المغاربة حاضرون في جميع المسابقات الدينية ويحصدون الجوائز وينالون التقدير رغم التطور الكبير الذي طرأ على معظم الأسر المغربية، خصوصا في ما يتعلق بطرق تربية وتدريس أطفالها، إلا أن جزءا كبيرا من الأسر حافظ على عادة إرسال أطفاله إلى الكتاتيب القرآنية ومدارس التعليم العتيق، وحرص عدد كبير من الأسر في المدن والقرى، على تربية أبنائهم تربية دينية، بحفظ القرآن وقواعد التجويد على وجه الخصوص. وإذا كان المغاربة يظنون في وقت سابق أن بعض الدول المشرقية متفوقة في أمور الدين، فإنه يتضح جليا أن المغرب بلد حفاظ القرآن بلا منازع، خاصة بعد شروع دول المشرق في السنوات الأخيرة في تنظيم مسابقات الحفظ والتجويد، وهو ما أبان فيه الشباب المغاربة من جميع الأعمار على علو كعبهم باستحواذهم على أكبر عدد من المشاركين والجوائز. ولم تكن هذه السنة استثناء، إذ شارك الشباب المغاربة في مسابقات مختلفة، أبرزها مسابقة "عطر الكلام"، التي توج فيها قارئان مغربيان، والتي تعتبر الأضخم من حيث قيمة الجوائز المالية وعدد المشاركين. وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة "عطر الكلام"، قبل أيام في فئة القرآن الكريم، عن الفائزين بالمسابقة وترتيبهم، إذ حصل المغربي زكريا الزيرك على الرتبة الثالثة، وجائزة مالية قيمتها مليون ريال، فيما حصل مواطنه عبد الله الدغري على الرتبة الرابعة، وجائزة مالية قيمتها 700 ألف ريال. وتنافس 4 قراء على المركز الأول للمسابقة هذه السنة، إذ شارك فيها القارئان المغربيان زكريا الزيرك وعبد الله الدغري، والسعودي عبد العزيز الفقيه، الذي نال الرتبة الثانية، فيما فاز بمسابقة هذا العام القارئ الإيراني يونس شاهمرادي. وتعد المسابقة الأكبر من نوعها على مستوى العالم، من حيث المشاركين الذين يزيدون على 50 ألف متسابق، والجوائز التي يزيد مجموعها على 12 مليون ريال. وتهدف المسابقة إلى إظهار المواهب والإمكانات الصوتية للقراء والمؤذنين، باستخدام أفضل أداء معتمد على استخدام قوانين النغم، والأحاسيس التي تسهم في إيصال الشعور والحالة التي يريدها القراء إلى مستمعي البرنامج. ويساهم هؤلاء الشباب الحاضرون بقوة في جميع التظاهرات الدينية، في دحض بعض الأكاذيب التي تروج عن المغرب، من قبل جهات مغرضة، فإذا كان الدين والتدين معيارا للأخلاق، فإن الشباب المغاربة لا منافس لهم في هذا الباب، وهذا الأمر تأكيد أيضا لمساهمة الدولة في خدمة الدين. عصام الناصيري