"كابرانات الجزائر" ... الأضحوكة 1 إن الأمير عبد القادر تسلمها من الرئيس الأمريكي رغم أنه لم يكن مولودا أصلا في تصريحات محللين سياسيين موضوعيين، وفي جل مواقع التواصل الاجتماعي، يحتل وسم «النظام الجزائري أضحوكة العالم» الصدارة، فالأحداث التي شهدتها السنتان الماضيتان جعلت من قرارات «الكابرانات» فاقدة للمنطق والقدرة على الحفاظ على هيبة دولة الجارة الشرقية.ويكفي زيارة موقع «تويتر» للتأكد أن وسم «أضحوكة العالم» أصبح مرادفا ل»كابرانات الجزائر»، إذ لا يكف عدد من المدونين عن نشر تدوينات ساخرة من القيادة الجزائرية الحالية، كما انضم عدد من الناشطين الجزائريين لحملة «الأضحوكة»، بهدف تسليط الضوء على أعطاب التنمية ومهازم الإعلام ببلد «المليون شهيد». خالد العطاوي أصبحت خطب وتصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أشهر من برامج "كوميديا"، إذ لا يتوقف عن إبداع مصطلحات غريبة، أو كشف جوانب من التاريخ لا يعلمها إلا "كابراناته"، ولا يتوانى في تحميل المغرب مسؤولية كل شرور العالم، رغم أن تلك الشرور لا توجد إلا في مخيلته. من إبداعات تبون، التي جعلت وسم "أضحوكة العالم" يلتصق به، تصريحه بأن الرئيس الأمريكي الراحل جورج واشنطن، سلم المقاوم الجزائري الأمير عبد القادر مسدسات. وقال تبون، في روتينه اليومي على التلفزيون الجزائري، إن متحف المجاهد في العاصمة الجزائرية يحتوي مسدسات قديمة أهداها الرئيس جورج واشنطن إلى الأمير عبد القادر الجزائري، علما أن الأمير عبد القادر لم يكن وُلد أصلا عند وفاة واشنطن في 14 دجنبر 1799، بينما ولد الأمير عبد القادر في شتنبر 1808. لكن في الحقيقة، قُدم المسدسان من قبل أبراهام لنكولن، وهما مرصعان بالذهب، بعد إنقاذ الأمير للمسيحيين في الشام. وقال تبون، في معرض حديثه عن عمق العلاقات التاريخية بين الجزائر والولايات المتحدة، إن الأمير عبد القادر الجزائري هو القائد الأجنبي الوحيد الذي سميت مدينة أمريكية باسمه، إذ توجد مدينة القادر في ولاية أيوا، والتي سميت نسبة إلى الأمير الجزائري عام 1845. وادعى تبون، على الهواء أيضا، أن هناك علاقات تاريخية قديمة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، وأن بلاده كانت ثاني دولة تعترف باستقلالها، في حين أنه بالعودة إلى موقع الخارجية الأمريكية نجد أن "هامبورغ"، أي ألمانيا حاليا، هي ثاني دولة اعترفت باستقلال أمريكا. ولا تقف مهازل تبون عند هذا الحد، إذ وثقت رسالة كتبها في الدفتر الذهبي لمكتبة قطر الوطنية ارتكابه خطأ فادحا تمثل في تاريخ زيارته للمكتبة، فعوض أن يدون 21 فبراير 2022 كتب تبون 21 فبراير 2020. وسرب مدونون صورة من الرسالة وقالوا إن هذا الخطأ الفادح كما يظهر من خلال الوثيقة يؤكد مرة أخرى، أن تبون مجرد دمية للنظام الجزائري العسكري، وجنرالات قصر المرداية، بسبب كبر سنه وعجزه عن تسيير أمور البلاد والشعب الجزائري، ففضلا عن الجهل بالتاريخ، إثر تداعيات الشيخوخة التي تبدو واضحة على ملامحه، فإن القراءة الأولية لرسالته، ترصد مجموعة من الأخطاء الإملائية واللغوية، كما يظهر من نص الرسالة، قبل أن يتدخل النظام العسكري ويقوم بحذفها من حساب رئاسة الجمهورية، بعد ذلك الارتباك الواضح الذي أبان عنه تبون، وطرح معه التساؤل حول صحته وأهليته لقيادة الجزائر. ووجه المدونون ملاحظة إلى المقربين من الرئيس تبون، خاصة مستشاريه الإعلاميين، قائلين:" حاولوا إقناع الرجل بأنه رئيس دولة وليس "مؤثرا" على شبكة الإنترنت. الكلام لا يطلق على عواهنه، وحتى إن كان من مصلحة المغرب أن يستمر في أحاديثه غير المسؤولة، فإنه من المحزن حقا رؤية رئيس دولة يتحدث بهذا الأسلوب، الذي لا يليق بمقامه ولا بشعبه".