها الذي ثارت ثائرته وقرر رفع شكاية إلى الشرطة، معززة بشكاية سابقة تقدمت بها أخته تتهم فيها والدها بالاغتصاب، وشكاية ثانية من عمها الذي يتهم أخاه باغتصاب زوجته. أوقف المتهم وتمت متابعته في حالة اعتقال، اعتقد قاضي التحقيق في البداية أن الأمر يتعلق برجل مريض نفسيا أو يعاني اضطرابات، غير أن لا شيء من هذا عاينه حينما مثل المتهم أمامه، فقد كان الرجل يتحدث باتزان كبير ويقدم معطيات متناسقة وعقلانية. استمع قاضي التحقيق إلى المتهم، الذي أكد أنه بريء من التهمة الملفقة إليه، مثلما برأ ابنه الذي قال إنه ضحية تأثير من والدته، وكشف المتهم عن علاقته المتوترة مع زوجته التي انتهت بالطلاق، وهو الأمر الذي لم تتقبله، ومند ذلك الوقت وهي تثير له المشاكل، كانت أولها اتهام ابنته له باغتصابها قبل أن تظهر براءته منها، وكذا اتهام شقيق له باغتصاب زوجته قبل أن يبرأ كذلك، ليطفو على السطح المشكل الثالث الذي اتهم فيه من قبل ابنه باغتصاب خطيبته. بدأ القاضي تحقيقه وعاود الاستماع إلى المشتكية، بناء على التصريحات الجديدة، أعاد التدقيق معها في بعض النقاط الخاصة بمكان اغتصابها، وعما إذا كانت أطلعت خطيبها وأفراد الأسرة على التبان الذي كان به الدم، بدت الفتاة مرتبكة، لتبدأ الشكوك تحوم حول صحة ما تدعيه. عاود القاضي قراءة الملف بتمعن، فاكتشف بعض التناقضات، من بينها شهادة طبية أدلى بها الأب تثبت أن الفتاة كانت ثيبا، قبل أن يتم اغتصابها، والأكثر من هذا أنها فقدت بكارتها منذ مدة، كما تبين أن الأب برئ من التهمة الموجهة إليه من قبل ابنته، وحتى تلك التي وجهت إليه من قبل أخيه، خاصة أن الأخير مثل أمامه وأكد أن اتهاماته نابعة من تحريض طليقة أخيه.

كــيـــد الـنـــســاء

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كاوكي ضمن القرى السياحية عالميا

متقاعدو البريد يطالبون بالحوار

مقالات ذات صلة