أبطال وفضائح 2 اعترفت بتناول دواء بوصفة طبية بسبب مرض عانته حفل القرن الحالي بفضائح في مختلف الرياضات، كان وراءها نجوم عالميون، اعتقد الجمهور أنهم وصلوا إلى العالمية بفضل مجهوداتهم الشخصية، قبل أن تنكشف الحقيقة المرة، باستخدامهم لأدوات مساعدة غير شرعية. نعرض في هذه السلسلة من الحلقات، الفضائح التي ضربت أشهر الرياضيين في العالم، ستبقى في التاريخ، وراءها نجوم، مثل الأسطورة الأرجنتيي دييغو مارادونا، والحسناء الروسية ماريا شارابوفا، مرورا بفضيحة الرشوة والاحتيال لجوفنتوس الإيطالي، ثم سقطة الدراج الأمريكي لانس أرمسترونغ، والعداء الأمريكي تايسون غاي. عبد الإله المتقي طاعتبر 8 يونيو 2016، يوما أسود للتنس العالمي، بعدما أعلن الاتحاد الدولي توقيف "حسناء" كرة المضرب العالمية، الروسية ماريا شارابوفا، لسنتين، بعد ثبوت تناولها مواد منشطة. خضعت شارابوفا لفحوصات وتحاليل للكشف عن المنشطات، خلال بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، وهي أولى بطولات "الغراند سلام" في الموسم، في السنة نفسها، ليتبين أن دمها يحتوي على مادة "ملدونيوم" المحظورة، إذ تعتبر منشطة، منحتها التفوق في مبارياتها على منافساتها. اعتبر القرار صادما لجماهير التنس العالمية، خاصة أن شارابوفا، التي كانت تبلغ آنذاك من العمر 29 سنة، عرفت بنيلها التقدير من قبل كل الجماهير واللاعبات ولاعبي التنس العالميين، إذ سيطرت على ترتيب لاعبات التنس لمدة طويلة. لم تنتظر الروسية كثيرا للرد على هذه الاتهامات، إذ قالت إنها ترفضه، وإنها ستستأنفه، نافيا نيتها أخذ منشطات للتفوق في بطولات التنس، بل لجأت للمحكمة من أجل نيل حكم لصالحها، وهو ما تم فعلا، إذ أكد حكم قضائي أن نية شارابوفا لم يكن أخذ مادة منشطة، وإنما جاء ذلك بسبب مرض ألم بها، ولم تكن متأكدة من تناول المادة المحظورة. في مارس 2016، اعترفت شارابوفا في مؤتمر صحافي، عقدتها للتحدث عن قضيتها، وقالت إنها تناولت فعلا مادة "ملدونيوم" المنشطة، لكنها أوضحت أن ذلك كان يتم منذ 10 سنوات، وبغرض الشفاء، وبوصفة طبية واضحة، بسبب مرض عانته، وليس لغرض إحداث تفوق رياضي أو أخذ منشطات. وزادت شارابوفا قائلة، خلال الندوة الصحافية الشهيرة، "أتناول هذا الدواء بناء على وصفة من طبيب العائلة. هذا الدواء لم يكن ضمن لائحة المنتجات الممنوعة للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، لكن القاعدة تغيرت في يناير 2016، وأصبح الدواء مادة ممنوعة وهو ما لم أكن أعرفه". تعرضت شارابوفا بعد هذا الحكم، للتجاهل من قبل زميلاتها في عالم التنس، إذ رفضت بعضهن لقاءها أو دعمها، بل حتى بعد عودتها للملاعب، هناك من رفضن مواجهتها. والأخطر في ذلك، هو أن قضية شارابوفا، فضحت برنامجا خفيا كانت السلطات الروسية تعتمد عليه لمنح منشطات لرياضييها، طيلة سنوات، وهو الأمر الذي دفع إلى توقيف كل الاتحادات الروسية عن ممارسة أي رياضة، أو المشاركة في الألعاب الأولمبية، أو البطولات العالمية، وهي القضية التي مازالت تداعياتها إلى اليوم. وسميت القضية ب"العالم السري للمنشطات بروسيا"، إذ حسب تحقيقات وتقارير، فإن الحكومات الروسية كانت متورطة فيه، وهو ما نفته روسيا من قبل أكبر هرم فيها، وهو الرئيس فلاديمير بوتين. في 2020 اختارت شارابوفا إنهاء مسيرتها، والتوجه نحو عالم الموضة، إذ كانت شركات الألبسة وعرض الأزياء تتهافت عليها لجمالها. رغم ذلك ظلت هذه القضية تطاردها في كل مناسبة، إذ مازالت الصحافة تسألها عن حقيقة معرفتها بتناولها مادة محظورة. نالت شارابوفا خمس بطولات "غراند سلام"، وتصدرت الترتيب العالمي لمدة طويلة، وهي تقيم اليوم في لوس أنجلوس الأمريكية.