فضاءات يرتادها الزبائن كل ليلة وتغلق أبوابها بإحكام لتفادي إثارة الانتباه لم تمنع طقوس العبادة في رمضان، وما يتخلله من أنشطة دينية وفكرية، المدمنين على تدخين "الشيشة" في البحث عن محلاتها بسلا، حيث يتوافد العديد منهم على "حي بطانة" و"تابريكت"، بحثا عن ليالي السهر والسمر، ما بعد صلاة التراويح وحتى رفع أذان الفجر. ولا يجد هؤلاء حرجا في أداء صلاة التراويح وبعدها حجز مقاعد في هذه الفضاءات المغلقة التي تعج بالفتيات والذكور، حيث يعمل المسيرون على إغلاق أبواب هذه المحلات بإحكام لتفادي إثارة الانتباه، رغم رائحة التدخين التي تنتشر وسط الإقامات السكنية وبالشوارع الموجودة فيها هذه الفضاءات. ويقول مصدر أمني متقاعد، إن هذا الشهر يزداد فيه الإقبال على تدخين "الشيشة" التي تعوض الكحول عند المدمنين على شرب الخمر، الذين يجدون ضالتهم في البحث عن المحلات المخصصة لتقديم هذه الخدمة، مشيرا إلى أن حتى المدمنين على تناول المخدرات من "شيرا" وكوكايين يستبدلون هذه الممنوعات بتدخين "الشيشة". وتصاعدت منذ بداية رمضان الجاري، مطالب قاطنين بالأحياء المذكورة بسلا، لمنع تقديم تلك الخدمات، علما أنها تتعارض مع قيم المجتمع المغربي في رمضان. ورغم الحملات الأمنية التي تشرف عليها السلطات المحلية والأمنية والتي أسفرت عن تقديم مجموعة من المتورطين، إلا أن بعض الفضاءات مازالت تشتغل ما بعد صلاة التراويح حتى بزوغ الفجر. ويؤكد المصدر نفسه أن ما يساهم في انتشار الظاهرة سيما في السنوات الأخيرة على مستوى شارع "لالة أمينة" ومناطق أخرى بحي اشماعو وبطانة، هو أن المحالين على العدالة غالبا ما يتابعون في حالة سراح وتصدر في حقهم غرامات مالية، لكنهم يعودون إلى مقرات عملهم، لمباشرة النشاط نفسه، مضيفا أن بعض النيابات العامة باتت تكيف لهم اتهامات إلى التحريض على الدعارة والفساد وتقديم القدوة السيئة للشباب والقاصرين حتى يساهم الجانب الزجري في إعطاء العبرة، في الوقت الذي كان فيه العقاب يمر عبر عمالة المدينة، يؤكد المسؤول نفسه. وفي الوقت الذي يعتمد فيه مسيرو هذه المحلات على ما يشبه لعبة القط والفأر مع السلطات الأمنية المكلفة بمحاربة الظاهرة، داهمت السلطات الأمنية نفسها، في الشهور الماضية مجموعة منها، مباشرة بعد وصول الأمر إلى البرلمان إذ تحدث وزير الداخلية عن إحصائيات تفيد الإجراءات المتخذة من قبل المصالح الأمنية والقضائية والسلطات الترابية، مضيفا أن هناك تدابير ميدانية للحد من الظاهرة، بعدما وجه رئيس المجموعة البرلمانية لفريق العدالة والتنمية سؤالا في الموضوع. عبد الحليم لعريبي